السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلنا جميعاً قد قرأنا أو سمعنا بالرواية التي وردت عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)
وهي قوله بحسب الرواية: (الصوم جنة من النار).
إن الصوم يسبب غفران الذنوب، وهي تعتبر السبب والمبرر في دخول الفرد إلى النار والعياذ بالله.
فإذا زالت الذنوب وغفرت وكفرت السيئات فقد زال سبب الدخول إلى النار قطعاً.
وإذا كانت العبادات والأعمال الصالحة كلها تعمل على ذلك وتؤدي إلى المغفرة والتوبة،
فإنها تختلف في ذلك شدة وضعفاً باختلاف قبول تلك العبادة،
أو قد يتوقف الأمر على مدى إخلاص الفرد في العمل.
فإنه إذا كانت تشوبه شوائب الرياء أو حب الدنيا أو غير ذلك من الشوائب،
فإن العمل لا يرتقي إلى مستوى القبول، أو يكون باطلاً من أساسه،
فيكون الفرد قد زاد في الطين بلة كما يعبرون،
لا أنه سبب إلى غفران ذنوبه.
وأما الصوم بما يحمله من مشقة، وبما يحتويه من أسلوب مهم للتربية وترويض النفس،
وبما يتصف به من قابلية وإمكان الكتمان عن كل أحد غير الله سبحانه وتعالى،
فإنه ترجح وتتمحض فيه قابليته على ذلك.
وهذا ما قد يفسر لنا اختصاص الصوم بهذه الخصوصية في هذه الرواية الشريفة،
مع أن كل الطاعات والأعمال الصالحة يمكن أن تكون فيها وقاية من النار،
كما قال تعالى: "وأقم الصلاةَ طَرَفَي النهارِ وزُلَفًا
من الليلِ إن الحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئاتِ ذلك ذكرى للذاكرين" هود 114.
ولكن تبقى للصوم خصوصيته الخاصة
به على أي حال.
فيكون الصوم جنة من النار بعد غسل الذنوب وتبعاتها، فيزول بزوالها سبب دخول النار.
نسأل الله المغفرة