بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله فاطر السماوات والأرض والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين
لم ينزل الله سبحانه وتعالى القرآن ليشقينا ولا ليهلكنا، وقد جاء قوله تعالى في سورة طه : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى. ولم يفرض علينا الصيام إلا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، والصيام هو أكبر نعمة أنعم بها الله علينا، لو نعلم كيف نستفيد منها، فالأكل يجب ألا يأخذ بعدا كبيرا في حياة البشر. والله سبحانه وتعالى في غنى عن صيامنا وصلاتنا، لكنها تزكية لنفوسنا فقط، وعلاقة ممتدة بيننا وبين ربنا. فلا تنصحوا الناس بالإفطار لسبب بسيط، ولا تسهلوا الرخص للناس القادرين، ولا تلتمسوا الأعذار في الفروض، ولا تنسوا أن الله يعلم السر وأخفى، ولا تأخذكم سنة ولا نوم في عظمة الله فتفتوا للمرضى بالإفطار فإن الله يقول: وأن تصوموا خير لكم والأمر هنا للمرضى، لأن التخيير لا يكون للقادر في هذه الحالة ما دام الصيام فرضا. فربما تسمعون على بعض الشاشات القومية في كثير من البلدان العربية دعوة إلى الإفطار بحجة السكري وضرورة الماء للجسم خصوصا الأطفال، والنساء الحوامل، والمرضعات، والقرحة في المعدة، والقصور الكلوي، وأمراض القلب والشرايين، والإفطار من أجل تناول الدواء، وما إلى ذلك من الادعاءات والتضليلات، والأكاذيب على الله، ونحن نقول يجب أن تكون نية الصيام أولا، فلا يجوز أن تكون نية الإفطار بدون الضرر ولو بحجة المرض، لأن النية غيب ولا يمكن ألا يستوفي المسلم هذا الشرط، فيجب أن ينوي المسلم الصيام أولا ثم يصوم وينظر هل يقدر أم لا، إلا في الحالات القصوى المعروفة التي يكون الصيام فيها غير ممكن، ويجب ألا يتخوف المريض من الصيام. لأن الله يقول وأن تصوموا خير لكم والتخيير للمرضى كما سبق ذكره.
اللهم بلغنا رمضان واكتب لنا أجره بالتمام والكمال يا أرحم الراحمين ونسألكم الدعاء ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير