قال الله تعالى:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
- أمّا ( الحمد ): فالكلام عنه يكون في نقاط أربع إن شاء الله:
أوّلا: بيان معناه: الحمد: هو وصف الممدوح بالكمال، إمّا لصفاته الذّاتية، أو لإحسان وإنعام.
فتقول:" حمِدت لفلان شجاعته وكرمه "، و" حمدته لعطائه"، فهو ضدّ الذمّ كما في " لسان العرب"، وقد عرّفه بعضُهم بتعريفين من المستحسن أن نقف معهما.
التّعريف الأوّل: أنّه بمعنى الشّكر لا فرق بينهما، وهو قول الإمام الطّبري والمبرّد.
قال القرطبيّ رحمه الله في " الكتاب الأسنى ": " وهذا غير مرضيّ ".
ووجه قول القرطبيّ أنّ التّرادف من جميع الوجوه لا وجود له في اللّغة العربيّة، فلا بدّ أن يكون هناك فرق ولو دقيقا. ورجّح جمهور المفسّرين واللّغويّين أنّ ثمّة فرقا بينهما من وجهين اثنين:
الأوّل: أنّ الشّكر لا يكون إلاّ عن إحسان وإنعام، والحمد يكون مقابل إحسان وغير مقابل لإحسان، قال الإمام ثعلب كما في " لسان العرب ":
" الشّكر لا يكون إلاّ عن يد، والحمد يكون عن يدٍ وعن غير يدٍ ".
وقال القرطبيّ:" والصّواب أنّ الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان، والشّكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان، وهذا قول علماء اللّغة، الزجّاج والقتبيّ[1] وغيرهما " اهـ.
الثّاني: أنّ الحمد لا يكون إلاّ باللّسان والقلب، والشّكر يكون بالقلب وباللّسان وبالجوارح.
ذكر ذلك ابن القيّم رحمه الله في " مدارج السّالكين " حيث قال:" إنّ الشّكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللّسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا.. والحمد يقع بالقلب واللّسان " اهـ.
لذلك يقول العلماء: إنّ الحمد أعمّ متعلّقا، وأخصّ آلة من الشّكر.
التّعريف الثّاني: ومنهم من يعرّف الحمد بقوله: " الحمد هو الثّناء الجميل ".
ولا شكّ أنّ هذا صحيح على سبيل التجوّز والتّوسّع، وإلاّ فإنّ الحمدَ - كما سبق بيانه -هو ( وصف المحمود بالكمال )، فإذا تكرّر كان ثناءً، وليس مجرّد المدح هو الثّناء كما هو شائع، ويدلّ على ذلك أمران:
1- دليل من اللّغة، وذلك لأنّ الثّناء هو التّكرار، من:ثنى الشّيء ثنيا إذا ردّ بعضه على بعض، ومنه التثنية، أي: جعل الشّيء اثنين، ومنه تسمية الفاتحة " السّبع المثاني " لأنّها تكرّر في كلّ ركعة من ركعات الصّلاة.
2- دليل من الحديث، فقد سبق أن رأينا حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (( قَالَ اللهُ تَعَالَى: " قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ:{الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} قَالَ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي. وَإِذَا قَالَ العَبْدُ:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي )).. رواه مسلم.
فلم يذكر الثّناء إلاّ بعد المدح.
ثمّ إنّ هناك عدّة روايات عن الصّحابة تؤيّد ذلك، إذ يعطفون الثّناء على الحمد، فيقولون:" فحمد الله وأثنى عليه ".
ممّا يدلّ على أنّ الثّناء زيادة في المدح.
النّقطة الثّانية: بيان معنى ( ال ).
( ال ) في الحمد تدلّ على الشّمول والاستغراق والكمال، كما تقول:" زيد هو الرّجل " أي الكامل في الرّجولة.
فكلّ الحمد والحمد الكامل لله تبارك وتعالى، لأنّه المنعم الحقيقيّ بكلّ النّعم دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، ولو عاش العبد عمر نوح عليه السّلام يحمد الله تعالى على نعمة واحدة من نعمها الدّينيّة أو الدّنيويّة لا يكون قد وفّى حقّها؛ لأنّه تعالى هو الّذي وفّق العبد إلى حمده.
قال داود عليه السّلام: ربّ إنّي عجزت عن حمدك، فإن وُفِّقت إليه فأنت الموفّق وتلك نعمة لا بدّ من حمدها ؟ فقال الله تعالى: الآن قد حمدت.
فالاعتراف بالتّقصير والإدراك إدراك.
النّقطة الثّالثة:لماذا حمد الله نفسه ؟
قال ابن كثير رحمه الله:
" افتتح كتابه بالحمد، فقال: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ}، وافتتح خلقه بالحمد فقال تعالى:{الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}، واختتم خلقه بالحمد فقال بعد ذكر مآل أهل الجنّة وأهل النّار:{وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزّمر:75]..ولهذا قال تعالى:{وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:70] "..[بتصرّف].
فلماذا قال تعالى:{الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} وحمِد نفسَه ؟
ذكر العلماء قولين اثنين في ذلك:
- الأوّل: أنّه أمر في صورة الخبر.
وهذا الأسلوب أوقع في النّفوس من الأمر أو النّهي الظّاهر، كقوله تعالى:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم:17] أي: سبّحوا، وقوله تعالى:{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين} [البقرة: من الآية256] أي: لا تكرِهوا، قالوا: فكأنّه قال تعالى: احمدوا الله.
- الثّاني: وهو أوجه، أنّ الله حمد نفسه لعلمه أنّ العباد عاجزون عن حمده.
من أجل ذلك اعترف سيدّ الخلق، وأعلم الخلق بالخالق بأنّه عاجز عن حمد الله، فكان يقول في دعائه: (( لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ )). [رواه مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها].
وكان صلّى الله عليه وسلّم يستحبّ كلّ صيغ الحمد الجامعة للثّناء على الله، فكان يقول إذا رفع رأسه من الرّكوع: (( اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ )) [رواه مسلم عن ابن عبّاس رضي الله عنه].
ومرّة كان صلّى الله عليه وسلّم يصلّي بأصحابه - والحديث في صحيح البخاري - فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ: (( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ )) قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: (( مَنْ الْمُتَكَلِّمُ ؟)) قَالَ: أَنَا. قَالَ: (( رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ )).
وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )).
كلّ ذلك ليعلم المرء قدر هذه الكلمة، فليحرص على حمده سبحانه دبر الصّلوات كما هو ثابت، وليحرص على حمده عند كلّ نعمة، فقد روى مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا )).
وكيف لا، وهو ممّا يُسأل عنه العبد يوم القيامة ؟
ففي سنن التّرمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيكَ الماَءَ البَارِدَ ؟ )).
ولا غرابة في أدب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فمن أسمائه أحمد.
النّقطة الرّابعة: اسم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
عُرِف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم باسمين مشتقّين من الحمد، وهما أحمد ومحمّد.
أمّا ( أحمد ) فهو المشهور به في كتب الأوّلين، ومعناه أنّه أحمد النّاس لله، أي: أكثرهم حمدا لله، وهذا واضح من سيرته عليه الصّلاة والسّلام، قال أحدهم:
وشقّ له من اسمه ليُجِلّه فذو العرش محمود وهذا أحمد
أمّا ( محمّد ) فالمحمّد كما في " الصّحاح " للجوهري و" لسان العرب " لابن منظور: هو الّذي كثرت خصاله المحمودة. وما أحسن قول من قال:
كشف الدّجى بكماله بلغ العلـى بجمـاله
كملت جميع خصـالـه صلّـوا عـليــه وآلــــه
-( ربّ ): كلمة تطلق في اللّغة على معان ثلاثة كلّها ثابتة لله تبارك وتعالى، وقد ذكرها العلماء متفرّقة، وجمعها الإمام الطّبريّ في " تفسيره "، وابن الأنباريّ رحمه الله كما في " لسان العرب ":
1- المالك للشّيء: فربّ الدّار هو مالكها.
ومنه حديث اللّقطة في الصّحيحين: (( اعْرِفْ وِكَاءَهَا - هو الخيط الّذي تربط به - وَعِفَاصَهَا -أي: وعاءها -، ثُمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ )).
قال الزّجّاجي رحمه الله في " اشتقاق أسماء الله " (ص32): " وكلّ من ملك شيئا فهو ربّه، يقال: هذا ربّ الدّار، وربّ الضّيعة، ولا يقال: الربّ معرّفا بالألف واللاّم مطلقا إلاّ لله U، لأنّه مالك كلّ شيء ".
إذن فهو لا يستعمل في حقّ غير الله تعالى إلاّ مضافا. ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم كابن الأثير، وابن كثير، والبغويّ والبيهقيّ والشّوكاني وغيرهم.
2- السيّد المطاع، ومنه قوله تعالى:{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً} (يوسف: من الآية41]، ومنه قولهم: ربَّ فلانٌ القومَ، أي: سادهم وساسهم، ومنه قول صفوان بن أميّة: لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يرُبَّني رجل من هوازن.
3- المصلح للشّيء، لأنّ الربّ كلمة مشتقّة من التّربية.
قال الرّاغب الأصفهانيّ في " المفردات " (ص184):" الربّ في الأصل التّربية، وهي إنشاء الشّيء حالا فحالا إلى حدّ التّمام ".
ومنه اشتُقّ لفظ الرّبيبة، لأنّ من تكون في حجره يصلحها ويدبّر أمرها إلى أن تصل حدّ التّمام.
ومنه سمّي العالم الّذي يعلّم النّاس ما يصلحهم في الدّارين شيئا فشيئا ( الربّانيّ )، قال البخاري في: " باب العلم قبل القول والعمل ": ويقال: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ.
الحاصل: قال الطّبريّ رحمه الله: " فربّنا عزّ وجلّ: السيّد الّذي لا شبه له ولا مثل في سؤدده، والمصلح في أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الّذي له الخلق والأمر".
والتّربية بمعنى التّنشئة نوعان:
1- تربية عامّة، يشترك فيها المؤمن والكافر، والبرّ والفاجر، والإنسان والحيوان والجماد وغير ذلك.
2- تربية خاصّة، قال السّعدي رحمه الله في " تفسيره ":
" ( الربّ ) هو المربّي جميع عباده بالتّدبير وأصناف النّعم، وأخصّ من هذا تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم وأخلاقهم، ولهذا كثُر دعاؤهم بهذا الاسم الجليل، لأنّهم يطلبون منه هذه التّربية الخاصّة "اهـ.
ومن تأمّل أدعية الرّسل عليهم السلام أدرك صحّة هذا القول.
ولقد عدّه جمهور العلماء من أسماء الله الحُسنى ؟
فأثبته الخطّابي، وابن منده، والحليميّ، والبيهقيّ، وابن حزم، وابن العربيّ، والقرطبيّ، وابن القيّم، وابن الوزير، وابن حجر، والسّعدي، وابن عثيمين، وغيرهم.
والدّليل على ذلك ما رواه مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ )).
وما رواه التّرمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: (( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنْ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ )).
-( العالمين ): جمع عالَم، والتّعريف الصّحيح له أنّه كلّ موجود سوى الله تعالى، فيشمل جميع العالمين، عالم الإنس، وعالم الجنّ، وعالم الملائكة، وعالم البهائم، وعالم الجماد، وعالم النّبات.
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما:" ربّ الجنّ والإنس "، وقال قتادة: " ربّ الخلق كلّهم ". لذلك قال في " اللّسان ": " والعالمون: أصناف الخلق، والعالم الخلق كلّه".
ويصدق على العاقل وغيره، بدليل قول الله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)} [الشّعراء].
والعالم مشتقّ من العلامة، لأنّه يدلّ على وحدانيّة خالقه ومنشئه ومدبّره، كما قال ابن المعتزّ:
فيا عجبا كيف يُعصى الإله أم كيف يجحده الجـاحد
وفي كـلّ شـيء لــه آيـــة تدلّ عـلى أنّــــه واحـــــد