النص:
” إن من يتحدث عن الفكر يقصد الوعي أولا وقبل كل شيء. لكن ما ذا نعني بالوعي؟ أتعتقدون أنني لم أتمكن من تقديم تعريف لأمر واقعي مثل هذا يكون دائم الحضور في تجربة كل واحد منا؟ غير أنه، وبدون إعطاء تعريف غير ملائم للوعي، من الجائز تحديده بناء على إحدى سماته الأكثر جلاء: الوعي يعني الذاكرة.
يجوز أن تكون الذاكرة ضيقة في مداها، ويجوز أنها لا تستوعب سوى جزء ضئيل من الماضي ولا تحتفظ سوى بالماضي القريب؛ إلا أن الذاكرة تظل حاضرة، إذ بدونها لن يوجد أي وعي. إن الوعي الذي لا يستبقي أي شيء من ماضيه، وينسى ذاته بدون انقطاع، سيتلاشى ثم يعود لينبعث في كل لحظة.
… لذا فكل وعي عبارة عن ذاكرة، أي عبارة عن احتفاظ وتجميع للماضي في الحاضر.
لكن كل وعي ما هو إلا استشراف للمستقبل: تفحصوا مقاصد فكركم في أية لحظة شئتم وستجدون أنه ينشغل بما هو كائن، ويرتبط بما هو آت. فالانتباه انتظار، ولا يوجد وعي بدون أي اهتمام بالحياة. إن المستقبل ماثل أمامنا وينادينا، بل ويجذبنا إليه”.
الأسئلة:
1- استخرج إشكال النص. (4ن)
2- حدد أطروحة صاحب النص. (4ن)
3- هل يمكن اختزال الوعي في الذاكرة ؟ (6ن)
4- هل يمكن اختزال الإنسان في الوعي ؟ (6