من البرنامج الاستعجالي،إلى القرار الاستعجالي، إلى الموت الاستعجالي.
بعد استحقاقات نونبر الماضي، وطيلة الشهرين الأخيرين، انتظرنا كمغاربة إعلان لائحة اللاعبين، وكذا التشكيلة النهائية التي سيلعب بها الفريق الحكومي خلال المباريات الإقصائية المؤهلة للنهائيات والفوز بكأس التنمية، وبالتالي تحقيق النهضة الشاملة لهذا الوطن الحبيب. ثم انتظرنا بعد ذلك خطة اللعب التي سيواجه بها الفريق الحكومي خصومه في كل القطاعات عفوا المباريات.
كان انتظارنا مشروعا ما دمنا نتحمل الآلام ونعلق الآمال على المستقبل، ونتفاءل لكل تحول قد يحمل معه التغيير الذي ينشده المواطنون على كل الأصعدة وعلى كافة المستويات.
وكرجال للتعليم، كنا ننتظر بالخصوص إعلان المكان الذي سيلعب فيه لاعبنا المحترف الوافد الجديد: هل سيلعب في الهجوم؟ أم في وسط الميدان؟ أم سيكتفي بالدفاع عن مرمى الفريق الحكومي ويحافظ فقط على نظافة الشباك؟.
كتبت الصحف والمجلات أن المدرب الحكومي وضع لاعبنا المحترف في قلب الهجوم، وأكد عليه عدم إضاعة أية فرصة للتسجيل، وتلقى التعليمات بعدم التسرع في اتخاذ أي قرار للقذف، وضرورة التركيز قبل توجيه أية كرة في مرمى الخصم.
ومع انطلاق إحدى المبارايات ، ضد المنتخب الخماسي يوم الجمعة 17 فبراير 2012، ولم تكن إلا مباراة ودية وإعدادية لما سيأتي بعدها من مباريات صعبة وحاسمة، لقد خاضها المدرب الحكومي فقط ليجرب لاعبيه، ويكتشف نقط قوتهم ونقط ضعفهم، فتبين أن لاعبنا لا يجيد القذف، ولا يمكن أن يخترق جدار الدفاع، وبالتالي لن يستطيع تسجيل إصابة. اتخذ قراره السريع بالرجوع وبسرعة إلى اللعب كمدافع دون استشارة مدربه، أو حتى عميد فريقه، أو أي لاعب معه في الفريق، لأن المنتخب الآخر يجيد الضغط على حامل الكرة ويمنعه من الوصول إلى الشباك.
وحتى في موقع الدفاع الذي ارتضاه لاعبنا لنفسه، وأمام غضب المشجعين والأنصار، لم يؤد دوره الدفاعي كما يجب لكثرة ما ارتكب من أخطاء أحسن الخصم استغلالها فاستطاع التسجيل، لم يستطع لاعبنا الحفاظ على نظافة الشباك ، لقد انهار أمام قوة مهاجمي المنتخب الخماسي، كيوم انهار دفاع منتخب (الأسود) أمام منتخب الكوت ديفوار، في الدور الأول لمباريات كأس إفريقيا للأمم.
انتهت المباراة الودية بإصابتين نظيفتين والبقية ستأتي: الإصابة الأولى أدت بلاعبنا المدافع إلى الإصابة بالدوران والعجز عن الحسم في شأن بيداغوجيا الإدماج، فقرر إلغاءها في الإعدادي، وترك حسمها في الابتدائي للمديرين والأساتذة, أما الإصابة الثانية فقد أدت بلاعبنا إلى إلغاء المذكرتين 122 المتعلقة بالزمن المدرسي، و204 المتعلقة بتغيير أنماط التقويم.
أمام هذه النتيجة الكارثية، لم يبق لنا نحن المشجعين والمتفرجين إلا أن نقرر مقاطعة التفرج على بقية المباريات الإقصائية، وننزل من المدرجات ونلبس بذلاتنا الرياضية لندافع عن قميصنا التربوي الذي أصبح قطعة قماش لا يصلح حتى لمسح الأحذية، وإلا فإن فصولا من الانهزامات المتتالية لا زالت تنتظرنا، نتيجة الاستعجالات التي يتسم بها القيمون على شؤون هذا البلد السعيد: فمن البرنامج الاستعجالي إلى القرار الاستعجالي إلى الموت الاستعجالي لا قدر الله.....
