اللغة هُوُية الأمة، وأعظم مقومات وجودها، ووطنها الروحي. والأمم الحية تحافظ على لُغاتها حفاظها على أوطانها. والعلاقة بين مكانة الأمة ومكانة لغتها وثيقة جداً، فاللغة هي الأمة!
هل يكفي أحدنا أن يعرف شيئاً من العربية ليقول أنا عربي؟ "إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا معرفة لغتهم، ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومُهين أيضاً."
إن هذا القول هو أَنَّةُ عربيّ تألّم جداً من تقاعس الكثيرين عن الذَّود عن العربية، ومن استخفافهم بهذا الأمر الخطير.
قال أبو الريحان البيروني (362-440 للهجرة) العالِمُ الشهير، الفارسي الأصل: "والله لأَنْ أُهْجو بالعربية، أحبُّ إليَّ من أن أُمدح بالفارسية!" ، وآخر قال لان اخطيء في العربية خير من أصيب في غيرها
ولا داعي هنا للحديث عن عبقرية اللغة العربية وخصائصها الفريدة، فقد كُتب عن ذلك عشرات الكتب والدراسات والمقالات، وانحنى لعظَمتها العرب والمستشرقون، حتى لقد قال أحدهم: "ليس على وجه الأرض لغةٌ لها من الروعة والعظمة ما للّغة العربية، ولكن ليس على وجه الأرض أُمة، تسعى بوعي أو بلا وعي، لتدمير لغتها كالأمة العربية!"
وأودّ أن أذكّر بأن اللغة العربية كانت في الماضي لغة عالمية - وبأنها اليوم - باعتراف العالم كله - اللغة الرسمية الدولية السادسة: في هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، وفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
لقد أدركت القيادات السياسية الواعية في كثير من الدول أهمية اللغة الوطنية، وأنّ تعزيزها هو مسألة كرامة، كرامة الأمة، أي واجب قومي. فعزّزت كورية وفيتنام وفنلندة ورومانية وغيرها، لغاتِها الوطنية، وجعلت التعليم بها في جميع مراحله؛ بل أحيا الكيان الصهيوني لغةً ميتة! واستجاب المواطنون، خصوصاً المثقفين، لرغبات قياداتهم، وآزروها وساعدوها على تطوير اللغة الوطنية وازدهارها وسيادتها.
وما أعمق ما قاله الدكتور عثمان أمين في كتابه (فلسفة اللغة العربية): "مَن لم ينشأ على أن يُحب لغة قومه، استخف بتراث أمته، واستهان بخصائص قوميته. ومن لم يبذل الجهد في بلوغ درجة الإتقان في أمر من الأمور الجوهرية، اتسمت حياته بتبلّد الشعور وانحلال الشخصية، والقعود عن العمل، وأصبح دَيْدنه التهاون والسطحية في سائر الأمور"
إن السعي لإتقان العربية لا يعني أبداً التخلي عن تعلُّم اللغات الأجنبية الحية، بل من المهم جداً أن يتقن العالِم العربي لغة أجنبية واحدة على الأقل! هذا ما يفعله علماء البلاد المتقدمة، والأحرى أن يفعله علماؤنا. وليس مقبولاً أن يسعى العربي لإتقان لغة أجنبية، فيبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن، وأن يهمل في الوقت نفسه لغته العربية! ليس مقبولاً أن يأخذ بالحَزمْ في تعلُّم الإنكليزية - مثلاً - وبالتضييع في تعلّم العربية. تراه إذا خالف قاعدةً وأخطأ التعبير بالإنكليزية، ونُبِّه على ذلك، أبدى أسفه وعبّر عن احترامه وخضوعه للقاعدة: لأنه يتمنى أن يكون من المتقنين للإنكليزية فيتباهى بذلك... أما إذا نُبِّه على خطأ بالعربية وقع فيه، فهو - في الأغلب - لا يبدي أسفه! وقد يقول لك غير مُبالٍ ولا شاعر بخطورة تقصيره (أنا لا أحْسِن العربية!). ولا تلمس منه - غالباً - رغبة في إتقانها كرغبته في إتقان الإنكليزية. وقد يقول لك: (كثيرون يقولون هذا). فإذا ذكرت له أن هذا الشائع خطأ، رأيته يدافع عن الإبقاء عليه! وأود هنا أن أذكر أن صديقنا الأستاذ الدكتور مازن المبارك، عقد في كتابه (نحو وعي لغوي) فصلاً عنوانه:
"السُّخف المأثور، في أن الخطأ المشهور، خيرٌ من الصواب المهجور!"*
توضيح للأبجدية العربية
من الأخطاء التي يقع فيها الناس هي الخلط بين الترتيب الهجائي والترتيب الأبجدي لحروف اللغة العربية :
الترتيب الهجائي:
أ – ب – ث----------------------------------------------------------- و – ي
ويستخدم هذا الترتيب في ترتيب المعاجم والفهارس وتعليم الحروف وهو ترتيب توقيفي لا يجوز تغييره
الترتيب الأبجدي:
أ ب – ج – د / ه – و - ز / ح – ط - ي / ك – ل – م – ن / س ع – ف - ص /
ق- ر- ش – ت / ث- خ - ذ / ض - ظ – غ
فقد جمعت هذه الحروف في كلمات: أبجد – هوز – حطي – كلمن – سعفصن – فرشت – ثخذ – ضظغ
ويستخدم هذا الترتيب في ترقيم الصفحات للكتب والبحوث والمقالات والمراجع والتقارير . ومع الأسف اتخذها بعض المنحرفين للتنجيم ومعرفة الغيب زعموا وكذبوا .
كثير من الناس ينطقون الألف في كلمة مائة وهذا خطأ لأن الألف زائدة فهي تكتب ولا تنطق ولهذا فان مجمع اللغة العربية بمصر أصدر قرارا سنة 1960 بحذف الألف من الكلمة وكتابتها هكذا: مئة ، وإنما كانت ترسم في القرآن الكريم بالألف قبل التنقيط لتمييزها عن كلمات متشابهة منها كلمة منه ، فلا تفرق بين الكلمتين قبل التنقيط إلا بالمعنى
تأثير اللغة العربية على باقي اللغات
اللغة العربية هي اللغة الحية
العربية هي اللغة الحية لأنها لغة اشتقاق وباقي اللغات هي لغات دون ذلك ميتة كونها لغات تركيب وإنما الغفلة والتبعية والتقدم التكنولوجي أضفى على اللغات الأجنبية قداسة ومحبة جعلها تبدو أحسن اللغات وهي عكس ذلك .
ويسعى الحاقدون من الملل الأخرى وحتى من بني جلدتنا الى تخريب العربية والنظر إليها بازدراء جهلا أو عنوة لطمس الحقيقة وذلك بالنقل عن العربية وتغيير عدة حروف الى غير أصلها فكانت العربية مصدر وضع عدة مصطلحات وأسماء وأسماء الأفعال والعوامل للغات الأخرى خاصة الإنكليزية والفرنسية والاسبانية ، فكانت اللغات في تفاعل بعضها ببعض وكانت الريادة للعربية واثرث على باقي اللغات ، وهناك آلاف الكلمات الانجليزية والفرنسية أصلها عربية التي أغنت اللغتين ، فنجد في الإنجليزية على سبيل المثال :
- في مثل كلمة عريق التجأ وا الى إضافة AL لطمس الحقيقة فجعلوها ORIG INAL
- في مثل كلمة ستر أضافوا حرف L مع النطق بالسين شينا عند قبائل عديدة ببريطانيا SHILTER
- قرن: CROWN/CORNE
- تاج القرون: CROWN
أما تسمية القارات فهي عربية محضة:
- أوربــا :OROPA : يقولون بلاد الغرب أي الغروب كما يقولون بلاد الشرق
- آسيـــا : ASIA : أي الضياء وينطق بعض القبائل العربية الزياء
- أمريكا :AMERICA : بناءا على الخريطة العالمية التي وضعها الشريف الإدريسي للملك نورموند قبل اكتشافها من قبل كريستوف الذي استعان وتشجع بالبحار العربي عياش . أشار في الخريطة على أراضي غير مكتشفة وراء البحار بالبلاد المارقة أي الخارجة عن السيطرة والاكتشاف. قال له الملك ما هذه فأجابه الإدريسي الأرض المارقة ومنها جاءت كلمة أمريكا أي البلاد البعيدة عن اليابسة
- حومة : HOME
- حوش- حوزة:HOUSE
- البيطار: HOPITAL : وهي كلمة تطلق قديما على من كان يداوي الانسان والحيوان معا واليوم هناك تخصص فالبيطار للحيوان والبيزرة للطيور والطب للانسان
- الشورى: كلمة تنسب الى المحلفين المتدينين والديمقراطية أصلها المارقين الخارجين عن القانون وهي ذات أصل كراسي المارقين
- منبر: MEMBER يقال عن فلان ان له منبرا في الجمعية أي العضوية
مثال لكلمات انجليزية أصلها عربي:
- انفلونزا: الكلمة التي تطلق على ما يرعب العالم اليوم من أنفلونزا الطيور وكذا الخنازير التي ظهرت مؤخرا في المكسيك مثلها مثل أفلامهم المعربة أصلها عربي وهي مأخوذة من سيلان أنف العنزة التي تصاب بنزلة برد فكان العرب يشيرون الى ذلك ب : أنف العنزة ، وحرفت الى انفلونزة
- ذو أنفة dignfied
- كلمة بنان التي تطلق على فاكهة الموز باللغة الفرنسية والتي درج عليها المغاربة كمخلفات للاستعمار أصلها عربي إذ الموزة تشبه البنان أي الأصبع وكان يطلق على هذه الثمار في عصر سابق بالبنان لتشابهها بالأصابع والموز هو أيضا الطلح المنضود
- ظن والكاف زائدة للتمويه think
- معنى أي mens
- ضبط أي doubt
- القمرة camera ، هي الغرفة الخاصة او المظلمة وهي عربية قحة منها جاءت تسمية الكاميرا التي كانت تحتاج الى مكان خاص ومظلم لتحميض الأفلام
وكثير مثل ذلك فلا تكاد الانجليزية التي يتباهى بها بنو جلدتنا وغيرهم إلا أن تكون عربية بتحريف لها وإدخال لكنات عليها
أعود فأقول ان اللغة العربية لغة اشتقاق وباقي لغات العالم دون استثناء هي لغات تركيب ولغة الاشتقاق لغة حية تتنفس ، فيها روح ، تكتسب بممارستها لا بدراسة قواعدها ، توافق الفطرة ، قواعدها فيها ، انبثقت منها.... ومعانيها فيها ... ، أما باقي اللغات فقد وضعت قواعدها قبل ان توضع هي كلغة ، ولدى نجدها مركبة من عدة كلمات مستأجرة دون جعلها في خانة غريب اللغة ، بينما العربية كل دخيل فيها هو أعجمي دخيل قد لا تجد له اشتقاقا أو أصلا ، يسطر لك عليه بالأحمر وتوضع بجانبه : (( ليس من العربية أي مرفوض))
العربية مطواعة متحركة مطاطة تسع كل شيء ....حتى إذا لم تعرف حركة إعرابها لجهلك ففر الى التسكين تسلم و إلا أفسدت المعنى وضحك منك سيبويه
اللغة العربية شاملة ... مسايرة ... ولكن أهلها ظالمون ...فيها حوالي مليون و300 ألف مفردة وهي بذلك غنية غنية ...كالفرس الجموح إذا روض صار طيعا
والفرنسية فيها حوالي مابين 250 ألف و300 ألف مفردة فقط ، والانجليزية فيها أيضا حوالي 300 ألف مفردة جلها مأخوذ من العربية وقليل من الفرنسية وكذلك هذه الأخيرة
اللهجات المنتشرة في الوطن العربي كلها بنات العربية دخلت عليها مفردات وكلمات بسبب المحاكاة والتقليد والجهل و الإذعان الى خطط الاستعمار و الإهمال والتنفير وغياب المدرس الناجح وهو أسباب تحبيب اللغة الى التلاميذ ،وكذلك تخفيض المعامل في مواد اللغة العربية بعكس اللغات الأجنبية
يقول فرنسوا ميتران : من اخطأ في الفرنسية فقد خان فرنسا ، بينما حكماؤنا يقولون لان اخطيء في العربية أحب إلي من ان أصيب في غيرها ، وهذه هي العزة يا شيخنا ابن تيمية : من تكلم بغير العربية لغير ضرورة فهو نفاق
يقول العسكري الفرنسي الاستعماري في قولة من أهدافها إخراج الأمة عن نطاق الإسلام ، والعيب فينا:
)) ومن الناحية اللغوية ، علينا ان نعمل مباشرة على الانتقال من البربرية الى الفرنسية ...فليس علينا ان نعلم العربية للسكان الذين امتنعوا دائما عن تعلمها ، ان العربية عامل من عوامل نشر الإسلام ... لان هذه اللغة يتم تعلمها بواسطة القرآن ، بينما تقتضي مصلحتنا ان نطور البربر خارج نطاق الإسلام ...)) دورية للجنرال ليوطي حول لغة التعليم بالمغرب بتاريخ 16 يونيو 1921.
فمن أراد باللغة سوءا إنما غايته القرآن والإسلام
