[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحكمة من أن صلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية السؤالس: هل تبين شيء من الحكمة من أن صلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية ؟
الاجابـــةذكر ابن القيم وغيره من الحكمة في ذلك أن النهار مظنة الانشغال والأعمال البدنية في التجارات والحرف والحروث والمواشي، وتكون القلوب منشغلة بتلك الأعمال، فلو كانت القراءة جهرية لما تأملوها ولما تعقلوها فكانت سرية بحيث يقرأ كل منهم لنفسه ويقبل على قراءته ويتفكر ويتدبر ويتعقل ما يقول، ويزول عنه الانشغال ويزيل الخطرات والوساوس التي تطرأ عليه، وأما صلاة الليل فإنها جهرية لأن الليل مظنة انقطاع الأشغال والأعمال غالبا وفراغ القلب، فإذا جهر فإن المصلين ينصتون لقراءته، وتجتمع عليها قلوبهم ويتأملون ما يصنعون ويتواطأ عليها القلب واللسان كما قال الله تعالى إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا أي أن فيها تواطؤ القلب واللسان، فيستفيد السامعون ويتدبرون كلام الله ويحفظونه ويتعقلونه، ولما كانت صلاة الجمعة تجمع خلقا كثيرا شرع فيها الجهر لأنه يحضرها الكثير الذين يحتاجون إلى سماع القرآن والذين يكثر فيهم الخطأ والتغيير للقرآن، فإذا سمعوه استفادوا كثيرا وصححوا قراءاتهم.