تسامح وتصالح مع نفسك، أسكت الى الأبد تلك الأصوات والأفكار السلبية بداخلك والتي تشعرك بالذنب وتأنيب الضمير، إن الماضي قد ذهب الى غير رجعة، ومن المستحيل أن تقدر على تغييره، ولكن كل ما بوسعك أن تفعله حياله بدلا من ذلك هو أن تتقبل حقيقة أن كل ما قمت بأخده من خيارات في الماضي إنما كان مبنيا على مستوى معرفتك وإدراكك في ذلك الوقت، ونفس الشيء ينطبق على أهلك، لا تلومنهم بخصوص أي شيء يتعلق بترتيباتك، فإن ما فعلوه إنما فعلوه بناءا على ظروفهم ومعتقداتهم وقدراتهم في التربية والتنشئة
إن كلمة "تسامح" تشتمل فيما تشتمل عليه من معاني على العطاء، يجب أن تعطي حتى تتحرر، وأعظم هبة لديك بإمكانك أن تمنحها للآخرين هي الحب، وتذكر أن فاقد الشيء لا يعطيه، فإذا لم يكن يجري بداخلك نهر فياض من الحب، فكيف يكون من مقدورك أن تمنحه للآخرين؟؟؟ والأمر كما قلنا يبدأ من داخلك أنت. يجب أن تتخلص بشكل نهائي من كل الأفكار التي تجعلك تقول لنفسك: ليس الخطأ خطأي، وأنت بذلك تتخلص من أقوال مثل: "يا لي من شخص مسكين" "وأنا ضحية ظروف لم أصنعها"، وإلا فلن يشعر قلبك أبدا بلذة الحب الحقيقي، إن القدرة على القيام بذلك تتطلب نوعا خاصا من الإدراك، إنه الحياة في ظل مستوى أعلى من التسامح والعطاء، والقيام بذلك بشكل فعال يتطلب أن تحرر نفسك من أحداث ورواسب الماضي، وبالتالي يمكنك أن تصبح حرا فتمنح وتعطي دون قيد أو شرط
نقلت لكم الموضوع مباشرة من كتاب "نم قدراتك الذهنية" للدكتور ابراهيم الفقي .