( ان اطفالنا ليسوا ملكا خاصا لنا )
دعونى ابدا بهذه العبارة الهامة :
اننا نتصور اننا نمتلك اطفالنا و لاننا ابائهم فهم ملكا لنا نفعل بهم ما نشاء و نأمرهم بما نراه من وجهت نظرنا الصالح لهم و نجتهد فى ان نجعلهم يطيعوننا و ينفذون اوامرنا و لا نضع بالاعتبار ان ابنائنا لا يجب ان يكونوا بالضرورة يشبهوننا يحبون ما نحب و يكرهون ما نكره و ان لهم شخصيتهم و نفسيتهم المستقلة و من هنا ينشاء الصراع بين الاباء و الابناء و نبداء فى تبادل الاتهامات فيبدا الاباء فى ترديد هذه العبارات :
ان ابنى لا يطيعنى , لا يسمع الكلام , يريد ان ينفذ رايه , عنيد , و قد يتطور الامر الى ان يكون الابن عنيف فى فرض رايه , و يبدا يلجاء الى اساليب اخرى مختلفه ليعبر عن راية و ليثبت للاهل انه موجود و انه كيان مستقل فيبدا فى العنف , الضرب او التكسير او الزن او البكاء او استخدام الالفاظ الخارجة او ان يكون عنيد و قد يلجاء الى اتجاه اخر و هو الاكثر خوفا , ان ينزوى او يصمت او يغلق عالمه على نفسه .
لنا فيجب ان نعيد النظر فى مفاهيمنا الخاصة عن الاطفال و تربيتهم و خاصة فى الصحه النفسية لهم
يجب ان تسمع لطفلك و لا تعامله بتجاهل
و توقف عن تردد العبارة الشهيرة و التى يرددها كل الاباء
( ده عيل و مش فاهم حاجه )
و هنا يجب ان نتوقف كثير !!!!
و دعنى اقول لك لا
انه يفهم و يشعر و يدرك و يقرر و لكن من وجهة نظرة هو لذلك لا يجب ان نفسر الاشياء من خبراتنا نحن بل من خلال تفكيرهم هم ان ننل بفكرنا الى مستوى الطفولة و يجب ان نضع فى الاعتبار ان اطفالنا صفحة بيضاء و نحن من نضع لهم دستورهم الذى يحكمون به حياتهم المستقبلية فمثلا :
اذا نشأ الطفل فى اسرة تستعمل الالفاظ الخارجة امامه بشكل عادى فأنه سوف يتربى على ان هذا هو الشيئ الطبيعى .
و اذا نشأ فى اسرة لا يوجد علاقه حب و ترابط بين الوالدين سوف ينشأ على ان هذا هو الشيئ الطبيعى
و اذا نشأ على ان امه هى التى تلبى له جميع احتياجاته سوف ينشأ على الاعتمادية على الاخرين فى تنفيذ كل شيئ و اقل شيئ .
لذلك :
اولا : لا تعامل ابنك بتجاهل .
ثانيا : اسمع له باهتمام .
ثالثا : خذ راية فى بعض الاشياء و دعه ينفذ ما يريد فى حدود المسموح له به فى هذه المرحله من حياته مثل
( ان يقرر ما يريد ان يلبس او يأكل او ينظم غرفته كما يريد هو ) علمة ان له راى و انه مسئول عن قراراته .
رابعا : دعه يجرب حتى و لو كات بعض التجارب خاطئة ليتعلم منها فالطفل فضولى لكن دعه يتعلم من تجاربه و ناقشة فيها .
خامسا : اسمع رسائل طفلك لك و توقف عندها و فكر فيها مثل البكاء او الزن او العند كل هذه رسائل من طفلك لك .
سادسا : لنترك العند مع اطفالنا و فرض الاراء عليهم فى كل شيئ و لنخرج من حلقة الصراع ( من الاقوى ) .
احترم طفلك و احترم ارائه و حريته فليس الطعام و الشراب و التعليم و المسكن المناسب هى كل ما يريده طفلك منك , فاهم مايريدة الطفل هو الحضن , الدفء , الامان العاطفى , و التواصل المستمر , و كل هذا لن يأخذ من وقتك و من عملك الكثير , بل دع الوقت الذى تقضية مع طفلك مهما كبر او صغر مرحله تواصل .
و الاهم ان ما نزرعه فى اطفالنا هو ما نحصده منهم فى كبرنا عندما نحتاج نحن فى كبرنا الى رعاية اولادنا , فلو زرعنا التواصل و الحوار و الاحترام و الحب و المودة و الرحمه سوف نحصل على كل هذا منهم فى الكبر , و لن نعانى من مشاكل العصر التى تواجهها كل البيوت تقريبا الان مع اولادهم و هى فقد التواصل و الرحمه و المودة و سوف نرحم اولادنا من افتقاد القدوة و الصديق المخلص و الناصح الامين .
فكن صديق لطفلك فى الصغر يكون صديقك فى الكبر .