في يوم من الأيام وبينما أشعب جالس مع بعض أصدقائه يتضاحكون ويرقصون ويغنون، وإذا بصديقه يقول لهم:
- هل سمعتم بعرس ابن شيخ التجار، سمعت أنه سيكون عرساً أسطورياً يتحدث به الناس..
توقف أشعب عن الضحك وأنصت لكلام صديقه بكل كيانه، ثم قال:
- وأين سيكون هذا العرس يا صديقي؟؟..
أجاب الصديق: غداً في قصره أقصى المدينة بعد أذان المغرب..
في الموعد المحدد كان شعيب في أبهى حلته أمام باب القصر، ولما أراد الدخول منعه البواب من الدخول لعدم إثبات دعوته..
ابتعد أشعب عن المكان قليلاً وأخذ يفكر في حيلة يدخل بها القصر.. وبينما هو في حيرته اهتدى إلى حيلة..
خلع أشعب فردة حذائه وأمسكها بيده، وأخفى الفردة الأخرى داخل كمّه, وأمسك بمنديل له وأخذ ينظف به فمه, وعندما اقترب من البواب قال له:
- كنت قد أكلت مع الفوج السابق من المدعوين وخرجت مسرعاً، ونسيت فردة حذائي داخل القصر، فهل تتكرّم وتتفضل وتذهب وتعطيني إياها..
نظر البواب إلى أشعب (وكان يتناول طعامه) قائلاً له: ألا تراني مشغولاً الآن.. ادخل أنت وأحضرها بنفسك.
لم يصدّق أشعب أذنيه، فدخل مسرعاً إلى القصر مسروراً فرحاً رافعاً رأسه بفخر وكأنه من أكابر المدعوين..