لتقويم التربوي
تقديم : يعتبر التقويم التربوي من ضمن المرتكزات الأساسية في المنهاج الدراسي على اعتبار انه يسمح بالتشخيص و التتبع و الحكم و إصدار القرارات.
نظرا لهذه الأهمية فمقومات التقويم ينبغي أن تستحضر المحيط السوسيو - ثقافي للمتعلم وجعله أداة فعالة في خدمة المستفيدين من الخدمات التعليمية على هذا الأساس سنعمد في هذه المقالة على تحديد المعطيات التالية :
1. مفهوم التقويم التربــــــوي
2. مفهوم التقويم البيداغوجي
3. أهميته ووظائفه وأهدافـــه
4.أنواع التقويم البيداغوجـــي
4-1 التقويم التشخيصي
4-2 التقويم التكويني
4-3التقويم الإجمالـي
5. أدوات التقويم
5-1 الأسئلة المقاليــة
5-2 الأسئلة الموضوعية
6 مواصفات أداة القيـــاس.
7 مـــــراحل التقويــــــــــــم .
7-1 القيــــاس
7-2 معالجة النتائج
7-3تأويل النتائج
8. تقويم الكفاية
9. شروط بناء الوضعية التقويمية
خلاصة
1) مفهوم التقويم التربــــــوي:
انطلاقا من الادبيات التربوية التي تعنى بالشان التعليمي و استراتجيته وضعت مجموعة من التعاريف للتقويم التربوي يمكن اختزالها في التعريف التالي:
تقدير المردودية الدراسية وتشخيص صعوبات التعلم بشكل موضوعي بالنظر الى الاهداف الخاصة وذلك لغرض تحديد افضل الاستراتجيات المستقبلية
2/ مفهوم التقويم البيداغوجي: تثمين التحصيل الدراسي و الوقوف عند المعوقات التي تحول دون اكتساب المعلومات وتشخيص الاخطاء و معالجتها وذلك بهدف رسم استراتجية واضحة المعالم بالنسبة لمستقبل المتعلم
3 / أهميته ووظائفه وأهدافـــه:
- أهميته: إذا كانت المدرسة من المنظور السوسيولوجي تهدف إلى ترسيخ مجموعة من القيم وعلى رأسها قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة الحقة و تكافؤ الفرص فان التقويم التربوي يهدف بدوره تكريس مجموعة من المبادئ أهمها:
- العدل-المساواة-الإنصاف
- العدل هو النزاهة و الموضوعية و عدم اصدار احكام مسبقة
- المساواة هي تكافؤ الفرص و عدم التمييز
- الانصاف استحضار الفوارق الفردية و جعل التقويم يخدم المستوى العقلي و النفسي و الادراكي للمتعلم
4/ وظائفه: تتجلى فيما يلي:
1 الوظيفة التوقعية: يسهل التنبؤ لامكانات النجاح المستقبلية
2وظيفة تشخصية: تشخيص المكتسبات و المعارف السابقة ورصد التمثلات و معالجتها
3/ وظيفة تكوينية: متابعة مسار التعلم بالتعديل و التغيير و معالجة الاخطاء معالجة فورية
4/وظيفة جزائية: الحكم على مدى التمكن المعرفي للمتعلم واصدار الحكم واتخاذ القرار البيداغوجي المناسب
4انواع التقويم:
بالرجوع الى ادبيات التقويم سنلاحظ ان اكثر الانواع شيوعا في المجال التربوي سنجد :
1. التقويم التشخيصي:
1.1 هدفه:
- فحص وضعية الانطلاق
- التعرف على خصائص المتعلم-النفسية-الانفعالية-
- فحص المكتسبات السابقة
- الوقوف عند مواطن الضعف والتعثرات
- اكتشاف التمثلات
- يساعد على التغدية الراجعة
2.1 مكوناته:
من ضمن المكونات المساعدة على معرفة الخصائص المميزة للتلاميذ وكذا مؤهلاتهم المعرفية و السيكولوجية وقدراتهم الذهنية و تمثلاتهم الخاصة بالمواضيع المقترحة لاكتساب المفاهيم الجديدة نجد ما يلي
- الحصيلة المعرفية و هي مرتبطة بالمكتسبات القبلية التي تشكلت لدى المتعلم طيلة سنوات التعلم
- التصرفات و هي مجموعة من التوجهات الفكرية و الوجدانية المؤطرة لسلوك المتعلم
- الجانب الاجتماعي : يساهم في موقعة المتعلم و تبيان طبيعة العلاقة مع المحيط الاجتماعي خاصة الاسرة و الاساتذة السابقين اضافة الى بعض الادوات السوسيومترية
- التاريخ المدرسي للمتعلم: تتم معرفته من خلال تحليل الوثائق الادارية و كذلك الملف الشخصي للتلاميذ اذ يمكن من معرفة التقديرات الكمية والنوعية و الكفايات المكتسبة
2.2 اشكاله: من اجل تشخيص مكتسبات المتعلم يمكن الاستعانة بالاساليب التالية:
- الملاحظة التلقائية
- اختبار كتابي او شفوي
- الرجوع الى التاريخ المدرسي للمتعلم
- اسئلة تشخيصية يتم الاستهلال بها قبل بناء الوضعية الادماجية
- تمرين كما يمكن استعمال اساليب تشخيصية اكثر سرعة كالالواح
- وضعية مشكلة كوضعية للانطلاق
2/التقويم التكويني
-هو سيرورة منهجية يهدف الى توجيه التحصيل الدراسي للمتعلمين توجيها صحيحا من خلال الوقوف عند مواطن القوة و تعزيزها ومكامن التعثر لدعمه
- محطة يتم من خلالها اطلاع المتعلمين على نتائج تحصيلهم واثارة الدافعية و التحفيز للمزيد من العطاء
- بواسطة التقويم التكويني يتم تغيير و تعديل التعلمات والوقوف عند الاخطاء المرتكبة من خلال وضع المتعلم امام وضعيات تخلخل تمثلاته السابقة
- من خلال التقويم التكويني يتم استثمار مجموعة من المقاربات و البيداغوجيات و على الاخص بيداغوجيا الخطأ و التي ترتكز على معرفة مصدر الخطأ و تصنيفه وتحليله و معالجته ومعالجة بيداغوجية
3/ التقويم الاجمالي :
يهدف الى :
- تحديد النتائج الفعلية للتعلم و مقارنتها بالاهداف و الكفايات المنشودة
-يتم بواسطة هدا التقويم وضع التقديرات الكمية والنوعية و الحكم على مستوى المتعلم و اتخاد القرارات بشان تحصيله او تفييئه او انتقاله الى مستوى اعلى
ومن حوامل هذا النوع من التقويم المراقبة المستمرة فماهي اهميتها؟ و كيف يمكن استثمارها في اتخاذ القرارات البيداغوجية؟
3-1 المراقبة المستمرة:
تندرج في اطار التقويم المرحلي ويتم اجرأتها خلال الاسبوع الخامس والسادس من كل مرحلة وهي تمكننا من معرفة مدى تحكم المتعلم من الموارد كما يتم الاعتماد عليها باعتبارها مصدرا لاصدار الاحكام والقرارات البيداغوجية ونظرا للاهمية التي تكتسيها المراقبة المستمرة فانه ينبغي بعين الاعتبار مايلي:
- ضرورة التنسيق بين اساتذة المستوى تجنبا ارهاق المتعلمين و الأسر و تفاديا لكل ما من شانه ان يخل بالسير العام للمدرسة
-تخصيص دفتر للمراقبة المستمرة بعد تصحيحه يجب اطلاع المتعلمين على نتائجه و التقديرات الكمية و النوعية وكذلك الأسر قصد معرفة مواطن القوة و مكامن خلل ابنائهم
- اطلاع الإدارة التربوية ومجلس التدبيرعلى نتائج المتعلمين لغرض تخطيط مشاريع تربوية و بيداغوجية تنسجم و النتائج المرصودة
5 أدوات التقويم:
من ضمن أدوات التقويم المعتمدة نجد الا ختبارات و التي تتميز بطابعها التركيبي و التبسيطي و تبعا لهاتين الخاصيتين نجد أنواعا من الأسئلة غالبا ما تكون مقرونة بهذه الاختبارات و في هذا الصدد يمكن التمييز بين:
- الأسئلة المقالية : فهي أسئلة مفتوحة تهدف إلى دفع المتعلم إلى إنتاج خطاب أو مقالة و بواسطتها يتم تقويم قدرة المتعلم على الدمج و التركيب و التوليف و التحليل.
- الأسئلة الموضوعية:هي أسئلة مغلقة لا تحتمل أكثر من جواب ومن ضمنها نجد : أسئلة متعددة الاختيار
أسئلة المطابقة
أسئلة التصويب:خطأ- صحيح
أسئلة الإكمال: تكملة بكلمةاو جملة
6 مواصفات أداة القيـــاس.
يعتبر القياس من أهم الأدوات التي تسمح بمعالجة نتائج المتعلمين إلا أن هذه الأداة ينبغي أن تتصف بالموضوعية و التي تتجلى فيما يلي :
الصدق:و يعني ان الاختبار ينبغي ان ينصب حول الشيء الذي نريد قياسه .
التباث: إذا أعدنا اختبار كتابة الهمزة على الالف على تلميذ في لحظتين متتاليتين فحصل في الاولى على8/10 و الثانية 4/10 فان الاختبار في هذه الحالة لا يتصف بالتباث .
القدرة التمييزية: يقصد بها حساسية الاداة عند القياس أي معرفة كل زيادة و نقصان بشكل دقيق فقياس مواد ثمينة مثل الذهب يحتاج الى ميزان دقيق يستشعر كل إضافة أو إزالة.
وفي المجال التربوي فحصول المتعلمين على نفس النقط او نقط متقاربة تتراوح بين:5/10و6/10 يجعل القدرة التمييزية و الحساسية الدقيقة تنتفي عن اداة القياس لان مدى التنقيط يتراوح بين 0/10 و 10/10
الموضوعية: ويقصد بها النتائج المحصل عليها لا ينبغي أن تختلف من مصحح لاخر.