اولا : الاعداد لموضوع الندوة
تمهيد : معنى الندوة - التعريف باهمية الموضوع
الخوف - الخجل - التكبر ...
القسوة في التربية - عدم مخالفة الناس - تدليل الطفل اكثر من المطلوب ...
غرس قيم التعاون في الطفل - الاشعار بظرورة التعاون مع الغير - نبد الاناقة ...
**********************
1) مقدمة :
كثيرا ما نسمع عن التعبير عن الذات , فتراودنا الكثير من الاسئلة حول مفهوم هذا التعبير و الاساليب التي ينهجها و مدى اهميته في حياتنا سواء كانت الشخصية او العملية او غيرها. و لهذا ساحاول من خلال هذا العرض ان اقربكم اكثر من هذا المفهوم و ايجابياته و كيفية التعامل معه. اذن
ما هو مفهوم التعبير عن الذات؟
ماهي أشكال التعبير عن الذات
اقتراح علاج و حلول لتجاوز صعوبات التعبير عن الذات
ما هو التعبير الأفضل عن الذات؟
2) مفهوم التعبير عن الذات :
قد نسمع كثيرا بأن فلانا غير قادر على مواجهة موقف ما أو تحديد هدف ما أو مقابلة أناسما أو البدء في حوار ما . السبب في ذلك يعود الى أن هذا الشخص لا يملك القدرة الحقيقية في التعبير عن ذاته بصورة صحيحة وصادقة وبمعنى آخر أن هذا الشخص لا يملك الهوية الخاصة به والتي تميزه عن غيره وهذا تماما ما قصدت به التعبيرعن الذات . فالتعبير عن الذات هو قدرة الشخص على خلق هوية خاصة به تميزه عن غيره يستطيع من خلالها ان يواجه الآخرين بكل ثقة وبعيدا عن الخوف والأضطراب النفسي وما الى هنالك.
إن الله خلق الذات الإنسانية و خلق لها خواص كثيرة,و لكل نفس طريقة للتعبير عن ذاتها كالغضب ,الفرح ,الحزن , السعادة , اليأس , الحيرة ,القلق . كل هذه حالات نعيشها و كل فرد منا له طريقة خاصة في التعبير عن هذه الحالات و غيرها ,فمن الناس من يمتلك الموهبة كالكتابة أو الرسم ,أو ممارسة أي نوع من الرياضة ,و بهذه الطريقة يستطيع بعض الناس التعبير عن ذواتهم و احساسهم لكن المشكلة تكمن في الذين يعجزون عن التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة ,ربما لأنهم لا يستطيعون اكتشاف ذواتهم ,أو أي موهبة تعبر عنهم ,و في هذه الحالة يشعروا بالضيق و عدم القدرة عن اخراج الطاقة الكامنة بداخلهم,هنا تواجه هذه المجموعة طريقين :
*إما الصمت و هو قنبلة موقوتة انفجارها متوقع في أي لحظة و لا نستطيع آنذاك تقدير العواقب لأن هذا الصمت ربما يؤدي إلي الإنحراف و الضياع و اليأس .
*و إما اجراء عدة محاولات فاشلة للتعبير عن الذات,و سبب فشلها هو عدم تنظيم عملية التفكير و التسرع,و هذا ربما يؤدي إلي نتيجة الإحتمال الأول .
3) أشكال التعبير عن الذات :
حل مشكلة التعبير عن الذات هو البحث داخل الذات نفسها عن ما تحب قبل الدخول في أي تجربة تكون نتيجتها الفشل,ربما يدعي شخص أنه يستطيع أن يعبر عن ذاته بالكتابة ثم يكتشف أنه لا يستطيع ذلك فيزيد هذا من حيرته و عجزه,لكن لا يجب الخوف من التجربة,فمن منا لم يجرب و فشل في تجربته,و الجدير بالذكر أن النفس الإنسانية مليئة بالألغاز و ربما يقضي إنسان عمره في البحث عن ذاته ثم يرحل بدون أن يكتشفها, فالهدف الأساسي من الحياة هو اكتشاف ما نريد و ما نحب,فعلينا أن نجرب و لكن هناك خطوات يجب أن نتبعها حتي نتفادي الخطأ قدر المستطاع و هي :
· الإيمان التام أن الله منح النفس الإنسانية القدرة في التعبير عن ذاتها,فلا يأتي شخص و يقول أنه لا يستطيع التعبير عن ذاته .
· لا تقارن نفسك بالآخرين في كل شئ لأن هناك فروق فردية فربما تجيد شئ,لا يجيده آخر و العكس صحيح .
· ابحث عن ذاتك في حياتك السابقة و قارنها بالحياة الحالية,ربما تكتشف شيئاً كنت تستخدمه في الماضي للتعبير عن ذاتك ثم أهملته لفترة فربما تكتشف أنك تحتاج إليه الآن,و تخيل شكل المستقبل و حاول تفادي العيوب و إصلاحها .
· لا تضيع الكثيرمن الوقت في الأحلام و لكن حولها إلي واقع ملموس و تعايش مع الواقع و واجهه بدون خوف .
· حدد هدف لنفسك يدور حوله محور حياتك,فتكون حياتك هي محاولات دائمة للوصول لهذا الهدف,و ما تريد التعبير عنه من فرح أو حزن أو خوف أو اطمئنان متعلق بهذا الهدف,فلا يصيبك يأس و لا تغتر بنصر في جولة,و اعلم أن العشواءية و عدم و جود هدف من أسباب ضياع الذات,فالهدف يمثل عماد الحياة .
· أحسن أنواع الفشل هو ما تستنتج منه عيوبك .
· حاول أن تشارك من هم ذوي خبرة من أقربائك أو معارفك للبحث عن ذاتك, فالذكي هوالذي يعايش تجارب الآخرين و يتعلم منها .
4) صعوبات التعبير عن الذات:
معوقات نفسية :
وهى أن يكون الشخص مصاب بالقلق المرضى أو الوسواس القهري أو أيا من الاضطرابات النفسية التي تعوق توكيد الذات لان وجود هذه الأمراض يجعل صاحبها في رحله للبحث عن الذات ومعالجتها والنهوض بها من بئر الوساوس أو القلق وهذا يتطلب المجاهدة والعلاج واستهلاك الطاقة الذهنية في ذلك ثم يلومه المجتمع والناس على ضياع الفرصة منه في أمر ما و فشله في شيء فلا يستطيع توكيد ذاته المبعثرة.
-معوقات البيئة المحيطة :
أولا : كبت الرأي
لاشك أن الوظيفة والمركز الاجتماعي يساهم في تحفيز النفس على التطوير المستمر لذاتها وأمثله على ذلك الكاتب الصحفي : يستطيع بوظيفته أن يعبر عن ما يشعره عن ما يرفضه فهو يعبر عن رأيه بكل حرية فذلك متاح له لان بيئته المحيطة به المتمثلة في وظيفة الصحفي قد أعطت له ألف فرصه وحفزت ذاته للتعبير عن مشاعره وليس ذلك فقط بل يشاركه الآخرين بالتعليق عن ما كتبه في مقالاته ويتداولها الناس ثم يضعون الكاتب في مكانة المؤكدين لذاتهم، وأنه من أصحاب الآراء العظيمة وعندما يجد أمر في الحياة يهب فيعبر عن رأيه وكأن الوظيفة تحفز وترغم نفس وذات الكاتب على توكيد ذاته إذا تكاسلت .
المواطن من عامة الناس : ليست بيئته المحيطة تسمح له بنشر شعوره للجمهور كما للكاتب أو الصحفي فيتكلم مع الناس من أصدقائه ولكن صدى ذلك لا يحفز النفس المتكاسلة على الاستمرار في توكيد الذات فتتدرب ذاته على عدم التعبير عن مشاعره فهو إن عبر عنها تكون في مرات قليلة مع أصدقائه، وهم بين ساخر منه وبين معارض له لا يجيد سياسة الخلاف وليس كل الناس كذالك.
ثانياً: كبت الفعل
لو تمت مقارنه بين الطالب الجامعي الخريج الجديد الذي لم يعمل بعد وبين الخريج الذي أتيحت له فرصة عمل بسرعة عن طريق والده بالواسطة أو حتى فرصة متميزة عن بقية زملائه يعنى عقد عمل بالخارج فهو يحاول أن يزيد المعرفة والثقافة ويتعمق في المادة العلمية مرة أخرى بقراءتها لأن ذلك له فائدة ,والذي لم تتح له فرصة عمل مرموقة ومتطورة ينسى المادة العلمية ويكتئب وربما يكون أكثر مهارة وأكثر دقة من الآخرين.
5) بعض الحلول لتجاوز التعبير عن الذات :
1.ضع قائمة تتضمن عشرة أعمال إيجابية قمة بها هذا العام تفتخر بإنجازها لأنها ناجحة بشكل من الأشكال .
2. حاول أن تكون في معظم أوقات الفراغ مع الناس الذين يحبون رفقتك ويقدرون حضورك ويحترمون آراءك .
3.كن جريئاً في التعبير عن رأيك وقل أفكارك بصوت عال .
4. لا تنتظر أن يصفق الآخرون وإذا فعلوا لا تفاجئ وكن دائماً أول من يصفق لنفسه .
5. حاول دائماً أن تكتشف ذاتك وتعرف نفسك .
6. اعرف كيف تميز بين السلبي والإيجابي واطرد الأفكار السوداء وكل السلبيات من ذهنك
7. تذكر دائماً أننا كلنا متساوون فلا ينتابك شعور بعقدة النقص .
8. إياك أن تلوم نفسك على خطأ ارتكبته بل حاول أن تتعلم منه درساً من دروس الحياة ولا توبخ ذاتك بل حاسب نفسك من دون ان تكون قاسياً عليها . وتذكر أن الاعتراف بالخطأ فضيلة إذا يكفي أن تدرك خطأك ولا تبالغ في محاسبة الذات .
9. لا تؤجل عملاً إلى الغد خاصة في ما يتعلق بنمو شخصيتك كأن تقول مثلاُ لنفسك انك ستتبع حمية منحلة المطلوب أن تحقق أهدافك فور التفكير بها .
10.طوال ساعات اليوم حاول أن تقف مستقيم القوام وتجلس مستقيم .
11. إياك أن تحتقر نفسك أو أي عمل فاشل قمت به فأسوأ الأشياء على حد قول الروائي الألماني (( برتهولد أورباخ )) هو قلت أو عدم احترام النفس .
12. انظر إلى نفسك دائماً كبطل تلعب الدور الرئيسي وليس مجرد الدور الثانوي .
13. أن تقبل ذاتك كما أنت هو أساس احترام الذات فاقبل إذا شكلك الخارجي والداخلي كما أنت تماماً ومن ثم اعمل على تحسين ما ترغب بتحسينه أنت وليس ما يرغب الآخرون .
14. لا ضرر ولا عيب من ارتكاب الأخطاء في وقت من الأوقات فكلنا بحاجة إلى استراحة قصيرة بين الفينة والأخرى .
6) الخاتمة : التعبير الأفضل عن الذات :
وهو قدرة الفرد على التعبير الملائم «لفظاً وسلوكاً» عن مشاعره وافكاره وآرائه تجاه الاشخاص والمواقف من حوله والمطالبة بحقوقه «التي يستحقها» دون ظلم او عدوان. و هو يتضمن عدة امور منها :
· التواصل مع الآخرين بشكل اكثر صريح ومباشر.
· القدرة على قول كلمة لا.
· التعبير عن مشاعر الغضب بدون توتر.
· التعبير عن الذات بشكل صريح وببساطة.
· الشعور بالراحة وعدم التوتر بمواقف جديدة غير معتادين عليها.
· الحصول على الاحترام والتقدير من الآخرين حولي كأقراني وعائلتي.
· التمتع بحقوقي الشخصية، دون سلب حقوق الآخرين.
******************************************
بحث
عوائق التعبير بين العوامل النفسية و العوامل الاجتماعية
لقد خلق الله تعالى الإنسان و فضله على باقي المخلوقات ، و منحه القدرة على التواصل و التعارف و بناء العلاقات .غير أن المتأمل في الواقع يجد أن كثيرا من الناس لا يحسنون التواصل مع غيرهم سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات و الشعوب ، و لا أدل على ذلك مما نشاهده من فشل في العلاقة الزوجية أو من الحروب التي تنشب بين الشعوب .
فما مفهوم التواصل ؟ و ما الأسباب التي تعيق التواصل الإيجابي ؟ و هل هناك قيم و ضوابط تكفل لمن حققها التواصل الفعال ؟
? الفرضيات : أ- التهيؤ للتواصل مع الغير يساعد في إنجاح عملية التواصل .
ب- لحل أزمة التواصل يجب الالتزام بقيمه و ضوابطه . ج- لتحقيق تواصل فعال لا بد من حصول التفاهم بين مختلف أطرافه .
×مفهوم التواصل : هو التفاعل الإيجابي الناتج عن استعمال حواس التواصل في إرسال الخطاب و في استقباله ، النابع من رغبة صادقة في صلة الآخر و الاتصال بوجدانه عن طريق الفهم و الإفهام ، المنطلق من إرادة الوصول إلى المعرفة الحقة .
1/ دواعي التواصل :
أ/ طبيعة الإنسان الاستخلافية : قال الله تعالى { و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة} البقرة30 ، فالإنسان مخلوق مكرم استخلفه الله سبحانه في الأرض ليعمرها و يصلحها ، و أنعم عليه بحواس التواصل فشقّ له السمع و البصر و الكلام ، قال سبحانه { و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الابصار و الافئدة لعلكم تشكرون}النحل 78، و لا يمكن لهذا الاستخلاف أن يتم و لا للحياة أن تستمر دون حصول التواصل بين الناس، و الله سبحانه يقول { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} الحجرات 13 . و ما دام أن الإنسان قد خلق لعبادة الله تعالى و عمارة الأرض ، فلا بد له من الاستعانة بالحواس التي تمكنه من التواصل مع الرسل و فهم خطابهم و تدبر الوحي ، و هنا تبرز أهمية الفؤاد في توجيه الحواس باعتباره ملكا و الأعضاء جنوده ، فهو منطلق النوايا و مهندس الأعمال و بصلاحه تصلح سائر الحواس و تؤدي وظائفها في تدبر آيات الله تعالى و اكتشاف أسرار الكون ، و بفساده تفسد سائر الأعضاء و تتعطل عن التواصل و تحقيق الاستخلاف و العبودية لله تعالى .
ب/ حاجات الإنسان الاجتماعية : لا شك أن الإنسان منذ ولادته ضعيفا لا حول له و لا قوة ، يستهل صارخا معبرا عن حاجاته الضرورية للحياة. و كلما كبر و قوي فإن حاجياته الاجتماعية تزداد ، فيلجأ للتواصل مع من حوله ليحقق رغباته و احتياجاته العضوية ، أو حاجته للأمن و تحقيق ذاته و لتقدير الآخرين له أو العكس .
إلا أن تواصل الناس بعضهم ببعض ، كثيرا ما يتأثر بمعيقات تحول دون التفاهم و تحدّ من فعالية التواصل . و أبرز هذه العوائق ، ما يلي :
2/ عوائق التواصل النفسية و السلوكية :
أ- العوائق النفسية : و هي مشاعر و قناعات سلبية كامنة في نفس أحد طرفي التواصل ، و تصنف إلى :
أ- عوائق الإرسال:
- آفات التعالي و الإعجاب بالنفس و سوء الظن . قال الله تعالى{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}الحجرات 12. فهذه الخصال تنفر المخاطب من التواصل.
ب- عوائق الاستجابة :
- كالكبر الذي يدفع صاحبه إلى عدم قبول كلام أو نصح من يحتقره. أو الجحود الذي يدفع إلى الإصرار على الباطل و مخالفة الحق و الاشمئزاز منه رغم العلم به . و كالإحساس بدونية الآخر و إصدار الأحكام الجاهزة.
ب- العوائق السلوكية : و هي خصال منفرة للمخاطب أو المخاطب ، و تنقسم إلى :
أ- عوائق التبليغ:
- و منها : الغضب و الغلظة في الخطاب اللذين يشعران المخاطب بالإهانة و يزرعان في نفسه الخوف ، بدل حصول الإفهام . و قد قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم { فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } آل عمران 159 .
ب- عوائق التلقي :
- كالإعراض عن المخاطب و الغفلة عنه ، قال الله تعالى { و الذين كفروا عما أنذرا معرضون } الأحقاف 3 ، أو الاستهزاء بالمخاطب و السخرية منه ، قال سبحانه { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } الآية الحجرات 11.
3/ قيم التواصل و ضوابطه :
لقد خلق الله تعالى الإنسان و هو أعلم به ، فلم يتركه دون توجيهات تهذب سلوكه و تضبط تصرفاته ، و لذلك أرشده الشرع الحنيف إلى القيم و الضوابط التي تهيؤه للتواصل الإيجابي ، و التي يمكن إجمالها في الآتي :
* قيم التواصل :
قيم تحكم نية المتواصل:
إخلاص التواصل لله تعالى لأن الأعمال بالنيات ، فلا بد أن يقصد مرضاة الله و نيل الأجر و الثواب ، أو جلب مصلحة له أو لغيره ،أو دفع مفسدة عنه أو عن غيره . قال تعالى {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما } النساء 114 .
قيم تحكم مقصد المتواصل
أن يكون مقصد من التواصل تحقيق التعارف بين الناس ، و إشاعة التفاهم و قيم الخير التي دعى إليها الإسلام ، مما يجعل التواصل بعيدا عن اللغو و العبث و الكلام الفاحش و اللعن و السب ...
قيم تحكم فعل المتواصل :
و ذلك بالتحلي ببعض الصفات و الأخلاق الفاضلة ، و تجنب أضدادها . و من ذلك : - الصدق و تجنب الكذب . - و الأمانة في نقل الأخبار .
- الحياء و تجنب الكلام الفاحش
- التواضع و تجنب عبارات التعالي على الغير.
-احترام الرأي الآخر و المحاورة بالحسنى بحثا عن الحق .
- الإذعان للحق عند ظهوره و البعد عن المراء و الجدال .
- الرفق بالمخاطب ليكون أدعى لقبول النصح و الحديث .
* ضوابط التواصل :
* ضوابط التبليغ و الإرسال :
منها حسن البيان– المخاطبة بالحسنى – الكلمة الطيبة – الابتسامة– الرفق. قال الرسول صلى الله عليه و سلم {ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه}.
ضوابط التلقي و الاستقبال :*
أهمها : حسن الإنصات - عدم المقاطعة – التثبت و طلب الفهم عند الاستشكال أو الالتباس في فهم الغرض من الخطاب تجنبا للتأويلات السيئة – حسن الإقبال على المخاطب{و لا تصاعر خدك للناس} لقمان 18.
خلاصة : يستطيع كل مسلم أن يكتسب مهارات التواصل التي تؤهله للتواصل مع ربه و الكون و الناس من حوله ، كلما حمل نفسه على التخلق بآداب الإسلام و التزم بقيم التواصل و ضوابطه ، و تجاوز عوائقه . فيصبح بالتالي ممن قال الله تعالى فيهم {و لا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم} فصلت 34 .
و كما أن العلم يحصل بالتعلم فكذلك يحصل التواصل السليم بالتدريب و الممارسة ، باتباع قواعد التدرب على التواصل الإيجابي.
*******************************************
التعبير عن الذات
I) مقدمة :
كثيرا ما نسمع عن التعبير عن الذات , فتراودنا الكثير من الاسئلة حول مفهوم هذا التعبير و الاساليب التي ينهجها و مدى اهميته في حياتنا سواء كانت الشخصية او العملية او غيرها. و لهذا ساحاول من خلال هذا العرض ان اقربكم اكثر من هذا المفهوم و ايجابياته و كيفية التعامل معه. اذن
ما هو مفهوم الذات؟
و ما هو مفهوم التعبير عن الذات؟
كيف يمكننا ان نعبر عن ذواتنا بطريقة سليمة؟
ماهي بعض مظاهره؟
ما هي الوسائل التي تساهم في انجاحه؟
II ) مفهوم التعبير عن الذات :
1) مفهوم الذات :
ان الذات معناها نشاط موحد مركب للإحساس والتذكر والتصور والشعور والتفكير، وتعتبر نواة الشخصية. وتقسم الذات إلى ذات واقعية وذات مثالية. فالذات الواقعية هي ذات حقيقية أو فعلية تمثل مستوى الاقتدار، في حين أن الذات المثالية هي ذات تطلعية يؤمل منها أن تكون -أي تمثل- ما يطمح الفرد أن يكون أو يصبح.
إن الذات بناء معرفي يتكون من أفكار الإنسان عن مختلف نواحي شخصيته فمفهومه عن جسده يمثل الذات البدنية ومفهومه عن بنائه العقلي يمثل مفهوم الذات المعرفية أو العقلية ومفهومه عن سلوكه الاجتماعي مثال للذات الاجتماعية. ويركز علماء النفس الإنساني على بناء الذات عن طريق الخبرات التي تنمو من خلال تفاعل الإنسان مع المحيط الاجتماعي، ويطلقون على العملية الإدراكية في شخصية الإنسان (الذات المدركة) والتي من خلالها تتراكم تلك الخبرات، فيتم بناء الذات ويكُون الفرد مفهوماً ًعن ذاته. ولما كانت الذات هي شعور الفرد بكيانه المستمر وهي كما يدركها وهي الهوية الخاصة به وشخصيته فإن فهم الذات يكون عبارة عن تقييم الفرد لنفسه، أو بتعبير آخر هو مجموعة مدركات ومشاعر لدى كل فرد عن نفسه.
بناء الذات يخضع للمعايير السائدة في المجتمع. فالفرد يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم، وبمقدار هذا التأثر ونوعه تتشكل ذاته. إلا أنه ينبغي الالتفات إلى أن الفرد ليس منزوع الإرادة، بل إن له دور فعال في بناء ذاته مصداقا لقوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ). فهذه الآية الكريمة تدلل على أن عملية بناء الذات للفرد أو لمجموعة أفراد يتطلب وجود دافع قوي لعملية التغيير. فالفرد في عملية التغيير لابد أن يميز بين الصالح والطالح وليس كل ما يملى عليه يلزم به، إذ أن المطلوب منه في هذا السياق التمييز بين ما هو إيجابي وما هو سلبي.
يخضع بناء الذات إلى توافر القدوة الحسنة من علماء ربانيين وتوافر الموعظة وضرب الأمثال والترغيب والترهيب ثم التأديب. قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية اعملوا بطاعة الله واتقوا الله وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار. وبهذا المعني يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أي علموهم وأدبوهم). فوقاية الفرد من النار من خلال الالتزام بما أمر الله إذن هي غاية مهمة في بناء الذات، تتطلب من يكون مسؤولا عن التنشئة الأسرية مسؤولية تربوية فيها من الرعاية والتوجيه لوقاية الذات من الانحراف وتتطلب عملية بناء الذات تنمية الضمير منذ الطفولة من خلال تعريفه بما حرم الله والإسهام في بنائه فكريا وتقديم يد العون والمساعدة وتقديم كل ما يمكن تقديمه لبناء ذات قوية ناشئة في حب الله وطاعته ليكون الفرد عنصرا مفيدا لنفسه ولأسرته ولوطنه ولأمته، على عكس البناء السلبي للذات الذي يبنى على أساس الابتعاد عن الله وبالتالي يكون الفرد مهددا لحياته ولأسرته وللمجتمع .
2) مفهوم التعبير عن الذات :
قد نسمع كثيرا بأن فلانا غير قادر على مواجهة موقف ما أو تحديد هدف ما أو مقابلة أناسما أو البدء في حوار ما . السبب في ذلك يعود الى أن هذا الشخص لا يملك القدرة الحقيقية في التعبير عن ذاته بصورةصحيحة وصادقة وبمعنى آخر أن هذاالشخص لا يملك الهوية الخاصة به والتي تميزه عن غيره وهذا تماما ما قصدت به التعبيرعن الذات . فالتعبير عن الذات هو قدرة الشخص على خلق هوية خاصة به تميزه عن غيره يستطيع من خلالها ان يواجه الآخرين بكل ثقة وبعيدا عن الخوف والأضطراب النفسي وما الى هنالك.
إن الله خلق الذات الإنسانية و خلق لها خواص كثيرة,و لكل نفس طريقة للتعبير عن ذاتها كالغضب ,الفرح ,الحزن , السعادة , اليأس , الحيرة ,القلق . كل هذه حالات نعيشها و كل فرد منا له طريقة خاصة في التعبير عن هذه الحالات و غيرها ,فمن الناس من يمتلك الموهبة كالكتابة أو الرسم ,أو ممارسة أي نوع من الرياضة ,و بهذه الطريقة يستطيع بعض الناس التعبير عن ذواتهم و احساسهم لكن المشكلة تكمن في الذين يعجزون عن التعبير عن أنفسهم بطريقة صحيحة ,ربما لأنهم لا يستطيعون اكتشاف ذواتهم ,أو أي موهبة تعبر عنهم ,و في هذه الحالة يشعروا بالضيق و عدم القدرة عن اخراج الطاقة الكامنة بداخلهم,هنا تواجه هذه المجموعة طريقين :
*إما الصمت و هو قنبلة موقوتة انفجارها متوقع في أي لحظة و لا نستطيع آنذاك تقدير العواقب لأن هذا الصمت ربما يؤدي إلي الإنحراف و الضياع و اليأس .
*و إما اجراء عدة محاولات فاشلة للتعبير عن الذات,و سبب فشلها هو عدم تنظيم عملية التفكير و التسرع,و هذا ربما يؤدي إلي نتيجة الإحتمال الأول .
حل مشكلة التعبير عن الذات هو البحث داخل الذات نفسها عن ما تحب قبل الدخول في أي تجربة تكون نتيجتها الفشل,ربما يدعي شخص أنه يستطيع أن يعبر عن ذاته بالكتابة ثم يكتشف أنه لا يستطيع ذلك فيزيد هذا من حيرته و عجزه,لكن لا يجب الخوف من التجربة,فمن منا لم يجرب و فشل في تجربته,و الجدير بالذكر أن النفس الإنسانية مليئة بالألغاز و ربما يقضي إنسان عمره في البحث عن ذاته ثم يرحل بدون أن يكتشفها, فالهدف الأساسي من الحياة هو اكتشاف ما نريد و ما نحب,فعلينا أن نجرب و لكن هناك خطوات يجب أن نتبعها حتي نتفادي الخطأ قدر المستطاع و هي :
· الإيمان التام أن الله منح النفس الإنسانية القدرة في التعبير عن ذاتها,فلا يأتي شخص و يقول أنه لا يستطيع التعبير عن ذاته .
· لا تقارن نفسك بالآخرين في كل شئ لأن هناك فروق فردية فربما تجيد شئ,لا يجيده آخر و العكس صحيح .
· ابحث عن ذاتك في حياتك السابقة و قارنها بالحياة الحالية,ربما تكتشف شيئاً كنت تستخدمه في الماضي للتعبير عن ذاتك ثم أهملته لفترة فربما تكتشف أنك تحتاج إليه الآن,و تخيل شكل المستقبل و حاول تفادي العيوب و إصلاحها .
· لا تضيع الكثيرمن الوقت في الأحلام و لكن حولها إلي واقع ملموس و تعايش مع الواقع و واجهه بدون خوف .
· حدد هدف لنفسك يدور حوله محور حياتك,فتكون حياتك هي محاولات دائمة للوصول لهذا الهدف,و ما تريد التعبير عنه من فرح أو حزن أو خوف أو اطمئنان متعلق بهذا الهدف,فلا يصيبك يأس و لا تغتر بنصر في جولة,و اعلم أن العشواءية و عدم و جود هدف من أسباب ضياع الذات,فالهدف يمثل عماد الحياة .
· أحسن أنواع الفشل هو ما تستنتج منه عيوبك .
· حاول أن تشارك من هم ذوي خبرة من أقربائك أو معارفك للبحث عن ذاتك, فالذكي هوالذي يعايش تجارب الآخرين و يتعلم منها .
III ) توكيد الذات :
تعريف توكيد الذات : هو قدرة الفرد على التعبير الملائم «لفظاً وسلوكاً» عن مشاعره وافكاره وآرائه تجاه الاشخاص والمواقف من حوله والمطالبة بحقوقه «التي يستحقها» دون ظلم او عدوان. و هو يتضمن عدة امور منها :
· التواصل مع الآخرين بشكل اكثر صريح ومباشر.
· القدرة على قول كلمة لا.
· التعبير عن مشاعر الغضب بدون توتر.
· التعبير عن الذات بشكل صريح وببساطة.
· الشعور بالراحة وعدم التوتر بمواقف جديدة غير معتادين عليها.
· الحصول على الاحترام والتقدير من الآخرين حولي كأقراني وعائلتي.
· التمتع بحقوقي الشخصية، دون سلب حقوق الآخرين.
: 1) فوائد توكيد الذات
يمنع تراكم المشاعر السلبية لدى الفرد ويولد الشعوربالراحة النفسية لديه ويحافظ الشخص من خلالها على حقوقه ومصالحه ويحقق أهدافه ويعززالثقة بنفسه وتعطي انطلاقاً في ميادين الحياة فكراً وسلوكاً بعد التخلص من المشاعرالسلبية المكبوتة.
:2) الاهداف التي يسعى اليها اسلوبتوكيد الذات
· مساعدة الأفراد الذين يعانون من مشكلة عدم توكيد الذات على التعبير عن أفكارهم و مشاعرهم و المطالبة بحقوقهم، بحيث لا يلحقوا الأذى بالآخرين .
· أن يقوم هؤلاء الأفراد بسلوكات مقبولة اجتماعيا و أن يقولوا "لا" إذا كانت المواقف تتطلب ذلك.
· مساعدتهم على الاختيار من بين أشياء كثيرة و تعلمهم مهارات الاتصال و التفاعل الاجتماعي.
· زيادة مقدرة الفرد في المشاركة في السلوكات التوكيدية المختلفة.
· خلق شعور عظيم لدى الفرد بأنه موجود و مقبول اجتماعياً.
3) أعراض وعلامات ضعف توكيد الذات:
مجاملة الآخرين ومسايرتهم والاستجابة لرغباتهم وسعي الشخص لإرضائهم ولو على حساب نفسه ووقته وماله وسمعته... الخ وهذا يتضح من خلال عدة جوانب هي :
الإكثار من الموافقة الظاهرية:مثل نعم، حاضر، أبشر.... الخ وضعف القدرة على الرفض المناسب في الوقت المناسب وكذلك تقديم مشاعر الآخرين على مشاعره وحقوقه وكثرة الاعتذار للآخرين عن أمور لا تدعو للاعتذار ومن ثم ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر والرغبات والانفعالات وضعف القدرة على إظهار وجهة نظر تخالف أراء الآخرين ورغباتهم وعدم الحزم في اتخاذ القرارات والمضي فيها وتحمل تبعاتها وضعف التواصل البصري بدرجة كبيرة .
4) معوقات توكيد الذات :
* معوقات نفسية :
وهى أن يكون الشخص مصاب بالقلق المرضى أو الوسواس القهري أو أيا من الاضطرابات النفسية التي تعوق توكيد الذات لان وجود هذه الأمراض يجعل صاحبها في رحله للبحث عن الذات ومعالجتها والنهوض بها من بئر الوساوس أو القلق وهذا يتطلب المجاهدة والعلاج واستهلاك الطاقة الذهنية في ذلك ثم يلومه المجتمع والناس على ضياع الفرصة منه في أمر ما و فشله في شيء فلا يستطيع توكيد ذاته المبعثرة.
* معوقات البيئة المحيطة :
أولا : كبت الرأي ، لاشك أن الوظيفة والمركز الاجتماعي يساهم في تحفيز النفس على التطوير المستمر لذاتها وأمثله على ذلك الكاتب الصحفي : يستطيع بوظيفته أن يعبر عن ما يشعره عن ما يرفضه فهو يعبر عن رأيه بكل حرية فذلك متاح له لان بيئته المحيطة به المتمثلة في وظيفة الصحفي قد أعطت له ألف فرصه وحفزت ذاته للتعبير عن مشاعره وليس ذلك فقط بل يشاركه الآخرين بالتعليق عن ما كتبه في مقالاته ويتداولها الناس ثم يضعون الكاتب في مكانة المؤكدين لذاتهم، وأنه من أصحاب الآراء العظيمة وعندما يجد أمر في الحياة يهب فيعبر عن رأيه وكأن الوظيفة تحفز وترغم نفس وذات الكاتب على توكيد ذاته إذا تكاسلت .
المواطن من عامة الناس : ليست بيئته المحيطة تسمح له بنشر شعوره للجمهور كما للكاتب أو الصحفي فيتكلم مع الناس من أصدقائه ولكن صدى ذلك لا يحفز النفس المتكاسلة على الاستمرار في توكيد الذات فتتدرب ذاته على عدم التعبير عن مشاعره فهو إن عبر عنها تكون في مرات قليلة مع أصدقائه، وهم بين ساخر منه وبين معارض له لا يجيد سياسة الخلاف وليس كل الناس كذالك.
ثانياً: كبت الفعل ؛ لو تمت مقارنه بين الطالب الجامعي الخريج الجديد الذي لم يعمل بعد وبين الخريج الذي أتيحت له فرصة عمل بسرعة عن طريق والده بالواسطة أو حتى فرصة متميزة عن بقية زملائه يعنى عقد عمل بالخارج فهو يحاول أن يزيد المعرفة والثقافة ويتعمق في المادة العلمية مرة أخرى بقراءتها لأن ذلك له فائدة ويقول الناس عنه أنه هو ذاته وأصبح كادرا مختلفا ويكون مشرفا لأهله ويفرح أهل من يتقدم لخطبتها والذي لم تتح له فرصه عمل مرموقة ومتطورة ينسى المادة العلمية ويكتئب وربما يكون أكثر مهارة وأكثر دقة من الآخرين.
IV ) الحوار و الذات :
للحوار أهمية كبيرة في تأثيره على الأسرة من حيث الصحة النفسية للأسرة وللفرد داخل الأسرة وتتجلى أهمية الحوار في الحوار مع الذات ومع أفراد الأسرة من زوج وزوجة وأطفال.
الاتصال دائماً يدور حول شقين في آن واحد. الاتصال مع الذات والاتصال مع الآخرين, الحقيقة أن أي اتصال مع الآخرين بدون الاتصال مع الذات شبيه بخلل الدماغ الذي يجعل اليد اليمنى لا تدري ما تفعل اليد اليسرى, مخاطبة الشخص لذاته واكتشاف ما يدور بداخله في أي وقت هو أمر هام لأنه يجعل هناك وضوح بالاتصال ويجنب الشخص الدخول في متطلبات أحيانا كثيرة لا يدركها أو يدركها بوقت متأخر.
ومن أهم الأمور لوجود صحة نفسية للفرد هو معرفة ذاته والتعمق أكثر في احتياجاته وميوله واهتماماته، لكي نصل إلى راحة نفسية تساعدنا في رؤية الأمور يجب أن نرى ذواتنا من الداخل بحيث نستطيع أن نثق بأنفسنا وقدراتنا ونعطي قدراً كبيراً من الراحة إلى الأشخاص المحيطين .
والتعبير عن الذات كلامياً وجسدياً يعتبر نوع من الانفتاح لتقبل آراء وأفكار جديدة وهذا ما تفسره نافذة جوهاري لمعرفة من أنا، حيث تعكس نافذة جوهاري الاتصال الداخلي للفرد ومدى وعيه لذاته في التعامل مع المجموعة المحيطة به والبيئات المختلفة والظواهر التي يتعامل معها الإنسان من خلال تجربته اليومية والحياتية . المحاور الأساسية لنافذة جوهري هي علاقة الانا بالآخرين والمربعات الناتجة عن تفاعل الانا والآخر تشكل جانبا من ملامح الشخصية وتعكس الجانب العام لشخصية الفرد . وللكشف عن الذات من المهم أن لا نتردد في قول مشاعرنا تجاه الآخرين ومشاعرنا تجاه الأمور حيث أن هذه المهارة تساعد على الاسترخاء وتجنب إساءة الفهم من الطرف الآخر بنا .
ومن الأمور التي تشجع عليها نافذة جوهاري هو تشجيع الآخرين على إعطائنا انطباعهم عنا وفي هذه الحالة قد نتعرض لنقض فلا نتردد في تقبله لأنه يساعد على عدم الانهيار ويشعرنا بالثقة بأنفسنا . وبذلك نرى أن نافذة جوهاري تشجع على الحوار مع الآخر ومع الذات لكي لا نتردد في أمور حياتنا أو نشعر أننا أوقعنا أنفسنا في أخطاء .
اذن حوار الانسان مع ذاته فعل ايجابي يعمل على تكميل شخصية الإنسان الداخلية والخارجية مما سيؤدي الى وجود توازن وتكامل في صحته النفسية.
V ) بعض مظاهر التعبير عن الذات :
1) الفن كتعبير للذات :
الفنان يستخدم الفن وسيلة يعبر بها عن افكاره ، عما يريد ايصاله للمجتمع من أفكار ، إن الفنان يريد ان يؤثر في مشاهد عمله الفني يريد أن يقول له فكرة ما أو مجموعة أفكار يعبر بها ومن خلالها ربما عن تجربة شخصية جدا عاطفية مثلاً عن آراء في الوجود في الحياة عن موقف اجتماعي عن رؤية جمالية فنية من خلال الشكل ، في النهاية الفن رسالة ما يريد الفنان ايصالها للمتلقي والفن ايضاً أرقى اشكال التعبير الذاتي الانساني عن الحياة وهذا ما يميزه عن سائر اشكال التعبير .
إن ما يبقى خالدا في ذاكرة الشعوب وما نستند إليه عند دراستنا لحياتها ولقيمها وطرائقها في المعاش والتعبير هي الفنون ، من العمارة إلى الموسيقى إلى الآداب ...الخ.
الفن نوع من أنواع التعبير عن الذات، فيبدع الفنان في لوحته أو في قطعته الموسيقية و ذلك باخراجه بعض المكنون الذاتي الذي يعتريه في لحظه من اللحظات، وينفث في لحظة من لحظات التجلي بعض أفراحه أو أتراحه التي تخرج بشكل ربما يكون صعبا على من يتأملها ويتلقاها ولكنها واضحة كل الوضوح إذا نظر إليها الناقد بعين المتأمل المتدبر، ليشعر ما يشعر به الفنان في تلك اللحظة أم يتجلى له على الأقل بعض الأطياف التي مر بها أو اعترته حين ألفها أو لونها.
2) التعبير عن الراي :
و هو حركة فكر الإنسان، وتأمله فيما حوله، وخلفيته المعلوماتية، تنتج لديه أراء وأفكاراً، فيها ما يكون صائباً مفيداً، وفيها ما يخالف الصواب، ويفتقد النضج . وتطور ساحة المعرفة الإنسانية إنما يكون بتداول الآراء وتلاقحها، ولو انطوى كل إنسان على رأيه وفكرته، لما تقدمت حياة البشر خطوة واحدة في أي ميدان من الميادين . لذلك يمتن الله تعالى على الإنسان بمنحه القدرة على البيان والتعبير يقول تعالى: ﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ سورة الرحمن الآية 3-4 .
إن التعبير عن الرأي ينشّط حركة الفكر عند الإنسان، ويشجعه على المزيد من العطاء، يقول الإمام علي : « العلم يزكو على الإنفاق ».[7] كما يساعد في بلورة الرأي وإنضاجه، وتبيّن موقعه من الصحة والخطأ. ويشكل إسهاماً وإثراءً لساحة المعرفة. وتقويماً للأوضاع الاجتماعية . وقد أصبح التعبير عن الرأي من أهم مقاييس تقدم المجتمعات، حيث تعاني المجتمعات المتخلفة قيوداً على حرية التعبير عن الرأي، ويهمنا في هذا البحث ما يرتبط بالجانب الذاتي، حيث يمارس الإنسان على نفسه قمعاً ذاتياً، ويصادر حقه في التعبير عن رأيه، حذراً من مخاوف وهمية، وانتقاصاً من قدراته، وتشكيكاً في قيمة آرائه . ويحدث مثلاً أن تُتداول الآراء في شأن من الشؤون، ويبدو للإنسان فيه رأي، لكنه يتردد في طرحه، حتى إذا طرحه آخرون، وأستحسنه الجميع، لام نفسه على تردده وتوقفه عن إبداء رأيه .
3) التعبير عن المشاعر :
المشاعر والأحاسيس هي انعكاس صور الأحداث والأشخاص على لوحة نفس الإنسان، حيث يواجه ما يسره وما يحزنه، ومن يرتاح إليه ومن يزعجه، وما يرضيه وما يغضبه . هذه الانطباعات تترجمها المشاعر والأحاسيس، والتي تظهر على قسمات وجه الإنسان، وعبر أحاديثه وكلامه . وفي الحالة السوّية يفصح الإنسان عن مشاعره تجاه الأشياء والأحداث، مما يجعله أكثر حيوية وتفاعلاً مع الحياة، ويجدد نشاطه النفسي والعاطفي، وينظّم علاقته بما حوله . وقد يكبت الإنسان مشاعره ويقمعها، مما يحدث له إيذاءً نفسياً، ويضعف تفاعله مع الواقع المحيط به، وبمرور الزمن يصاب بتبّلد الأحاسيس وجفاف المشاعر . ولعل من معاني قسوة القلب الذي تحذر منه النصوص الدينية، هو كسل مستوى الأداء العاطفي، وجمود المشاعر والأحاسيس الإنسانية، فقد روي عن رسول الله قوله: « إن أبعد الناس من الله القلب القاسي ».[1] إن التفاعل العاطفي هو ميزة إنسانية يختلف بها عن الجمادات التي لا مشاعر لها، فإذا تجمدّت مشاعر الإنسان، تساوى مع الجمادات، يقول تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ سورة البقرة الآية 74 .
لذلك من المحبّذ أن يعبر الإنسان للآخرين عن مشاعره الإيجابية تجاههم، مما ينشّط أداءه العاطفي، ويسعد الآخرين، ويقوي علاقته بهم .
جاء في الحديث عن رسول الله أنه قال: « من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة ».
وفي العلاقة مع الآخرين روي عنه : « إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه، فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ».
ويأتي في هذا السياق الحث على إبداء الشكر والاحترام للمحسنين: جاء في الحديث عنه : « لا يشكر الله من لا يشكر الناس » .
فإبداء المشاعر له وظيفة إيجابية في حياة الإنسان، وكبتها وقمعها حالة غير سويّة لها مضاعفات سلبية، وقد تفرض الظروف الخارجية على الإنسان ذلك، لكن البعض من الناس يمنعهم من إبداء أحاسيسهم، انخفاض المستوى التوكيدي في شخصياتهم، وضعف ثقتهم بذواتهم، وهذا ما ينبغي أن يعالج بالتثقيف والتوجيه والممارسة العملية .
VI ) نصائح تساعد على التعبير عن الذات :
1.ضع قائمة تتضمن عشرة أعمال إيجابية قمة بها هذا العام تفتخر بإنجازها لأنها ناجحة بشكل من الأشكال .
2. حاول أن تكون في معظم أوقات الفراغ مع الناس الذين يحبون رفقتك ويقدرون حضورك ويحترمون آراءك .
3.كن جريئاً في التعبير عن رأيك وقل أفكارك بصوت عال .
4. لا تنتظر أن يصفق الآخرون وإذا فعلوا لا تفاجئ وكن دائماً أول من يصفق لنفسه .
5. حاول دائماً أن تكتشف ذاتك وتعرف نفسك .
6. اعرف كيف تميز بين السلبي والإيجابي واطرد الأفكار السوداء وكل السلبيات من ذهنك .
7. تذكر دائماً أننا كلنا متساوون فلا ينتابك شعور بعقدة النقص .
8. إياك أن تلوم نفسك على خطأ ارتكبته بل حاول أن تتعلم منه درساً من دروس الحياة ولا توبخ ذاتك بل حاسب نفسك من دون ان تكون قاسياً عليها . وتذكر أن الاعتراف بالخطأ فضيلة إذا يكفي أن تدرك خطأك ولا تبالغ في محاسبة الذات .
9. لا تؤجل عملاً إلى الغد خاصة في ما يتعلق بنمو شخصيتك كأن تقول مثلاُ لنفسك انك ستتبع حمية منحلة المطلوب أن تحقق أهدافك فور التفكير بها .
10.طوال ساعات اليوم حاول أن تقف مستقيم القوام وتجلس مستقيم .
11. إياك أن تحتقر نفسك أو أي عمل فاشل قمت به فأسوأ الأشياء على حد قول الروائي الألماني (( برتهولد أورباخ )) هو قلت أو عدم احترام النفس .
12. انظر إلى نفسك دائماً كبطل تلعب الدور الرئيسي وليس مجرد الدور الثانوي .
13. أن تقبل ذاتك كما أنت هو أساس احترام الذات فاقبل إذا شكلك الخارجي والداخلي كما أنت تماماً ومن ثم اعمل على تحسين ما ترغب بتحسينه أنت وليس ما يرغب الآخرون .
14. لا ضرر ولا عيب من ارتكاب الأخطاء في وقت من الأوقات فكلنا بحاجة إلى استراحة قصيرة بين الفينة والأخرى .