آثار الوحي ومظاهره على النبي صلى الله عليه وسلم
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [ القيامة: 16] ، قال:كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك شفتيه… فأنزل الله عز وجل: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16-17]. قال ابن عباس في ( جَمْعَهُ ) : جمعه لك في صدرك. فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلّى الله عليه وسلم كما كان قرأ.
كان إذا نزل عليه --صلّى الله عليه وسلم - الوحي سُمع عند وجهه دويٌّ كدوي النحل. [انظر الحالة الرابعة من القسم السابق ].
كان إذا نزل عليه -صلّى الله عليه وسلم - الوحي ثقل جسمه حتى يكاد يرضّ فخذه فخذ الجالس إلى جنبه.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أملى عليه: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [ النساء: 95]. فجاء ابن مكتوم وهو يُمِلُّها عليّ ، قال: يا رسول الله ، والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت-وكان أعمى . فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي ، فثقلت عليَّ حتى خفت أن ترضّ فخذي ، ثم سُرِّيَ عنه فأنزل الله: {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء: 95 ].
كان إذا نزل عليه -صلّى الله عليه وسلم - الوحي بركت به راحلته ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كان يوحى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو على راحلته فتضرب ، بِجِرانها(1).
_______________________