بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لاشك إخواني انكم تعلمون كما أعلم قصة وأد عمر رضي الله عنه لابنته وهذا -باختصار- ملخصها : "أنه رضي الله عنه كان جالساً مع بعض أصحابه، إذ ضحك قليلاً، ثم بكى، فسأله مَن حضر، فقال: كنا في الجاهلية نصنع صنماً من العجوة، فنعبده، ثم نأكله، وهذا سبب ضحكي، أما بكائي، فلأنه كانت لي ابنة، فأردت وأدها، فأخذتها معي، وحفرت لها حفرة، فصارت تنفض عن لحيتي، فدفنتها حية".اهـ
هاته القصة يعلمها الجميع ونادر ما تجد أحدا يجهلها ولو كان من اجهل الجاهلين ومن العجب ايضا ان القصة تواترها الوعاظ والفقهاء وكثيرا ما يذكرونها في خطبهم. لكن!!!! قد تتعجبون إن قلت لكم ان القصة لا ذكر لها في كتب الآثار والتاريخ فضلا عن كتب السنة والحديث؟؟؟
مصدرها الوحـــــــــيد هو كــتــب الرافضة لعنهم الله. فهم كما يعلم الجميع يرتبون أبو بكر -رضي الله عنه- وعمر -رضي الله عنه- مرتبة أقبح من الشيطــــــــــــــان كما يصرحون في كتبهم !!!
وإليكم ما يؤكد بطلان هاته الكذبة الملفقة على الفاروق -رضي الله عنه-:
1- أنّه من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر - رضي الله عنه - هي زينب بنت مظعون أخت عثمان و قدامة فولدت له حفصة وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر كما جاء في البداية والنهاية لابن كثير: قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون فولدت له عبد الله وعبد الرحمن الأكبر وحفصة رضي الله عنهم. وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنين كما جاء في المستدرك وغيره عن عمر رضي الله عنه قال: ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين، ولهذا فهي أكبر بنات عمر فلماذا لم يقم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بوأد ابنته حفصة رضي الله عنها وهي إبنته الكبري والتي تكنى بها أبا حفص؟، ولماذا يئد من هي أصغر منها؟ ولماذا انقطعت أخبار من وئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرا في أبنائه؟ فقد سموا لنا جميعا وسمي لنا من تزوجهن عمر في الجاهلية والإسلام، ولم نقف فيما اطلعنا عليه من المراجع على شيء يوثق به في هذا الأمر. (انظر ترجمة أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها في "الإصاب" للحافظ ابن حجر (7/582
2- لم يعرف في بني عدي الذين ينتسب إليهم الفاروق وأد البنات بدليل أن أخته فاطمة بقيت حية حتى تزوجت سعيد بن زيد ابن عم عمر بن الخطاب
3-روى النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول: وسئل عن قوله : ( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) التكوير/8، قال : جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إني وأدت ثماني بنات لي في الجاهلية . قال : أعتق عن كل واحدة منها رقبة . قلت : إني صاحب إبل . قال : ( أهد إن شئت عن كل واحدة منهن بدنة ) رواه البزار (1/60)، والطبراني في "المعجم الكبير " (18/337) وقال الهيثمي : " ورجال البزار رجال الصحيح غير حسين بن مهدي الأيلي وهو ثقة " انتهى. " مجمع الزوائد " (7/283)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3298)، يشير هذا الحديث – وهو من رواية عمر بن الخطاب رضي الله عنه – إلى كفارة من وقع منه الوأد في الجاهلية ، ولما لم يذكر عمر بن الخطاب عن نفسه ذلك ، وإنما رواه من فعل قيس بن عاصم ، دل على عدم وقوع الوأد المنسوب إليه رضي الله عنه .اهــ (منقول بتصرف)
خلاصة:
صدق العلامة ابن قيم الجوزية حين قال :" الرافضة أكذب خلق الله! ".المنار المنيف ص52
للأسف نجح هؤلاء الكذبة في نشر القصة بيننا، وأعانهم في هذا الكثير من الوعاظ والقصاص من حيث لا يشعرون وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لنساهم جميعا في فضح هذه الكذبة ونشر المعلومة دفاعا عن الخليفة العادل ثاني الخلفاء الراشدين.
جعلنا الله وإياكم من المحشورين معه -رضي الله عنه- في جنات الفردوس.