علاقة الإنسان بربه ونفسه ومجتمعه/oumelbanine2011

بسم الله الرحمن الرحيم.
إن للانسان هدفا في هذه الحياة بجاري به الايام و يراود به الاحلام و يكابد به الاوهام و يمني به الآمال و يساور به الظنون هدفا يرقى به تارة للمبتغى و تارة يهوي به فيلايزال يلهث جاهدا لتحقيق المراد و بلوغ المنال مهما اختلفت به الاسباب و بدت به الاعطاب و تشتثت به الافكار الا وتصب في غاية وحيدة ألا و هي السعادة السعادة المثالية و من هذا التقديم سنتطرق بعون الله الى نهج يرقى بنا للسعادة و يزيل عنا التعاسة و الخوف من المجهول و هو كالتالي

1- علاقة الانسان بربه

2- علاقة الانسان بنفسه

3- علاقة الانسان بالمادة

4- علاقة الانسان بالمحيط

علاقة الانسان بربه

يعتبر الله هو الخالق جل في علاه حيث يرجع الأمر اليه كله و هو الواحد الوحيد الكفيل بما يقوم به الانسان لان الانسان بدونه سيتعرض للانتماء للعدم مما يشكل هاجسا مخيفا يتبلور في الابتعاد عن الانتساب للعدم و هذا في حد ذاته مشكل يصيب سعادة الانسان بانهيار بحيث انه كل شيء سيصير عدما هذا من جهة اما مكن الجهة المعاكسة فنفسانيا يحس الانسان بالانتماء الى خالق سيعود اليه لا محالة بعد الموت حيث يجد هناك التتمة للسعادة المثالية لهذا فانه و جب على الانسان ان يتبع هذه الخطوات لتكون العلاقة جيدة مع الخالق و هي كالتالي

أ- حب الله

ان محبة الله لها انعكاس جد ايجابي في علاقة الانسان مع الله لان من يحب الله يحببه الله و بالتالي يباهي الله به في الملأ فيضرب حب الله قلوب الناس لمحبة محب الله لذا تعتبر هذه الخصلة الاساس المتين لعلاقة الانسان مع الخالق

ب- الخوف من الله

ان من مميزات الخوف من الله تطبع الثقة في الانسان في معاملاته مع غير الله لانه انذاك يعرض اعماله على معيار الخوف من الله مما يجعل له حاجزا بينه و بين مكر الله لانه لا يأمن مكر الله الا القوم الظالمون و منه فان من الله وحده يجعل من الانسان لا يخاف في الله لومة لائم مما ينعكس على صفاء خاطره و استقرار شخصيته

ج- التقرب الى الله

التقرب الى الله نتاج للحب و الخوف حيث انه بطريقة تلقائية يجد الانسان نفسه يتبع الاوامر ويجتنب النواهي الى جانب ذلك الحوافز التي تحسن من سلوكه يجد فيها قرضا يقرض فيها الله اجرا و توابا و مغفرة

مما سبق لنا يقين ان علاقة الانسان بربه هي العلاقة المثالية و الاساسية لرقي ما يليها من العلاقات

علاقة الانسان بنفسه

ان علاقة الانسان بنفسه هي العلاقة الكفيلة لاستدراج الانسان لما يصبو اليه و هي التي توجهه الى غاياته سواء كانت سليمة ام غير سليمة لذا على الانسان ان يطرح عدة تساؤلات و ان ينظر الى نفس من جميع الزوايا اين انا و من أكون و ماذا اريد و الى اين سأرحل ماذا اريد مني و ما يراد بي اسئلة و في هذا يجب ان يجمع الانسان بين هذه التساؤلات بالتقة و الصراحة و التفائل و يتمسك بالامل لانه بداية النجاح و يجهز للصبر كي يحيى من اجل الغد و لكن باليوم يبني الغد

أ- الثقة في النفس هي الاساس لسيرورة المعتقدات و لضبط الافكار و لمجارات الايام

ب- الصراحة يجب ان يكون الانسان صريح مع نفسه يسأل نفسه و يجيب لان بعض الاسئلة يتحرج الانسان من اجابتها على نفسه بل لا يقدر ان يقف عليها و هذا نابع اساسا من انعدام الثقة لذا وجب ان يصارح نفسه ليمهد للتصالح مع الذات و الروح ليرقى بشخصيته للاحسن

ج- المحبة حب النفس يورث الخوف شيئا ما لكنه يشغل منصب حفاز لتقويم الثقة بما فيه الكفاية ناهيك عن الدور الرئيس الذي يتبلور به المنظور العام للشخصية من تحصيل للعلوم و العدو خلف تنمية الذات و الروح معنويا و ماديا ب تأطير الفكر لما سبق

د-الواقعية يجب على الانسان ان يكون واقعيا مع نفسه و يعرف قدره جيدا كي لا يقع في بعض الخصال التي تنعرج به في طريق يكون له اثر على النفسية بحيث يصير عاجزا تحت تأثير النقص و الذي هو في الواقع كمال في حد ذاته لان الاشياء اذا ما تمت نقصان و هو بدوره مكمل لنقائص اخرى لذا فان الوقو ع على سبيل المثال في الكبر او الانانية تنبع من انعدام الواقعية في شخصية الانسان ناهيك على انعدام الثقة في تجاوز ذلك النقصان

علاقة الانسان بالمادة

ان المادة هي الشيء الذي يحتكم اليه العامة لانه ملموس و غياب الوعي على ان الانسان مادة هامدة تحركها روح غير ملموسة ولكنها هي الدائمة و هي التي تحرك المادة لا يمكننا ان نزيل الروح عن المادة الا وهي الجسد فكلاهما يتغدى من الاخر لذا لا يجب على الانسان أن يغلب جانب المادة على الروح لان المادة يوم لك و يوم للآخر فاذا وقع التمسك بها فاه هذا سيوقع الانسان في مغبة عدة خصال دنيئة تنعكس سلبا على سعادته لذا فالمادة في السعادة لا تشكل شيئا يحتاج للتفصيل الا الوقوف على سلبياتها و ايجابياتها فانها لا تنفع الا فاستثمارها لحب الخير و الغير فان دخلت في حب النفس فانه تعود حتما بالخسارة و ختما بالندامة و منه فان المادة لا تحتاج الى تفصيل ليس لشيء الا انها لا تستحق العناية منا

علاقة الانسان بالمحيط

ينقسم محيط الانسان الى قسمين محيط داخلي و خارجي

1-المحيط الداخلي

يعتبر هذا المحيط هو المحيط الاقرب للانسان و يتشكل من عائلته الوالدين الاخوة الزوجة الابناء

أ- علاقة الانسان بوالديه

ان الوالدين هم سبب وجود الانسان فبمجرد وجوده فلهم الفضل الكبير و الاوفى لحياة الانسان لذا يجب ان يحذر من تقلبات العيش و مواجهة المشاكل يكون له اثر على سلوك المعاملة مع الوالدين لانه كيفما كانت الاخطاء التي قام بها الوالدين لا تشفع في معاملتهما بغير الاحسان حيث قال المولى جل و علا و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا و اتبع سبيل من اناب الي ثم الي مرجعكم فانبئكم بما كنتم تعملون لذا فما جزاء الاحسان الا الاحسان بتفويض الامر الى الله و هذا طبعا يضخ الراحة و الطمأنينة الى القلب عندما يحس الانسان قد بر بوالديه بل لا تكفيه الارض سعادة بكسب الرضى من الوالدين

ب- علاقة الانسان باخوته

الاخوة و كما قيل الابن مولود و الزوج موعود و الاخ مفقود الاخوة لا تتعدى هذه الدنيا لذلك وجب الاخاء بما تحمله الكلمة من معنى ووالله لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه الاخوة هي اعظم شيء من نسج الوالدين لذلك للمأخاة نتائج ايجابية في تطهير النفس من الغل و تزكيتها من الانانية بل تجعل الروح تتفيئ في طلال المنحبة و السعادة لان الاخوة يكون لها اخذ و عطاء في المشاعر و الاحاسيس مما يجعل من الانسان ذا قيمة وسط اهله وعشيرة و لو في غياب المادة

ج- علاقة الانسان بزوجته

هذه العلاقة هي العلاقة التي تغير مسار الانسان وغالب الاحيان تنعرج به في القطيعة لذا قبل ان يخوض في هذه العلاقة يجب ان يحسم ما له و ما عليه انا احب زوجتي فلي واجبات عليها كما لها واجبات علي لذا يجب ان تكون هذه الشروط في اولويات هذه العلاقة

الثقة المتبادلة بين الزوجين على اساس الحب و الصراحة و الوفاء

الاب مسؤول عن اسرته و الام مسؤولة في غيابه و السفينة التي يسوقها ربانين تغرق

يجب توزيع المهام لكل وظيفته الرجل ما يليق برجولته و المرأة ما يليق بانوثتها لانه ان فقد احدهما ما يميزه على الآخر تفسد العلاقة بينهما

في مسألة تربية الابناء الاب يتصف بالغلضة من أجل الامساك بزمام الامور لكن ليس على حساب استقرار نفسية الابناء و شخصيتهم أما الام فوجب عليها ان تتصف بالعاطفة و الحنان لكن ليس على حساب مبادئ و قيم الابناء خاصة و الاسرة عامة

اذن عندما تندرج هذه الواجبات و المهام و تتوزع بمنطقية تؤهل الانسان لان ينعم بالسعادة لكن هذا يجب ان يسطر قبل العلاقة لانه ان وقعت العلاقة بين الزوجين دون الوقوف على هذه الشروط بسبب المحبة الخادعة فانه لامحالة سبيل التعاسة سيفتح ابوابه

د-علاقة الانسان بابنائه

ان للزواج المبكر دور اساسي في علاقة الانسان الاب بابناءه نظرا لعدة عوامل و هي كالتالي فارق السن كيفما قل يكون انسجام و تفاهم بين الاب و الابن لان الاب يعرف طريقة تفكير الابن نظرا لسن الاب و تكون للاب القابلية للتفاعل مع افكار ابنه لان للسن دور كبير لان الانسان كلما كبر يصير صبره قليل أو بالاحرى لا يتبقى له الوقت لمجاراة المتطلبات المعنوية لابناءه لا يمكنني ان اتحدث عن سعادة الاب مع ابناء في ظل فارق كبير في سن لان الاب عندما يكون الفارق شاسع بينه و بين ابناءه لا تكون العلاقة متفتحة و لا اقصد منحلة وانما متفتحة لان الاب عندما يكون فارق السن صغيرا يجارى عقلية ابناءه و عندما يكبر و يشيخ و يسهل على الابناء مجارات والدهم لذا فإن فارق السن هو الذي يتحكم في خلق السعادة بين الاب و الابناء

السعادة <---------------------------------فارق السن------------------------------> التعاسة

كلما قل الفارق كلما كبر الفارق

2- المحيط الخارجي

إن كلما ذكرناه في المحيط الداخلي فهو يمهد لما يوجد في المحيط الخارج اذ ان للمحيط الداخلي انعكاس على سلوكيات الانسان في محيطه الخارج سواء في العمل او مع اصدقائه أو مع سكان او مع المجتمع بصفة عامة اذ بتلقائية و عفوية تترجم الى سلوكيات وازنة في سيرورة تعايش الانسان مع محيطه لاسيما عندما يصلح الانسان بينه و بين ربه و نفسه يسهل كل شيء في سبيل الدفر بالسعادة المثالية

و في الختام اشير ان شخصية الانسان تنبع من ايامه و سنينه و تتحكم فيها كيفية النظر الى الاشياء و كيفية تفسير الوقائع التي تتراكم في مفكرته لتخرج لنا بالخبرة و هذه الخبرة تبلور حياة الانسان بل تتحكم له في السعادة و قد تهوي به في التعاسة لذا ليس العيب في الفشل و لكن العيب هو ان تستسلم للفشل وجه نفسك و اختلي بها وابحث لنفسك عن المبتغى انذاك قد رسمت الطريق و المراد في القمة ربما قد تجد الباب موصدا لكن عليك اختراقه و الالف يبدأ بخطوة و الخطوة تبدأ بحركة تأمل و عش على الامل

فالليل بداية النهار و الشتاء بداية المصيف و الامل بداية النجاح و الصبر بداية الفرج لا تدع اليأس يتملكك ليس العيب بانك لم تصل الى المبتغى ولكن العيب هو انعدام المبتغى اجعل لحياتك و اجعل لحياتك نظاما تمشي عليه حاول لابأس ان كانت خطوة للوراء او خطوتين من اجل دفعت قوية ستجد في طريقك اشواك و تبصر في صراطك عراقيل فلا تدع العراقيل تزيلك من فوق البساط ستسقط تم تقع وتسقط تم تزل ولكن لا تخرج الطريق فهي هدفك في الحياة و خلاصك الى السعادة اتبع ما قد سلف لربك عليك حقا و لنفسك عليك حقا و لأهلك عليك حقا نسق بما لك وما عليك وستنجح

اتمنى بأن اكون قد وفقت في ما أصبو اليه الا وهو النجاح في الوصول الى السعادة المثالية.








/////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
[
خلاصة

بسم الله الرحمن الرحيم
فى الحقيقه هذا الحديث من اكثر الاحاديث دراسه وتعمقا وفهما محبه فى قلبى
واحب ان انشر تفسيره البسيط لاحبابى
وان شاء الله ينال اعجابكم
يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت, واتبع السيئه الحسنه تمحها ,وخالق الناس بخلق حسن )
الدرس الاول : علاقه الانسان بربه عز وجل
والدرس الثانى :علاقه الانسان بنفسه
والدرس الثالث : علاقه الانسان باخوه الانسان
يقول الرسول فى الحديث اولا اتق الله حيثما كنت وهذا يبين لنا ان التقوى هى علاقه العبد بربه ولما عرف العلماء التقوى قالوا
(ان يجدك الله حيث امرك , ويفتقدك حيث نهاك ) فلابد للانسان ان يعلم ان الله عز وجل عليم قدير حكيم يعلم السر واخفى فى كل وقت وفى كل مكان جل وعلا
ثانيا علاقه الانسان مع نفسه يقول فى الحديث واتبع السيئه الحسنه تمحها يبين الرسول صلى الله عزوجل ان وقوع الانسان فى المعصيه ليس نهايه الطريق فاذا ما تاب الانسان واسترجع وعلم انه مذنب وباشر فى فعل الخيرات بعد السيئات فان الله يمحو السيئات ويقبل التوب
ولكن هذا ليس معناه ان الانسان ياخد هذا القول بابا فى فعل المنكر ,لا انما المقصود فى اتباع السيات بالحسنات يعنى التوبه الصادقه ان شاء الله
والدرس الاخير كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وخالق الاناس بخلق حسن هو علاقه المسلمين ببعض وكما جاء فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( احب الناس الى الله انفعهم للناس ,واحب الاعمال الى الله سرور تدخله على مسلم او تكشف عنه كربه او تقضى عنه دينننن ولان امشى مع اخى المسلم فى حاجته احب الى من اعتكف فى المسجد النبوى شهرا ومن مشى فى حاجه اخيه المسلم حتى يقضيها له ثبت الله اقدامه يوم تزول الاقدام ) او كما قال النبى صلى الله عليه وسلم

اخوانى فى النهايه ارجو ان تعم الفائده والبركه ان شاء الله
ا
غزه العزه
///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

إضافات للشرح على الرابط التالي.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
زهرة المنتدى