27.06.2013
10:18:16
يسيء جميعُ الأطفال التصرُّفَ في بعض الأحيان، ولكنَّ الاضطرابات السلوكية تتجاوز مجرَّد الأذى والتمرُّد، فيحصل عندَ الطفل أو المراهق الذي يعاني من اضطراباتٍ سلوكيةٍ نمط من السلوك العدائي أو العدواني أو الفوضوي لأكثر من ستَّة أشهرٍ. ويمكن أن تشملَ علامات التحذير ما يلي: • إيذاء أو تهديد الآخرين أو الحيوانات الأليفة. • تخريب أو تدمير الممتلكات. • الكذب أو السرقة. • الأداء السيِّئ في المدرسة، والهروب منها. • التدخين في سنٍّ مبكَّرة أو شرب الكحول أو تعاطي المخدِّرات. • النشاط الجنسي المبكِّر. • نوبات من الغضب والجدال المتكرِّر. • العِداء الثابت تجاه الجهات المسؤولة. يكون الأطفالُ الذين يعانون من اضطراباتٍ سلوكية أكثرَ عرضةً للفشل في المدرسة ولمشاكل الصحَّة النفسيَّة وحتَّى للانتحار. ويمكن للجلسات العلاجية أو للعلاج العائلي مساعدة الأهل في تعليمهم كيفية تعزيز ووضع الحدود.
مقدِّمة
تُعرف اضطراباتُ نقص الانتباه والسلوك المؤذي عادةً بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال. وتتمثَّل الاضطراباتُ السلوكية عند الأطفال بحدوث نمطٍ من السلوك العدائي أو العدواني أو المؤذي عندَ الطفل أو المراهق لأكثر من ستَّة أشهرٍ. تتجاوز الاضطراباتُ السلوكية مجرَّد الأذى والتمرُّد؛ فهي تختلف كثيراً عن السلوك الملاحظ عادةً عند أطفالٍ في سنٍّ أو مرحلةِ نموٍّ مماثلةٍ. يكون الأطفالُ الذين يعانون من مشاكل سلوكيةٍ خطرةٍ ومتواصلةٍ أكثرَ عرضةً للفشل في المدرسة، ولغيرها من مشاكل الصحَّة النفسيَّة، وحتَّى للانتحار، ولكن المساعدة متوفِّرة. يستعرض هذا البرنامجُ التثقيفي المعلومات المتعلِّقة بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال، حيث يناقش بعضَ الاضطرابات السلوكية الأكثر شيوعاً عند الأطفال وخيارات العلاج.
الاضطراباتُ السلوكية عند الأطفال
يسيء الأطفالُ التصرُّفَ، فهذا جزءٌ من نموِّهم؛ إلاَّ أنَّ الاضطرابات السلوكية تتجاوز مجرَّد الأذى والتمرُّد البسيط. يحدث عندَ الطفل أو المراهق الذي يعاني من اضطراباتٍ سلوكيةٍ نمطٌ من السلوك العدواني أو العدائي أو المؤذي، والذي ينبغي أن يدومَ لأكثر من ستَّة أشهرٍ كي يُعدُّ اضطراباً سلوكياً. يمكن أن يُظهِرَ الأطفالُ الذين يعانون من اضطراباتٍ سلوكيةٍ علامات تحذيرية معيَّنةٍ، والتي قد تشمل ما يلي:
تخريب أو تدمير الممتلكات.
إيذاء أو التهديد بإيذاء أنفسهم أو الآخرين أو الحيوانات الأليفة.
إظهار العداء تجاه رموز السلطة.
إحداث نوبات غضب ومجادلات.
تشمل العلاماتُ الأخرى التي تشير إلى أنَّ الطفل يعاني من اضطراباتٍ سلوكية ما يلي:
النشاط الجنسي المبكِّر.
التدخين في سنٍّ مبكِّرةٍ أو شرب الكحول أو تعاطي المخدِّرات.
الكذب أو السرقة.
الأداء السيِّئ في المدرسة أو الهروب منها.
تشمل اضطراباتُ نقص الانتباه والسلوك المؤذي ما يلي:
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط.
اضطراب التَّصَرُّف.
اضطراب التحدِّي والمعارضة.
تستعرض المقاطع التالية كلاًّ من هذه الأنواع.
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط
اضطِرابُ نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط
هو اضطرابٌ شائعٌ في الطفولة، يجعل من الصعب على الطفل التركيز والانتباه. يمكن للأطفال الذين يعانون من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط أن يكونوا مفرطين في النشاط، أو يمكن أن يجدوا صعوبةً في الصبر والتحمُّل. كما يجعل هذا الاضطرابُ من الصعب على الطفل أن يُظهِر أداءً جيِّداً في المدرسة، أو أن يُحسنَ التصرُّف في المنزل. إنَّ التعرُّفَ إلى أعراض اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط يمكن أن يساعدَ الأهل على إدراك أنَّ قلَّةَ تركيز الطفل أو نشاطه المفرط قد يكونان من علامات الاضطرابات السلوكية. تُصنَّف أعراضُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط إلى ثلاث مجموعات، وهي: قلَّة الانتباه، والنشاط المفرط، والاندفاع. وتشمل كلُّ فئةٍ أعراضاً فريدةً من نوعها خاصَّة بها. تشمل أعراضُ قلَّة الانتباه ما يلي:
تجنُّب المهام التي تتطلَّب تركيزاً.
تشتُّت الانتباه بسهولة.
صعوبة في اتِّباع الإرشادات والتعليمات.
عدم الإصغاء جيِّداً وصعوبة تذكُّر الإرشادات.
تشمل أعراضُ النشاط المفرط ما يلي:
صعوبة في الاستمرار في الجلوس لأكثر من فترةٍ وجيزةٍ.
الإفراط في التململ والتلوِّي، والذي يُعرف باسم التململ الحركي أيضاً.
الركض كثيراً.
تشمل أعراضُ الاندفاع ما يلي:
التفوُّه بتعليقات غير لائقة من دون تفكير.
صعوبة في انتظار دورهم.
مقاطعة الآخرين.
الدخول في مخاطر لا داعي لها، والتي قد تسبِّب إصابات.
التحدُّث دون توقُّف.
اللمس واللعب بكلِّ ما يقع عليه نظرهم.
تحدث عندَ بعض الأطفال الذين يُعانون من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط جميعُ أعراض هذا الاضطراب، بالإضافة إلى قلَّة الانتباه والنشاط المفرط والاندفاع. ولكن قد يعاني بعضُهم من أعراضٍ أكثر لقلَّة التركيز، والبعض الآخر من أعراضٍ أكثر للنشاط المفرط. توجد ثلاثةُ أنواعٍ من اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط:
نشاط مفرط في الغالب.
قلَّة انتباه في الغالب.
مزيج من النوعين.
يعتمد التشخيصُ لهذه الأنواع المختلفة على الأعراض التي تظهر على الشخص. يمكن أن يشكِّلَ تشخيصُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط تحدِّياً؛ حيث لا يمكن الاشتباهُ بوجود هذا الاضطراب إذا لم يُظهِر الطفل أعراض النشاط المفرط. وفي غالب الأحيان، هناك احتمالٌ أكبر لتشخيص الأطفال الذين لديهم نشاط مفرط باضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط، بينما لا يُشتبه بوجود هذا الاضطراب عندَ الأطفال الذين لديهم قلَّة انتباه، ولكن ليس لديهم نشاط مفرط.
اضطرابُ التصرُّف
اضطراب التصرُّف هو اضطرابٌ سلوكي آخر يحصل خلال الطفولة؛ فلا يشعر الأطفال المصابون باضطراب التصرُّف إلاَّ بتعاطفٍ أو حرصٍ قليلٍ تجاه مشاعر الآخرين. كما يمكن أن يسيؤا فهمَ تصرُّفات أو أهداف الآخرين على أنَّها عدائية أو مهدِّدة، وبذلك يمكن أن يستجيبوا بعدوانية. يمكن أن يبدأ اضطرابُ التصرُّف بالظهور في مراحلَ مبكِّرةٍ، كمرحلة ما قبل المدرسة، ولكن تبدأ الأعراضُ الهامَّة بالظهور في منتصف مرحلة الطفولة وحتَّى منتصف سنِّ المراهقة عادةً. تقلُّ أعراضُ اضطراب التصرُّف لدى بلوغ معظم الأطفال والشباب سنَّ الرشد. أمَّا إذا استمرَّت هذه الأعراضُ بالظهور حتَّى سنِّ الرشد، فيؤدِّي هذا السلوك إلى تشخيص إصابتهم باضطراب الشَّخصِيَّة المُعادِيَة للمُجتَمَع. يمكن أن تشمل أعراضُ اضطراب التصرُّف ما يلي:
العدائية تجاه الأشخاص والحيوانات.
تدمير الممتلكات.
التضليل أو الكذب أو السرقة.
حدَّة طبع ونوبات غضب وتهوُّر.
غياب أي شعور بالندم أو بالذنب.
إيذاء النفس.
خرق القوانين بصورةٍ خطرةٍ ومتكرِّرةٍ.
يكون أكثر ما يدعو للقلق عادةً هو السلوكُ العدواني المرتبط باضطراب التصرُّف؛ فقد يقوم الطفلُ الذي يعاني من اضطراب التصرُّف بالاسترجال على الآخرين أو بتهديدهم أو بتخويفهم، كما يمكن أن يتصرَّفَ بوحشيةٍ تجاه الأشخاص أو الحيوانات. يقوم الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التصرُّف بالبدء بشجاراتٍ، كما يمكن أن يستخدموا الأسلحةَ أو أن يجبروا أحداً على ممارسة النشاط الجنسي. كما يمكن أن يتصرَّف الطفلُ الذي يعاني من اضطراب التصرُّف بقلَّة أمانةٍ أيضاً، فالكذبُ هو من الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب. وقد يكذب الأطفالُ للحصول على أغراضٍ أو خدماتٍ من الآخرين. كما يمكن أن يسرقوا من المتاجر أو من أصدقائهم وأفراد عائلتهم، أو حتَّى من الغرباء. من الصعب التعاملُ مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب التصرُّف عادةً، بسبب عدم اهتمامهم بمشاعر الآخرين؛ فقد لا يحاولون إخفاء عدوانهم، ويجدون صعوبةً في تكوين صداقاتٍ حقيقيةٍ مع أشخاصٍ يهتمُّون بهم وبسلامتهم عادةً. تدميرُ الممتلكات هو عرضٌ آخر من أعراض اضطراب التصرُّف؛ فقد يُقدِم الأطفالُ على إشعال الحرائق بنيَّة إحداث الضرر. كما قد تحدث أشكالٌ أخرى من التخريب، مثل كسر النوافذ أو رشِّ رذاذ الدهان على الممتلكات. يعصي الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التصرُّف القواعدَ في المدرسة أو في المنزل عادةً، وهذا يشمل التأخُّر خارجَ المنزل إلى ما بعد الوقت المسموح، بالرغم من منعه منعاً باتاً من قبل الأهل. ويمكن أن يتغيَّبَ الطفلُ عن المدرسة أو أن يهرب من المنزل. يترافق اضطرابُ التصرُّف باضطِراب نَقصِ الانتِباه مَعَ فَرطِ النَّشَاط غالباً، والذي قد يسهم في حدوث تقلُّبات مزاجية واضطراب القلق.
اضطراب التحدِّي والمعارضة
من الممكن إيجاد صعوبة في التفريق بين طفلٍ عنيدٍ وطفلٍ يعاني من اضطراب التحدِّي والمعارضة. يمكن أن يبدو الأطفالُ الذين يعانون من اضطراب التحدِّي والمعارضة وَقِحين أو غاضبين أو صبيانيين بشدَّة؛ فهم يلفتون الأنظار من خلال المبالغة في ردَّة الفعل تجاه مشاكل بسيطةٍ. وإذا كان هذا هو حالُ كثيرٍ من الأطفال، يمكن حينئذٍ إدراك مدى صعوبة تشخيص اضطراب التحدِّي والمعارضة. قد تساعد معرفةُ أعراض اضطراب التحدِّي والمعارضة على تحديد ما إذا كان سلوكُ الطفل طبيعياً لسنِّه، أو إذا كان وجود اضطراب سلوكي هو سبب هذا السلوك. تشمل أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة ما يلي:
الإفراط في الجدال مع البالغين.
الغضب والاستياء بشكلٍ متكرِّرٍ.
نوبات غضب متكرِّرة.
رفض الامتثال للبالغين.
تحدِّي وخرق القواعد بانتظام.
استخدام عبارات لئيمة وكريهة عندَ الاستياء.
وقد تشمل أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة ما يلي أيضاً:
الشعور بالحساسية المفرطة والانزعاج بسهولة من الآخرين.
إلقاء اللوم على الآخرين نتيجة الأخطاء أو سوء التصرُّف.
محاولات متعمَّدة لإزعاج أو إغضاب الآخرين.
سلوك حاقد وسعي للانتقام.
تظهر أعراضُ اضطراب التحدِّي والمعارضة عادةً في بيئاتٍ مختلفة، ولكن قد تكون هذه الأعراضُ ملحوظة أكثر عندما يكون الطفل في المنزل أو في المدرسة؛ فهذه هي الأماكن حيث توجد رموز سلطة وقواعد ثابتة. يتطوَّر اضطرابُ التحدِّي والمعارضة عادةً إلى جانب اضطراب النشاط المفرط والتقصير في الانتباه.
الأسباب
من غير المعروف سببُ الاضطرابات السلوكية عندَ الأطفال. ولكن، يُعتقد أنَّ العواملَ البيولوجية والنفسية والاجتماعية هي المسؤولة. على الرغم من أنَّ السبب الدقيق للاضطرابات السلوكية عندَ الأطفال غير معروف، إلاَّ أنَّه توجد أشياء مشتركة كثيرة بين الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات السلوكية. فعلى سبيل المثال، يجري تشخيصُ إصابة الفتيان باضطراب السلوك المؤذي أكثر من الفتيات. وتحصل الاضطراباتُ السلوكية في أكثر الأحيان عندَ الأطفال الذين يعاني أحد ذويهم على الأقل من اضطرابات مزاجية أو اضطراب تعاطي المخدِّرات. في غالب الأحيان، تُلاحَظ اضطراباتُ التصرُّف في الأطفال الذين تعرَّضوا لما يلي:
سوء معاملة الأطفال.
نزاعات عائلية.
خلل جيني.
مشاكل تعاطي المخدِّرات عند الآباء أو الأمَّهات.
الفقر.
تشير بعضُ الدلائل إلى أنَّ الاضطرابات، مثل اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط، تحصل بسبب عوامل بيئيةٍ. وتشمل بعضُ الأسباب المحتملة ما يلي: التعرُّض لمادَّة الرصاص الموجودة في الطلاء، والتدخين، وشرب الكحول خلال الحمل، وبعض المُضافات الغذائية مثل الملوِّنات الاصطناعية. ولكن يجب القيامُ ببحوث أكثر قبل أن يتمكَّن العلماءُ من التأكيد على سبب الاضطرابات السلوكية.
التشخيص
من الصعب تشخيصُ الاضطرابات السلوكية، والسببُ هو أنَّ الكثير من الأطفال يكونون كثيري التحدِّي وكثيري النسيان ومندفعين من وقتٍ إلى آخر. يتغيَّر تعريفُ السلوك "الطبيعي" للطفل بصورةٍ دائمةٍ؛ حيث إنَّ ما تراه عائلة ما سلوكاً طبيعياً للطفل، قد لا تراه كذلك عائلةٌ أخرى. يعتمد ما هو "طبيعي" على عوامل، مثل العِرق والإثنية العرقية والجنس والمستوى الاقتصادي إلى حدٍّ كبيرٍ، الأمر الذي يجعل من الصعب تشخيص حالات الاضطراب السلوكي. كما أنَّ مسألةَ اعتبار سلوك الطفل طبيعياً أم لا تعتمد على ما يلي من الأمور الخاصَّة بالطفل:
السن.
النمو النفسي والعاطفي.
النمو الفكري.
الشخصية.
النمو الجسدي.
للحصول على تشخيصٍ لاضطراب سلوكي، لابدَّ من ظُهور الأعراض عندَ الطفل لمدَّة ستَّة أشهر أو أكثر. ولابدَّ أن يكونَ مستوى خطورة هذه الأعراض أكثر من المستوى الذي يُعدُّ طبيعياً عند أطفالٍ آخرين في السنِّ نفسها، ويجب أن تحدث في أكثر من موقع. كما أنَّه لابدَّ من تدخُّل هذا الاضطراب بالحياة اليومية بشكل كبيرٍ. لا يوجد اختبارٌ واحد يمكن من خلاله تشخيص إصابة الطفل بالاضطراب السلوكي. ولكن بدلاً من ذلك، يجب على اختصاصيي الصحَّة المجازين جمع معلوماتٍ عن سلوك وبيئة الطفل، وهذا ما يقوم به عادةً أختصاصيو الصحَّة النفسية. يحاول اختصاصيو الصحَّة النفسية أوَّلاً استبعادَ احتمالات أخرى للأعراض الظاهرة على الطفل؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبِّب بعضُ الحالات أو الأحداث أو الأوضاع الصحِّية سلوكاً مؤذياً مؤقَّتاً عند الطفل. في بعض الأحيان، يُجرى فحصٌ جسدي وفحص الدم لتحديد ما إذا كانت أعراضُ الاضطراب السلوكي ناجمةً عن ظرفٍ صحِّيٍ آخر. وفي حالاتٍ نادرةٍ، يمكن إجراءُ فحص للدماغ لاستبعاد وجود اضطرابات أخرى. كما يقوم الاختصاصيُّون بالتحقُّق من سجلاَّت المدرسة والسجلاَّت الطبِّية لمعرفة ما إذا كان يبدو أنَّ ظروف الطفل المنزلية أو المدرسية مجهدة أو مضطربة على نحوٍ غير عادي. كما يقومون بجمع المعلومات من أهل الطفل ومعلِّميه. يجري تشخيصُ إصابة الطفل باضطراب سلوكي إذا كانت المعلوماتُ التي يجري جمعُها مستوفيةً لمعايير اضطراب محدَّدٍ.
المعالجة
تعتمد معالجةُ الاضطراب السلوكي على نوع ومدى شدَّة أو خطورة الاضطراب. ويتكوَّن العلاج من علاجٍ بالتكلُّم أو التخاطب أو علاجٍ بالأدوية أو كليهما. خلال العلاج بالتكلُّم، يتعلَّم الطفلُ كيفية تأثير الاضطراب السلوكي في أفكاره وسلوكه ومزاجه ومشاعره. ويمكن تضمينُ التدريب على المهارات الاجتماعية لمساعدة الطفل على تعلُّم كيفية التعامل بإيجابيةٍ أكثر مع الأقران والبالغين. هناك العديدُ من الأنواع المختلفة للعلاج بالتكلُّم. ويمكن للجهة التي تقدِّم الرعايةَ المساعدة على اتِّخاذ القرار حول أفضل نوع للعلاج بالتكلُّم للطفل. يمكن استخدامُ العديد من الأدوية لمعالجة أعراض اضطراب التصرُّف واضطراب التحدِّي والمعارضة واضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط. يمكن معالجةُ اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط بالأدوية عادةً، مثل الميثيلفينيدات أو الديكستروأمفيتامين، وهي منبِّهات تقلِّل من الاندفاع والنشاط المفرط وتزيد من الانتباه. وفي بعض الحالات، قد يجري استخدامُ المنبِّهات لعلاج اضطراب التصرُّف واضطراب التحدِّي والمعارضة. يمكن استخدامُ أدوية أخرى لعلاج اضطرابات السلوك المؤذي واضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط . وينبغي التحدُّثُ مع الجهة التي تقدِّم الرعاية للطفل لمعرفة المزيد عن الأنواع المختلفة للأدوية. يتَّفق معظمُ الخبراء على أنَّه لا ينبغي أن يقتصر علاجُ هذه الاضطرابات على الأدوية وحدها، حيث يجب أن يشمل العلاج شكلاً من أشكال العلاج بالتكلُّم والتدبير السلوكي. في غالب الأحيان، يكون علاجُ الاضطراب السلوكي الأكثر نجاحاً عند إشراك عائلة الطفل، حيث يمكن أن يتعلَّم الأهلُ وأفراد الأسرة تقنيات تساعدهم في تدبير مشكلة سلوك طفلهم.
الخلاصة
تُعرَف اضطرابات نقص الانتباه والسلوك المؤذي عادةً بالاضطرابات السلوكية عند الأطفال. الاضطرابات السلوكية عند الأطفال هي حدوث نمطٍ من السلوك العدائي أو العدواني أو المؤذي عند الطفل أو المراهق لأكثر من ستَّة أشهرٍ.
تشمل اضطرابات نقص الانتباه والسلوك المؤذي ما يلي:
اضطِراب نَقصِ الانتِباهِ مَعَ فَرطِ النَّشاط.
اضطراب التصرُّف.
اضطراب التحدِّي والمعارضة.
ومن غير المعروف سببُ الاضطرابات السلوكية عند الأطفال. ولكن، يُعتقد أنَّ العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية هي المسؤولة. للحصول على تشخيصٍ للاضطراب السلوكي، يجب أن تظهرَ الأعراض على الطفل لمدة ستَّة أشهر أو أكثر. كما يجب أن تكونَ هذه الأعراض أشدَّ أو أكثر خطورة من تلك التي تظهر على أطفالٍ آخرين من السن نفسها. يعتمد علاجُ الاضطراب السلوكي على نوع وخطورة الاضطراب. ويشمل العلاج عادةً العلاج بالتكلُّم أو العلاج بالأدوية أو مزيجاً من الاثنين. ويمكن للخيارات السيِّئة أن تصبح عاداتٍ تدوم لمدى الحياة. لذلك، يجب استشارةُ الجهة التي تقدِّم الرعاية على الفور في حال الشكِّ بوجود اضطراب سلوكي.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــول للأمانــــــــــــــــــــــــــــــــــة