[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مقدمة :
عندما نتحدث عن مشكلات أي نظام تربوي , ينطلق الحديث من مدخلين رئيسين , الأول يتعلق بمشكلات التنمية البشرية بشكل عام والتي ترتكز على النظام التعليمي كأحد مدخلات التنمية , والثاني يتعلق بمشكلات العملية التعليمية , ولنا أن نظر في أنظمتنا التعليمية إلى أي حد ساهمت في مخرجات التنمية البشرية , والى أي مدى يساهم التعليم في إخراج طالب لديه القدرة على النجاح في الحياة , لازالت مدارسنا تتسابق على إعداد الطالب للفوز بأكبر قدر من الدرجات , (من نجومية الحياة إلى نجومية الدرجات) , وتركز على الجوانب المعرفية دون التربوية , أم ما يتعلق بمشكلات العملية التعليمية فلنا أن نلاحظ كم طالب تسرب من الدراسة بسبب سوء المعاملة والتعسفية ,وهل المجتمع الدراسي لدينا مجتمع يساعد على تكيف الطالب اجتماعيا , وهل مناهجنا تراعي نواحي الإبداع والتفوق في شتى المجالات أم تركز على مجالات محدودة , هل نظامنا التعليمي ساعد في إكساب الطالب بعض المهارات الاجتماعية والمهنية وأساليب حل المشكلات ,أم ساهم في ارتفاع نسبة البطالة التي يرفضها القطاع الخاص لأنها لا تمتلك المهارات العملية والفنية ولأن الطالب غير مؤهل , ولا يملك سوى معلومات مجردة عن الواقع الذي يعيشه ، هذه التساؤلات ليست نقدية لنظام يزخر بالعديد من الإيجابيات ولكن انطلاقا من تركيزنا على المشكلات , وفي توجه نسعى فيه دائما لتفعيل الجوانب التربوية والنفسية التي تساهم في تنمية كفاءة الطالب نفسيا واجتماعيا ومعرفيا ودينيا , ومن هذا المنطلق يعد التركيز في هذه الورشة على فهم بعض الجوانب النفسية المهمة التي نتطلع من المرشد المدرسي أن يفهمها ويتقنها وينقلها بالتعليم والتدريب لبقية المجتمع المدرسي , ومن هذه المفاهيم التي سوف نتطرق لها في هذه الورشة بالعرض والتدريب مفاهيم حديثة في علم النفس والتربية ومنها مفهوم الذكاءات المتعددة التي ينبثق منها الذكاء الوجداني والعاطفي ,وهذا بدوره يحتوي على أهم خاصيتين من خصائص المرشد الفاعل , المهارات الاجتماعية , والمشاركة الوجدانية , وهذه الخاصيتين رغم أنها أدوات مهنية إلا أنها ترسي على الإرشاد سمة الفنية ومهنة المساعدة والإنسانية
مدخل شامل :
سيطر مفهوم معامل الذكاء IQ فترة من الزمن ولازال يسيطر على العديد من التطبيقات التربوية ,ويعتبر الذكاء من أكثر المفاهيم أو المصطلحات شيوعا في علم النفس ,بيد أنه من في الوقت نفسه من أصعبها تحديدا وتعريفا بشكل أجرائي , وقد ترتب على الغموض في هذا المفهوم انتشار العديد من التعريفات التي تحاول الاقتراب منه , والاختلاف لا يشمل التعريفات بل يشمل قياسه وتحديد طبيعته , ومن ضمن التعريفات :
هو القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة
هو القدرة على التفكير المجرد
هو القدرة على التعلم
هو قدرة معرفية فطرية
هو قدرة الفرد على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب
هو القدرة على على الإفادة من الخبرة واستخدام التعلم في مواقف جديدة
ولو ناقشنا كل تعريف على حدة أو تعريف للذكاء سنجد العديد من العيوب في التعريفات التي يعرف بها الذكاء , إلا أن المشتغلين في التربية يعرفون أن المفهوم الشائع في الاستخدامات التربوية للذكاء أن الأحكام التي تطلق على الطلاب داخل المدارس هي الأحكام المبنية على النجاح في المواد الدراسية وكلما كان الطالب متفوق في المواد الرياضية واللغوية يوصف بالذكاء , وهناك العديد من التربويين ينتقدون هذا المفهوم المبتسر للذكاء في تجاهله للعديد من القدرات الإنسانية والإبداعية المختلفة والتي ليس بالضرورة أن يصاحبها تفوق في النواحي الرياضية مثلا , عدم اقتناع كثير من علماء النفس بفكرة الذكاء الموحد كما هو عند (ثرستون Thurston ) (جيلفورد Guilford ) ما حدا بهم للحديث عن مفاهيم جديدة للذكاء تراعي القدرات المختلفة وهذا المفهوم هو مفهوم الذكاءات المتعددة, أيضا ظهر مفهوم الذكاءات المتعددة التطور العلمي في علم النفس العصبي والمعرفي 0
من العيوب التي يوجهها أصحاب التوجه الجديد لمفهوم الذكاء التقليدي ,العمر العقلي على العمر الزمني ضرب 100 هو أن:
هذا المعامل لا يقيس إلا القدرة المنطقية واللغوية , وهذا الاختبار يتنبأ بالنجاح في التحصيل الدراسي ولكن لا يتنبأ بالنجاح في الحياة
الذكاءات المتعددة :
يقترح قاردنر Gardner مقاربة جديدة للذكاء مختلفة عن المقاربة التقليدية المعروفة بمعامل الذكاء IQ وهي مقاربة مبنية على تصور جذري للذهن وتقود إلى مفهوم تطبيقي جديد ومختلفة للممارسات التربوية والتعليمية في المدرسة , يتعلق الأمر بتصور تعددي للذكاء ,تصور يأخذ بعين الاعتبار مختلف أشكال النشاط للإنسان ,وهو تصور يعترف باختلافاتنا الذهنية وبالأساليب المتناقضة في الذهن البشري ومن أنواع الذكاءات المتعددة
1- الذكاء اللغوي ( السهولة في إنتاج اللغة والإحساس بالفرق بين الكلمات وترتيبها وإيقاعها , أصحاب هذا الذكاء من المتعلمين يحبون القراءة والرواية والقصة كما أن لهم القدرة على تذكر الأسماء والتواريخ والأشياء)
2- الذكاء المنطقي الرياضي : لهم القدرة على الاستنتاج والاستنباط والقدرة على فهم الرسومات البيانية والعلاقات التجريدية , ويتمتعون بحل المشكلات
3- يتضمن هذا الذكاء استعمال الجسم لحل المشكلات والقيام ببعض الأعمال والتعبير , هؤلاء يتفوقون في الأنشطة البدنية وفي التنسيق بين المرئي والحركي وعندهم ميول للمس الأشياء والحركة , نجد هذه القدرة عند الممثلين والرياضيين والجراحيين والمقلدين والموسيقيين والراقصين
4- الذكاء البصري الفضائي : القدرة على خلق تمثلات مرئية للعلم وتكييفها ذهنيا وبطريقة ملموسة , إن المتعلمين الذين يتجلى لديهم هذا الذكاء محتاجون لصورة ذهنية أو ملموسة لفهم المعلومات الجديدة , كما يحتاجون معالجة الخرائط الجغرافية , واللوحات والجداول وتعجبهم العاب المتاهات والمركبات , ومتفوقين في الرسم
5- الذكاء التفاعلي : ويعني القدرة على العمل بفاعلية مع الآخرين وفهمهم وتحديد أهدافهم وحوافزهم ونواياهم إن المتعلمين الذين لهم هذا الذكاء يجدون ضالتهم في العمل الجماعي ولهم القدرة على لعب دور والتنظيم والتواصل والوساطة والمفاوضات , نجد هذا الذكاء عند المعلمين والأطباء والمستشارين والسياسيين والزعماء الدينين
6- الذكاء الذاتي : يتضمن هذا الذكاء القدرة على فهم الفرد لانفعالاته وأهدافه ونواياه , إن المتعلمين الذين يتفوقون في هذا الذكاء يتمتعون بإحساس قوي بالذات ولهم ثقة كبيرة بالنفس ولهم احساسات قوية بقدراتهم الذاتية ومهاراتهم الشخصية يبرز هذا الذكاء لدى الحكماء والفلاسفة والأطباء النفسانيين والزعماء 0
7- الذكاء الطبيعي : يتضمن هذا الذكاء القدرة على فهم الكائنات الطبيعية من نباتات وحيوانات والأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية ويحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة الكائنات الحية
الذكاء الوجداني :
يعتبر مفهوم الذكاء الانفعالي أو الوجداني مفهوما حديثا على التراث السيكولوجي , وما زال يكتنفه بعض الغموض , حيث انه في منطقة تفاعل بين النظام المعرفي والنظام الانفعالي , والتعريفات التي تعرف الذكاء الانفعالي انقسمت إلى قسمين :
الأول : أكثر تحفظا ويعرف الذكاء الوجداني بأنه القدرة على فهم الانفعالات الذاتية والتحكم فيها وتنظيمها وفق فهم انفعالات الآخرين والتعامل في المواقف الحياتية وفق ذلك , فيعرفه Mayer&salovey ,1990 بأنه القدرة على فهم الانفعالات الذاتية للآخرين وتنظيمها للرقي بكل من الانفعال والتفكير , ويشير سالوفي Salvey بان الذكاء الانفعالي يميز الأفراد الذين يحاولون التحكم في مشاعرهم ومراقبة مشاعر الآخرين وتنظيم انفعالاتهم وفهمها ,ويمكنهم ذلك من استخدام استراتيجيات سلوكية للتحكم الذاتي في المشاعر والانفعالات ويشير سالوفي بان مرتفعي الذكاء الانفعالي يحتمل أن يكون لديهم القدرة على مراقبة انفعالاتهم ومشاعرهم والتحكم فيها والحساسية لها وتنظيم تلك الانفعالات وفق انفعالاتهم ومشاعر الآخرين
الثاني : يعرف الذكاء الانفعالي بأنه مجموعة من المهارات الانفعالية والاجتماعية التي يتمتع بها الفرد واللازمة للنجاح المهني وفي الحياة 0 ويعطي Golman 1995 مجموعة من المهارات الانفعالية والاجتماعية تميز مرتفعي الذكاء الانفعالي وتشمل ,الوعي الذاتي ,والتحكم في الاندفاعات ,والمثابرة ,والحماس والدافعية الذاتية ,والمشاركة العاطفية ,والمهارات الاجتماعية ,وأن انخفاض تلك المهارات ليس في صالح الفرد أوفي نجاحه المهني
- أهمية الذكاء الوجداني:
مهم للنجاح في الحياة , والمهنة ,والصحة النفسية وكما تحدث (جولمان) بأن الصحة الوجداني تنبئ بالنجاح في الدراسة ,والعمل , والزواج , والصحة الجسمية , وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الذكاء الوجداني يتنبأ بـ 80 % من نجاح الإنسان في الحياة
المراجع :
1 - صفاء الأعسر وعلاء الدين كفافي(2000) الذكاء الوجداني دار قبا ,القاهرة
2- عبد الهادي عبده وفاروق عثمان(2002) القياس والاختبارات النفسية دار الفكر العربي0القاهرة
3- فهد العرجي (2003) المهارات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية مكتبةالمتنبي,الدمام
4- أحمد المضحي (1424) فاعلية برنامج إرشادي في تنمية المهارات الاجتماعية لدى عينة من من تلاميذ المرحلة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم 0 رسالة ماجستير غير منشورة ,كلية التربية, جامعة الملك سعود, الرياض
5- رؤية جديدة للتعاطف كمرتكز للعملية الإرشادية , اقتباسات متنوعة – جبران يحيى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]