أحمد منصور:
التعليم.
د. طارق السويدان:
التعليم، وعملوا مؤتمرات وطنية لاستراتيجية الدولة كدولة إلى أين سنتجه كدولة وقرروا أن تكون ماليزيا دولة صناعية، هذا القرار تغيرت على أساسه مناهج التربية والتعليم، تغيرت على أساسه البعثات الدراسية، تغيرت على أساسه نظم الهجرة ونظم الاستثمار، وفعلاً خلال 10 سنوات..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
كل الجوانب تخدم على الهدف الذي حددته الدولة.
د. طارق السويدان:
والشيء العجيب أن مناهج التعليم كلها تحولت لخدمة هذا الهدف، النتيجة سنة 95، ماليزيا عاشر دولة صناعية في العالم، وجود رؤية..
أحمد منصور:
خلا عشر سنوات!!
د. طارق السويدان:
خلال عشر سنوات، وجود رؤية واضحة عند القيادة السياسية، أين نريد أن نتجه؟ وبالتالي التعليم هو وسيلة، هو ليس هدف في النهاية هو وسيلة لخدمة الرؤية الاستراتيجية للدولة، ماذا نريد أن نفعل، ماذا نريد أن نصنع بدولنا، أنا أقارن هذا ببعض الخطط الاستراتيجية لبعض الدول العربية، لما تجد خلطة هكذا.. نحن ندرس تخطيط استراتيجي فنجد خلطة، يريدون الدولة أن تكون صناعية وزراعية واستثمارية وسياحية وكذا، الأميركان عندهم مثل يقولون Jack of all trades master of non. الذي يريد أن يعمل كل شيء لن يتقن أي شيء، وهذا الذي حدث معنا، نحن.. نحن.. نحن دولنا ما هي هويتها؟! ما هي الهوية التي نريد أن تصنعها؟ ما هي الرؤية التي نريد أن نحققها وبالتالي ما هو نوع التعليم الذي نريد أن نصل إليه ليحقق رؤيتنا؟
دعني أعطي مثال صغير هنا، الكويت دولة نفطية، أنا أدرس في كلية التكنولوجيا وكنت أدرس مادة نفط وغاز كأحد المواد التي أدرسها أمية نفطية..
أحمد منصور:
عند الطالب.
د. طارق السويدان:
عند الطلبة، يخرجون من الثانوية العامة لا يعرفون هذا البترول ما هو يرون أن أصله حيواني ويرون أن كذا.. وخيالات..
الكويت دولة استثمارية يتخرج الطالب من الثانوية العامة وهو لا يعرف أسس الاقتصاد ولا يعرف كيف يعمل دراسة جدوى أو كيف يقيم ميزانية أو غيرها، إذن ما هو التعليم الذي نريد أن نعطيه لهؤلاء الناس.
أحمد منصور:
يعني التخبط السياسي له دور أساسي في قضية انهيار مستوى التعليم.
د. طارق السويدان:
هذا جانب.
أحمد منصور:
عدم وجود رؤية واضحة للقيادة السياسية ماذا تريد بالضبط لدولتها أيضاً هو أساس في عملية.
د. طارق السويدان:
هذا أساس، والأساس الثاني الجانب الاقتصادي عندما يرى كثير من الناس أنه يتخرج وياخذ شهادات جامعية، ثم –كما تفضلت بالإحصائيات- البطالة الشديدة طب أنا لماذا أدرس هذا الدراسة الطويلة ثم سأتخرج وأجلس!! طب ما أنا من بعد الثانوية ولا حتى من قبل الثانوية اشتغلت مع والدي وربحت لي شوية فلوس ودخلت دخل على الأسرة ويمكن أصل إلى أن أكون من التجار المرموقين، بدون شهادة أو بدون غيرها، هكذا بدأ الطالب في العالم العربي يقيس الأمور لأن الواقع العربي للأسف مرير في هذه المسائل وهذه جزء –أنا في ظني- مما أدى هذه إلى الإحصاءات الخطيرة.
أحمد منصور:
نفس الصورة موجودة حتى في مصر حتى في كثير من الدول العربية الأخرى نجد أن الإنسان اللي معاه حرفة ربما يجني من الدخل أكثر من الدخل من اللي معاه شهادة دكتوراه.
د. طارق السويدان:
أنا أعطيك مثال بسيط، أنا اليوم كان عندي دورة لموظفين الجهات الحكومية، وجئنا حسبنا –عندنا طريقة نحسب- كم دخل الموظف في الساعة؟ طلع دخل الموظف خريج الجامعة اللي اشتغل 5 سنوات.
أحمد منصور:
دا في الكويت طبعاً؟!
د. طارق السويدان:
في الكويت واللى هي تعتبر من الدول الغنية طبعاً، الكويت تعتبر وضعها أحسن بكثير من كثير من الدول قارن هذا بالدول الأخرى وخد على ذلك، طلع دخل هذا الموظف أقل من دخل البنشارشي، فليش يدرس هذه الدراسة الطويلة إذا ما كان سيستثمرها.. ثم ثم كثير منهم يشعر أنه يعمل بلا هدف.
أحمد منصور:
هو فقط من أجل ما يأخذه في نهاية الشهر، كدخل حتى في النفط الذي لا يعلم عنه شيئاً.
د. طارق السويدان:
بالضبط، يعني بالنهاية..، فالمشكلة الحقيقية كبيرة..
أحمد منصور:
الآن دكتور. اتفضل.
د. طارق السويدان:
العفو، هذا المثال اللي على الكويت لو أخذنا الجزائر أو المغرب أو العراق أو مصر أو كذا، ستجد الأحوال أسوأ بكثير، بسبب الوضع الاقتصادي الذي في هذه الدول، فإذا كان هذا هو وضع الكويت وهي دول غنية مهتمة بالتعليم، فما بالك بغيرها!! ولذلك إحنا النقد، الحقيقة ما نريد أن ننقد بلد معين، إحنا قاعد نتكلم عن..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
إحنا بنتكلم عن الواقع بشكل عام، وفق إحصاءات البنك الدولي والأمم المتحدة.
د. طارق السويدان:
بشكل عام، .. واليونسكو.
أحمد منصور:
اليونسكو نعم، وكذلك الإحصاءات الموجودة من بعض الدول لأن الدول لا تنكر هذا الواقع.
د. طارق السويدان:
والحقيقة إحنا إذا ما كنا جريئين في تشخيص المشكلة ومحاولة وضع يدنا على الجرح، الحقيقة مثل هذا الحوار أنا سعيد به جداً، لأن في العالم العربي كأن فيه تغطية لهذه القضية وأنا أعتقد أنه -الله يرضى عليك- يعني فتح هذا الباب..
أحمد منصور [مقاطعاً]:
لكن طب فيه، فيه هنا نقطة.. نقطة هامة يا دكتور.
د. طارق السويدان:
اتفضل.
أحمد منصور:
أنا من خلال الأيام الماضية وأنا بأحاول أدرس الموضوع وقعت على.. على تقارير كثيرة تؤكد على أن ما تنفقه مصر على الطالب الذي يدرس فيها الطالب المصري البسيط هذا يكاد يوازي ما تنفقه الولايات المتحدة على الطالب عندها..
د. طارق السويدان:
صحيح، صحيح.
أحمد منصور:
ما تنفقه الدول العربية على التعليم يكاد يوازي أيضاً ما تنفقه الدول الغربية –حتى المتقدمة، كندا واليابان والدول الأوروبية والولايات المتحدة- نفس المبالغ نسبة من الدخل القومي على ما ينفق على التعليم، مع ذلك لديهم تقدم ولدينا انهيار لديهم طالب مميز ولدينا طالب مثقل بالمواد وبالمذاكرة ومع ذلك في النهاية بيطلع لا يجد مجالاً يعمل فيه ما هي أسباب ذلك؟
د. طارق السويدان:
هو أن طبعاً ممكن أفصل في الأسباب لكن دعني أزيدك إحصائية في هذا، أنا أدير مدرسة أميركية أنا أعرف كم يكلف الطالب الأميركي –في أميركا وكم يكلف عندنا- بالميزانيات التي تنفق في العالم العربي على الطالب نستطيع لو أدرناها إدارة صحيحة، أن نعمل مدارس ونأتي بمدرسين من الخارج –من أميركا ومن كندا- بنفس الصرف الذي ستصرفه الدول العربية.
أحمد منصور:
أنت تقصد التعليم الحكومي؟
د. طارق السويدان:
أنا أقصد بالذات التعليم الحكومي، التعليم الحكومي ينفق عليه مبالغ ممكن تصنع بها أفضل مدارس في العالم، هناك هدف..
أحمد منصور:
التعليم الحكومي اللي بيعتبر تعليم منهار.
د. طارق السويدان:
أي نعم.