السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يكون إصلاح البيوت
أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصية الله للأولين والآخرين(ولقد وصينا الذين آوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)
وذلك بامتثال أمره، واجتنابه نهيه,إن البيوت نعمة من نعم الله عز وجل,على عباده, قال الله تعالى(والله جعل لكم من بيوتكم
سكناً)فالبيت يعد ضرورياً لكل إنسان،ولذلك فإن البيت للمسلم مكان أكله ونومه وراحته، ومكان خلوته واجتماعه بأهله
وأولاده، ومكان ستر المرأة وصيانتها، قال الله تعالى(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)فإذا ما تأملت أحوال
الناس الذين لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ، أو على أرصفة الشوارع، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة،
عرفت نعمة البيت،فإنه يجب شكر هذه النعمة، بتسخيرها في طاعة الله، والبعد عن معصيته، ولذلك فإنه يجب عليك الاهتمام
بإصلاح بيتك لعدة أمور منها,وقاية النفس والأهل نار جهنم، والسلامة من عذاب الحريق، قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا قوا
أنفسكم وأهليكم ناراً)وعظم المسئولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب، قال صلى الله عليه وسلم(إن الله
تعالى,سائل كل راعٍ عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه, حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)رواه النسائي وابن حبان عن أنس
وهو في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة,وأنه المكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ
الشرعي عند الفتنة، قال صلى الله عليه وسلم(طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته) رواه الطبراني في
الأوسط عن ثوبان وهو في صحيح الجامع,أن الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم وخصوصاً في الحر
الشديد، والبرد الشديد ،والأمطار وأول النهار وآخره، وعند الفراغ من العمل أو الدراسة، ولا بد من صرف هذه الأوقات في
الطاعات، وإلا فإنها ستضيع في المحرمات,والعياذ بالله,أن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم، فلو
صلحت اللبنة لكان مجتمعنا قوياً بأحكام الله، صامداً في وجه أعداء الله، يشع الخير ولا ينفذ إليه الشر,فيخرج البيت الصالح ,
من الداعية القدوة، والقائد الرباني، وطالب العلم المجتهد،والشاب الغيور على دينه وعلى عرضه، والبنت العفيفة
الطاهرة، والزوجة المخلصة، والأم المربية،وبعض وسائل إصلاح البيوت،بحسن اختيار الزوجة, حيث ينبغي على صاحب
البيت انتقاء الزوجة الصالحة(تنكح المرأة لأربع, لمالها، وحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه
(الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجه الصالحة) رواه مسلم,وفي المقابل لا بد من التبصر في حال الخاطب الذي تقدم
للمرأة المسلمة، والموافقة عليه(وإذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)رواه ابن ماجه وهو في السلسلة الصحيحة,فالرجل الصالح مع المرأة الصالحة يبنيان بيتاً صالحاً, لأن البلد الطيب يخرج نباته بإذن
ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكداً,إذا كانت الزوجة صالحة فبها نعمة، وإن لم تكن بذاك الصلاح فإن من واجبات رب البيت
السعي في إصلاحها،بالإعتناء بتصحيح عقيدتها، وعبادتها بكافة أنواعها,وذلك بحثها على قيام الليل،وقراءة الكتب الإسلامية
النافعة، وسماع الأشرطة الإسلامية المفيدة،واختيار صاحبات لها من أهل الدين تعقد معهن أواصر الأخوة، وتتبادل معهن
الأحاديث الطيبة والزيارات،وسد منافذها بإبعادها عن قرينات السوء وأماكن السوء,واجعلوا البيت مكاناً لذكر الله وشكره، قال
صلى الله عليه وسلم(مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت)وكم من بيوت للمسلمين ميتة
بعدم ذكر الله فيها، إذا كان يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء، والغيبة والنميمة والبهتان,وكيف حالها وهي
مليئة بالمعاصي والمنكرات كالاختلاط المحرم والتبرج بين الأقارب من غير المحارم أو الجيران, فأحيو بيوتكم,بذكر
الله,فعن عائشة قالت, كان رسول الله يصلي من الليل فإذا أوتر، قال, قومي فأوتري يا عائشة,رواه مسلم,وقال صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى فأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء)رواه أحمد انظر صحيح الجامع,
ومن الوسائل المهمة لإصلاح بيتك, عليك بدعوة الصالحين,
إن دخول أهل الإيمان بيتك يزيدك نوراً، فحامل المسك إما أن
يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد من ريحاً طيبة،
وإتاحة الفرصة للاجتماعات التي يناقش فيها مشاكل العائلة،
بالجلوس سوياً في وقت مناسب فإن ذلك يعد علامة على تماسك الأسرة وتفاعلها وتعاونها,وعدم إظهار الخلافات العائلية
أمام الأولاد, فإن إظهار ذلك مما يزعزع تماسك البيت،وعدم إدخال من لا يرضى دينه وخلقه إلى البيت،كير الحداد يحرق
بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريح خبيثة,إيه والله إنه يحرق بيتك بأنواع الفساد والإفساد، فكم فرق بين الرجل وزوجته بسبب
دخول الفاسدين المفسدين، وكم سبب دخولهم العداوة بين الأب وأولاده,إلا بإدخال من لا يرضى دينه وخلقه,
وينبغي عليك أيها الأب,عدم تحسس الأولاد بفقدان الثقة بهم,ومراعاة النصح لهم,ومعاونة أهل البيت في عمل البيت، فقد كان صلى الله عليه وسلم,يخيط ثوبه،وسئلت عائشة ,رضي الله عنها,ما كان رسول الله, صلى الله عليه وسلم ,يصنع في بيته,قالت,كان يكون في مهنة أهله, يعني خدمة أهله,فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة, رواه البخاري,والملاطفة والممازحة لأهل البيت,
اللهم احفظ بيوتنا وبيوت المسلمين من كل شر ومكروه.
