جرب يوماً أن تأكل صحنك المفضل وأنت مصاب بالزكام، أو جرب أن تعصب عينيك وتسد أنفك وتأكل.. هل تستطيع أن تتعرف على أنواع الطعام التي تقدم إليك أو تحس بطعمها...؟!
أنت تدرك الآن أن البصر مهم في التعرف على الطعام.
والأهم منه حاسة الشم وارتباطها بحاسة الذوق...
ترتبط حاسة التذوق والشم ببعضهما البعض على نحو وثيق. فعندما يأكل الإنسان تنتقل جزيئات رائحة الطعام الموجودة في البلعوم إلى التجويف الأنفي حيث تُكتشف الرائحة.
ولكن كيف تتعرف إلى طعم ما تضعه في فمك؟!... رافقنا واستمتع برحلة صغيرة على سطح لسانك...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تبدأ كل النكهات بمثابة مواد كيمائية مذابة في لعاب فمك. يتم كشف هذه المواد الكيمائية بواسطة براعم التذوق الموجودة في نتوءات صغيرة، اسمها الحليمات، ويمتلئ معظمها ببراعم ذوقية تحتوي على متقبّلات كيمائية تدعى خلايا المستقبلات الذوقية. وهذه الخلايا حساسة للمواد الكيمائية تُرسِلُ الرسائل عبر الأعصاب إلى دماغك، الذي يتولى ترجمة النكهات ويحفظها غالباً مع ذاكرة تجربة مرتبطة بها.
جرب معنا تجربة بسيطة. اغسل يدك واستخدم رأس إصبعك لوضع قطرات من القهوة السوداء الباردة في أمكنة مختلفة على لسانك. لاحظ أي منطقة على لسانك تكون حساسة أكثر لطعم القهوة المرة. اغسل فمك جيداً واستخدم هذه المرة الماء المالح، ومرة أخرى الماء المحلى ثم عصير الليمون...
يمكنك أن تتعرف بنفسك على توزع مساحات التذوق على لسانك، كما يصنف العلماء الطعوم إلى أربعة رئيسة:
المالح - الحلو - الحامض - المر
وتتركب كل النكهات من مزيج من هذه الطعوم، بالإضافة إلى الروائح التي يكتشفها الأنف. فالطعم المر يتم تذوقه في الجهة الخلفية من اللسان، والنكهات الحامضة بمحاذاة الحواف، والنكهات الحلوة في طرف اللسان يليها مباشرة مساحة النكهة الحلوة.
والآن سأدلك على خدعة بسيطة تجعلك تستطيع تناول دواء لا تحبه أو طعام لا تفضله.... حاول أخذ قطعة من الآيس كريم أو طعام مبرد ثم تناول بعدها الدواء.. إنك لن تلاحظ طعمه الفظيع.
وببساطة يكمن السر أن الطعام البارد أو الطعام كثير البهار يخفف من حساسية حليمات التذوق عندك، وهذا كله من صنع الله في جسمك.
