[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هام بها حبا ، ولكن ما ان يرى جسدها ، حتى تستبد به رغبة جنونية فى ان يغمد خنجره فى احشائها ، فهناك بعيدا ، بعيدا فى اعماقه يكمن الوحش الجبار .
وترامت بين ذراعيه وطغت عليه شهوة الدم فخرج يركض الى الطريق ينشد امرأة اخرى ليقتلها ، بيد انه اخيرا عاد اليها - فى يوم ما - وقتلها ، ووقف يتلذذ ويستمتع بدمها المراق ، كما استمتع من قبل بما نال منها من قبلات .
تناول زولا بالدراسة والتحليل العميقين - الى الفكرة التى هيمنت على روايته هذه ، فجميع أشخاصها تتسلط عليهم فكرة ثابتة تجعلهم لا يلاحظون ما يدور حولهم ، فينتهى بهم الامر الى التصادم ووقوع الكوارث ، لأنهم يسيرون بدافع اهوائهم فى خطوط مستقيمة و متوازية كقضبان السكة الحديد التى تمر عليها القوة الميكانيكية للقطارات .
غير ان اللوحات المرسومة رائعة : القطارات الحديدية ، المحطات ، و الشعور الحديث بالسرعة آنذاك و الديكور مستوحى فى اطار ساحر خلاب . ان (( الوحش فى الانسان )) هو الجريمة العاطفية فى عالم صناعى .
لقد استهزأؤا بالرحلة التى قام بها زولا من باريس الى (( مانت )) على سطح عربة فى القطار الحديدى و هو يرتدى ثياب عامل القطار . من السهل ان نلاحظ ان همه فى المعرفة بنفسه - حتى فى ادق التفاصيل - يضيف الحقيقة و الحياة الى روايته .
(( الوحش فى الانسان )) عرضت على الشاشة للمرة الاولى سنة 1938 للمخرج جان رونوار ، و كتب سيناريو الفيلم مع ابنة زولا ، دينيز لوبلان زولا ،
فى فيلم (( سيفرين )) ( سيمون سيمون ) كانت تريد من عشيقها ، مهندس القاطرة لانتييه ( جان غابيه ) قتل زوجها
لانتييه ، و هو نبيل فخور بنفسه ، لا يقدر على ارتكاب مثل هذه الجريمة ، و لكنه فى لحظة عصبية و غضب يطعن عشيقته بدل من زوجها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]