[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]د.مزاحم مبارك مال الله: معظم أمراض الجهاز التنفسي يمكن تشخيصها عن طريق التاريخ المرَضي للحالة وكذلك من الفحص السريري وبالمقابل فهناك حالات مهمة نحتاج فيها الى بعض التقنيات البيولوجية أو الفيزياوية. وعلى العموم فالمريض يجب أن يُسأل عن السعال، البلغم، ظهور الدم مع السعال، ألم، عدم القدرة على التنفس، الصرير، أفرازات أنفية. خصوصًا إن بعض الحالات التنفسية المَرَضية سببها العادات وطبيعة العمل مثل التماس مع الحيوانات خصوصًا الطيور، أو التفاعلات الكيمياوية.
أولاً ـ الفحص الفيزياوي
قبل البدأ بفحص الصدر نفسه فيجب قياس درجة حرارة الجسم وكذلك تدوين معدل وطبيعة التنفس، نوع وشدّة السعال وكذلك كمية وطبيعة البلغم. هذا إضافة إلى وجوب معرفة وجود الأزرقاق، تفلطح نهايات الأصابع، تضخم العقد اللمفاوية فوق عظم الترقوة. بعد ذلك يتم فحص الجهاز التنفسي العلوي، والتأكيد على نزول سوائل أنفية أم هناك غلق للمنخر أو المنخرين، تعفنات فموية، وكذلك ألتهاب أو تضخم اللوزتين. إن وجود سعال يشبه صهيل الخيول أو صوت البقر إنما يجعلنا الأهتمام بالحالة وربما تحتاج الى فحص ناظور الحنجرة. بعد ذلك يجب فحص القفص الصدري بعناية كمراقبة الأنسجة الرخوة للبحث عن مشاكل جلدية، تورمات ما تحت الجلد بما فيها عقد في الثديين، تحدب أو إنبعاج في الفواصل بين الأضلاع، وكذلك عن أي تشوهات في الهيكل العظمي للقفص الصدري. إن موقع القصبة الهوائية وكذلك موقع ذروة نبض القلب يجب أن تلاحظ إضافة الى قياس درجة توسع الصدر. إن حركة جدران الصدر مع(رفيف) خفقان الصدر أثناء الكلام فيجب مقارنتهما بين جانبي الصدر. أما الفحص بالسماعة الطبية فيجب أن يسجل ملاحظات عن أصوات النَفَس، الأصوات الإضافية وكذلك الرنين الصوتي.
هناك علامات فيزياوية تشخيصية يمكن تسجيلها كحالة الأندماج/الوحدة ونراها في ألتهاب ذات الرئة وفي التدرن الرئوي، أما السوائل التي توجد في منطقة غشاء الجنب فيمكن ملاحظتها في إلتهاب ذات الجنب التدرني، إلتهاب النسيج الرئوي القيحي، الأورام السرطانية وفي حالة عجز القلب.
ثانيًاـ الفحص الشعاعي للصدر
يجب أخذ الفحص الشعاعي لأي حالة يُشك بها في الجهاز التنفسي، إن الفحص الشعاعي يكون أمامي وجانبي. هناك العديد من التكنولوجيا الشعاعية والتي تساعد الى حد بعيد في تشخيص الحالات المرضية كالأشعة المقطعية، الفحص بالمواد المشعة وكذلك الفحص الشعاعي الرئوي الوعائي الدموي. إن الفحص الشعاي يجب أن يقارن بالتصوير الشعاعي السابق (إن وجد). إن خلو الأشعة الصدرية من أي تغيرات لا يعني أن المريض لا يعاني من حالة مرضية كما في حالات ألتهاب القصبات المزمن، الربو القصبي، وأحيانًا سرطان القصبات.
ثالثًاـ الفحص الجرثومي والخلوي
•البلغم(البصاق): بالإمكان من فحص وجود البكتيريا، الفطريات والفيروسات فيه. إن إكتشاف الخلايا السرطانية يعزز التشخيص بسرطان القصبة الهوائية. وجود عدد كبير من خلايا الدم البيضاء من نوع (ايزينوفيل) دليل على الصابة بالربو القصبي.
•السائل الجنبي: يجب أن يفحص هذا السائل بكتريولوجيًا وخلويًا، فإذا كان السائل يشبه المصل فيجب البحث عن جرثومة التدرن، أما إذا كان قيحيًا فيجب البحث عن الجرثومة الإلتهابية، ومع ذلك فالبحث عن الخلايا السرطانية في هذا السائل مهم جدًا.
رابعًاـ فحوصات الدم
الفحوصات السيرولوجية مهمة في الألتهابات الفيروسية وفي حالات الحساسية. إن دراسة أنواع خلايا الدم البيضاء في غاية الأهمية لمقارنة التشخيص.
خامسًاـ الفحص الجلدي
وتستخدم في البحث عن الأصابة بالتدرن وكذلك ببعض أنواع الحساسية.
سادسًاـ ناظور الحنجرة وناظور القصبة الهوائية
فحص الحنجرة أما مباشر ويتم بواسطة أنبوب الأضاءة أو غير مباشر بوساطة مرآة توضع أمام اللهاة. إن القصبة الهوائية والشعب وفرعيها الرئيسين بالإمكان من فحصهم بهذه الوسائل حيث من الممكن أخذ خزعة لغرض فحصها نسيجيًا.
سابعًاـ فحص الخزعة
إن الفحص النسيجي لعقدة لمفاوية أزيلت من الرقبة أو من الأبط ، وكذلك الفحص الخلوي لعينة مأخوذة عن طريق السحب النيدل(السرنجة الخاصة) ربما تدعم تشخيص الأورام الخبيثة ، التدرن ..الخ.
ثامناً ـ فحص وظائف الرئة
العديد من الفحوصات أنفة الذكر تساعد وتساهم في تشخيص الحالات المرضية التي تصيب الجهاز التنفسي، ولكن لدراسة ومعرفة تأثير هذه الأمراض على عمل وكفاءة الرئتين والجهاز التنفسي عمومًا وكذلك لتقييم الاستفادة من العلاج فيجب قياس: 1) التهوية،2) تناضح الرئتين ، 3) إنتشار الأوكسجين وثاني أوكسيد الكاربون، 4) توزع التهوية والتناضح .بعض هذه الفحوصات تحتاج الى تكنولوجيا متطورة وأخرى تحتاج الى بعض الوسائل البسيطة .
تاسعًا ـ الفحوصات الحديثة
وأهمها فحص الرنين المغاطيسي، وربما هناك فحوصات متطورة أكثر ستنستنبط بالمستقبل .