هل تعلم كيف..
تمر الأيام مراً.. وتمضي الشهور ركضا... وتطوينا الأوقات طيَّا... فنستقبل وجه الصباح فإذا بنا في المساء... ونحيي مطلع الشهر فإذا بنا في آخره... وينتهي العام ونحن في غمرة استقباله!..هكذا مضى رمضان... وانقضى شهر الإحسان... في لمح البصر... وسرعة البرق، مضى وبعضنا لا زال يُمنِّي نفسه بالعمل...ويُسَلِّي قعوده بالأمل، ويحدث نفسه بالمبادرة.
ومع كل ذلك فلا زال الباب مشرعاً، والخير متاحاً، والفرصة مواتية
وإنما الأعمال بالخواتيم، فقد بقي في الشهر بقية، وفي الموسم مجالا، ورب متأخر يسبق متقدما.
ليلة القدر:
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "تحروا ليلة القدر في الوِتر من العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه؛ وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه.
وليلة القدر هي التي أنزل فيها القرآن؛ فهي ليلة الهدى، ليلة الإشراق، ليلة الهداية:
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر:1-3]
والقدر هو الشرف العظيم، والمنزلة الكبرى، والمكانة السامقة.
وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان:3]
ولله حكمة في إخفائها؛ حتى يجتهد المسلمون في الليالي كلها.
وفي الحديث: " لو أذن الله لي أن أخبركم بها، لأخبرتكم، هي في العشر الأواخر من رمضان".
وقال أبي بن كعب: إن الشمس تطلع صبيحتها، لا شعاع لها.
نسأل الله لنا ولكم، القبول والأمان.