oumelbanine guercif
عزيزي الزائر اهلا بك في اسرة منتديات oumelbanine2011هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل يتوجب عليك التسجيل لتتمكن من رؤية روابط التحميل والمساهمة في المنتدى - تفضل لتنشر ما تعرف وتساعد غيرك لنرقى بتعليمنا الى الافضل.
تفضل ولا تتردد.
oumelbanine guercif
عزيزي الزائر اهلا بك في اسرة منتديات oumelbanine2011هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل يتوجب عليك التسجيل لتتمكن من رؤية روابط التحميل والمساهمة في المنتدى - تفضل لتنشر ما تعرف وتساعد غيرك لنرقى بتعليمنا الى الافضل.
تفضل ولا تتردد.
oumelbanine guercif
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

oumelbanine guercif

تربية-إسلاميات-ترفيه-رياضة-بيئة-مجتمع-صحة-طبخ-صحف-موسوعات...
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سميرة
عضو فعال
عضو فعال
سميرة


العمر : 33

الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص Empty
مُساهمةموضوع: الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص   الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص Emptyالجمعة 23 ديسمبر 2011 - 1:37

إلى أن جاء الوقت الّذي بدأت فيه الصوفيّة تلقى القبول، حين لقيت العناية من بعض العلماء المسلمين الّذين تكفّلوها بالرعاية وأخذوا على عاتقهم تهذيبها وتنقيتها مما يخالف العقيدة الإسلاميّة. وكان من أبرز هؤلاء الإمام "أبو حامد الغزاليّ" المتوفّى سنة 505هـ. إلاّ أنّ هذا الأمر أدّى للأسف إلى تبنّي الأساس الّذي تقوم عليه الصوفيّة. فبدأت أفواج المتصوّفين تسلك دروب "رياضة النفس والروح"، من خلال التقشّف وتعذيب الجسد والبعد عن متاع الحياة الدنيا وزخرفها وهجر المجتمع وترك الأسباب واحتقار العمل والنضال السياسيّ والمكوث في الزوايا والتكايا. كلّ ذلك حتّى يتغلّب الروح على الجسد ويصل "الأتقياء" إلى مصافّ الملائكة والأولياء. مع أنّ تلك الفلسفة الّتي تقوم عليها "الصوفيّة" ليست من الإسلام في شيء، بل هي مخالفة له كلّ المخالفة. وهكذا كانت تلك الفكرة من عوامل الهبوط في المجتمع الإسلاميّ، فهي تدفع الإنسان إلى هجر المجتمع وازدراء الحياة إلى
حدّ يجعل من المتصوِّف إنساناً عديم الغايّة فاقد الهدف، فلا نشاط لديه ولا عمل يؤدّي إلى عمارة الدنيا على أساس من تقوى الله سبحانه وتعالى الّذي استخلف الإنسان في الأرض فقال له: { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها(1) } وكان ضغثاً على إبالة أن اندمجت فكرة الصوفيّة تلك مع القَدَريّة الغيبيّة الّتي تؤمن بأنّ الإنسان كالريشة في مهبِّ الريح أو كالخشبة الّتي تتلاطمها الأمواج، فلا قيمة لإرادة الإنسان ولا لقدرته ولا جهده، فكلّ ما في هذه الدنيا يحصل نتيجة خطّة محكمة لا يملك الإنسان التأثير في شيء منها. ولا يخفى على واع ما في تلك المفاهيم من خطر مدمّر على أيّ مجتمع من المجتمعات.
__________
(1) - سورة هود – الآية61

(1/293)

هكذا دخلت المؤثِّرات الحضاريّة والفكريّة الواحدة تلو الأخرى إلى الميدان الثقافيّ في الأمّة الإسلاميّة،ما أفقد المسلمين نقاء الفكر وصفاءه ووضوحه إلى حدّ من الحدود.
إلاّ أنّه بأيّ حال من الأحوال، لم يصل الأمر إلى أن يفقد المسلمون هويّتهم، أو تتغيّر حضارتهم وتُسلب شخصيّتهم. فكلّ تلك المؤثِّرات لم تكن في يوم من الأيام لتقوى على إيمان المسلمين بعقيدتهم وثقتهم بتشريعهم ومفاهيمهم الإسلاميّة. لا زالت العقيدة الإسلاميّة هي القاعدة الفكريّة الّتي يبني المسلمون عليها أفكارهم، ولا زال القرآن والسنّة وما أرشدا إليه، مصادر التشريع لديهم. وعلماء الكلام إنّما كانوا يبذلون طاقتهم وجهدهم في دراسة المنطق بغاية تثبيت العقيدة الإسلاميّة، وجعلوا العقيدة الإسلاميّة أساساً لأبحاثهم. والفلاسفة الّذين ظهروا بين المسلمين بقوا أفراداً ولم يكن لهم شأن يذكر في الرأي العامّ. والصوفيّة على خطرها ومجانبتها للإسلام لم تكن تقوى على مزاحمة العقائد الأساسيّة لدى المسلمين.
والأهم من ذلك كلّه أنّ أصحاب السهم الأكبر والأعظم في تشكيل الرأي العامّ والتوجيه الثقافيّ في العالم الإسلاميّ كانوا "الفقهاء". وهؤلاء كانوا بكلّ تأكيد بعيدين عن التأثّر بالثقافات والأفكار غير الإسلاميّة. فلقد كانت أبحاثهم تنصبّ على دراسة اللغة العربيّة لغة القرآن والسنّة، وعلى فهم المدلولات اللغويّة والشرعيّة للقرآن والسنّة من أجل استنباط الأحكام الشرعيّة وضبط سلوك المسلمين بها. فحياة المسلمين في مجتمعهم ودولتهم، كانت تسيّرها مجموعة من الأحكام الشرعيّة المستنبطة من الكتاب والسنّة، ولم يكن لحاكم أن يفكّر في استبدال أنظمة وضعيّة بالأنظمة الإسلاميّة أو أن يتجرّأ على ذلك.

(1/294)

وأمّا ما حاول بعض المستشرقين وأتباعهم من المثقّفين المتغرّبين ترويجه، من أنّ الفقه الإسلاميّ قد تأثّر بغيره من التشريعات، ولاسيّما التشريع الرومانيّ، فلا أساس له من الصحّة، بل هو حقّاً خرافة لا حظّ لها من الحقيقة.

خاتمة

لقد كان وجود المجتهدين والفقهاء، وما يُجْرونه من مناظرات ومناقشات فقهيّة وتنافس على درك الرأي الأصوب في المسائل الفقهيّة، كان كلّ ذلك صمام الأمان للمجتمع الإسلاميّ، والضمان لمعالجة أيّ خلل يمكن أن يطرأ عليه. ولذلك كانت الطامة، حين انزلق المسلمون في قضيّة إقفال باب الاجتهاد. فقد كان ذلك يعني أنّ الحيويّة الفكريّة الأساسيّة لدى المسلمين والّتي هي سبب ارتقائهم ونهضتهم قد حكم عليها بالإعدام. وربّما كان ذلك الحكم هو أكثر الأحكام جوراً وظلماً في التاريخ الإسلاميّ. فقد أصبح واجباً على كلّ المسلمين بما في ذلك العلماء والفقهاء أن لا يخرجوا عن أطر المذاهب الّتي استقرّت قبل إقفال باب الاجتهاد. صحيح أنّه ظهر مجموعة من المجتهدين الّذين لم يأبهوا لفكرة إغلاق باب الاجتهاد وتابعوا أداء تلك الفريضة، إلاّ أنّ ذلك الإقفال لاقى من الاستجابة ما كان له أثر بالغ في جمود التفكير وشحّ العلم والعلماء. فإنّنا إذا شهدنا في عصر ازدهار الفقه ظهور مدارس فقهيّة عظيمة مثل الشافعيّة والحنفيّة والمالكيّة، فإنّنا لم نعد نعثر على تلك الظاهرة بعد إغلاق باب الاجتهاد، بل كان معظم الفقهاء والمجتهدين الّذين ظهروا بعد ذلك ينتسبون إلى أحد تلك المذاهب القديمة.

(1/295)

من الطبيعيّ أن يتوقّع الباحث أنّ إغلاق باب الاجتهاد سيؤدّي إلى تغلغل مزيد من الأفكار الوافدة إلى ثقافة المسلمين وإلى مزيد من التلوّث الفكريّ في العالم الإسلاميّ. إلاّ أنّ الواقع كان غير ذلك. صحيح أنّ البنيان الفكريّ لدى المسلمين قد فقد مناعته بعد إغلاق باب الاجتهاد، إلاّ أنّ ذلك لم يكن كافياً لتغلغل العناصر الفكريّة والثقافيّة إلى ذلك البنيان، ذلك أنّ تلك العناصر لم يعد لها وجود آنذاك. فالحضارات الّتي احتكّ بها المسلمون في صدر التاريخ الإسلاميّ مع اندفاع الفتوحات الإسلاميّة -وعلى رأسها الحضارتان الرومانيّة والفارسيّة– لم يعد لها وجود يذكر على الساحة الدوليّة. فدولة فارس سقطت والإمبراطوريّة البيزنطيّة وريثة الحضارة الرومانيّة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وأوربّا الغربيّة الكاثوليكيّة كانت تعيش في دياجير العصور الوسطى وانحطاطها، وما من رسالة حضاريّة لديها تحملها إلى العالم. والمغول والتتار والتركمان الّذين لم يعتنقوا الإسلام بعد، كانوا أشدّ منهم انحطاطاً وأكثر تخلّفاً. أمّا حركة الترجمة والاطّلاع على المعارف والثقافات السابقة فقد توقّفت عند حدّ معيّن واستنفدت أغراضها. وهكذا بقيت الأمّة الإسلاميّة سيّدة المبادرة الحضاريّة والثقافيّة، فضلاً عن السياسيّة في الساحة الدوليّة، وبقيت تعيش على التراث الفقهيّ السابق وكتابة الشروح على المتون وربما الشروح على الشروح، أو على تلخيص تلك المصنّفات وربّما تلخيص شروحها.

(1/296)

إنّ قروناً عدّة، منذ العهد العبّاسيّ، مضت، والأمّة الإسلاميّة لا تجد من ينازعها فكريّاً وحضارياّ. وازدادت ثقتها بنفسها حين انتصرت على أعدائها عسكريّاً، بعد أن طردت الصليبيّين والمغول والتتار، وانتصبت الخلافة الإسلاميّة في عهد العثمانيّين لتوحّد معظم العالم الإسلاميّ، ولتعود أقوى دولة في العالم، ولتملك الجيش الّذي لا يقهر. فركن المسلمون إلى أوضاعهم الثقافيّة والفكريّة والتشريعيّة عموماً، إذ ما من ناقوس يُدقّ حولهم وينبهّهم إلى الخطر المحدق بهم. وبات العقل المسلم يواجه -من حيث لا يدري- خطر الترهّل والضمور. بعد أن فقد حيويّته وركن إلى الراحة والدعة.

(1/297)

وجاء التاريخ فيما بعد ليثبت أنّ الكيان الإسلاميّ كان ينتظر حضارة واحدة على قدر من الرقيّ والنهوض، تقف بمواجهته حتّى تتزعزع أركانه وينهار بنيانه. فإذا كانت الأمّة الإسلاميّة قد تغلّبت في الماضي على جميع الأمم فكريّاً بقوّة مبدئها، وهو الإسلام الّذي تحسن فهمه وتطبيقه وتحمله رسالة إلى العالم، وانتصرت عسكريّاً بسبب قوّة إيمانها وطاقتها الروحيّة وحبّها للجهاد والشهادة في سبيل الله، فقد جاء الوقت الّذي يقوم فيه كيان جديد يواجه المسلمين حضاريّاً وفكريّاً بما يحمله من مبدأ جديد، ويواجههم عسكريّاً بما يتمتّع به من قوّة صناعيّة وتكنولوجيّة. ألا وهو كيان الحضارة الغربيّة المعاصرة الّذي تكاملت صورته مع بداية القرن التاسع عشر الميلاديّ. ولسنا هنا بصدد البحث في الصراع العسكريّ والمادّيّ الذي نشب بين الدولة الإسلاميّة والدول الغربيّة، فبحثنا منصبّ على الاحتكاك الفكريّ والثقافيّ بين المسلمين وسائر الثقافات والحضارات، وإن كان ذلك الصراع العسكريّ والمادّيّ يكتسب أهميّته في البحث لما أسفر عنه من تفوّق للغرب على الدولة الإسلاميّة ومن ثَمّ انتصاره عليها، الأمر الّذي أصاب المسلمين بصدمة عنيفة أفقدتهم ثقتهم بأنفسهم وحضارتهم وتشريعهم، فكانت تلك أعظم صدمة وأبلغ إصابة أصيبت بها الأمّة الإسلاميّة.
لقد واجهت الأمّة الإسلاميّة عبر تاريخها الطويل الكثير من الأعداء من كلّ حدب وصوب، إلاّ أنّ العدوّ اللدود الّذي استمرّ الصراع معه منذ صدر التاريخ الإسلاميّ وحتّى يومنا هذا هو الدول الأوربيّة، سواء تمثَّل هذا العدوّ التاريخيّ بالإمبراطوريّة البيزنطيّة الّتي حاربها المسلمون حتّى أسقطوها عام 1453م، أم بممالك أوربّا الغربيّة الكاثوليكيّة الّتي اقتحم المسلمون ديارها عبر الأندلس، أم تمثّلت بالدول الغربيّة الاستعماريّة المعاصرة الّتي قامت على أساس حضاريّ جديد هو الرأسماليّة اللبراليّة.

(1/298)

ولمّا لم يكن للدول الأوربيّة من رسالة حضاريّة تحملها إلى العالم خلال العصور الوسطى، وتواجه بها المسلمين على الأخصّ، كان سلاحها الوحيد هو الحروب الصليبيّة. لذلك لم تكن تشكّل آنذاك ذلك الخطر العظيم، ولاسيّما على أمّة تقوم على حضارة عريقة راقية كالأمّة الإسلاميّة بل إنّ تلك الحروب ذاتها لم تكن لتلاقي النجاح لولا الظروف الّتي لاقتها في العالم الإسلاميّ من تفكّك وتشرذم ونزاع داخليّ وتسابق على الولايات والإمارات. لذلك ما إن عاد المسلمون إلى توحيد صفوفهم حتّى أُرغم الصليبيّون على أن يجرّوا أذيال الخيبة إلى بلادهم. إلاّ أنّ الكارثة الكبرى وقعت حين بدأ المجتمع الغربيّ يتشكّل على أسس جديدة، جعلت منه كياناً حضاريّاً جديداً، يملك من الأفكار والمفاهيم والأنظمة ما يستطيع أن يواجه به العالم بأسره، ولاسيّما الأمّة الإسلاميّة الّتي كانت المارد المخيف لأوربّا على مرّ السنين.
مع بداية القرن التاسع عشر، ومع اندلاع ثورات التحرّر في الغرب، والّتي كانت فاتحتها الثورة الفرنسيّة عام 1789م، تبلورت معالم الحضارة الغربيّة المعاصرة وتكامل بنيانها الفكريّ، وقام المجتمع الغربيّ على أساس أفكار وأنظمة جديدة تتمثّل في الرأسماليّة اللبراليّة بعد أن كانت تسوده الأنظمة الإقطاعيّة. وبما أنّ تلك الحضارة تقوم على أساس عقيدة عقليّة سياسيّة تنبثق منها أنظمة للحياة والمجتمع والدولة، فقد أحدثت في الغرب تلك النهضة الّتي كانت كافية لتقف في وجه أمّة تبلّد تفكيرها وتحجّرت أفكارها وأساءت تطبيق نظامها وعاشت على "هامش" حضارتها العظيمة، أعني الأمّة الإسلاميّة.

(1/299)

ها هو الغرب في القرن التاسع عشر تزدهر حضارته، وتتكوّن مؤسّساته السياسيّة على أساس قويّ، ويستقرّ مجتمعه إلى حدّ كبير ويمضي مرتقياً نحو النهضة، ويقوى اقتصاديّاً وعسكريّاً، ويبدع مدنيّاً وعمرانيّاً وتقنيّاً، في وقت تتصدّع فيه الدولة الإسلاميّة وتفقد ثغورها الواحد تلو الآخر، وتتفاقم فيها المشاكل والأزمات السياسيّة والاقتصاديّة، وتضعف عسكريّاً، وتتخلّف على الصعيد المدنيّ والتقنيّ، وتهوي بسرعة هائلة لصالح الحضارة الغربيّة.
كلّ تلك الأوضاع، مضافاً إليها الذهول الّذي أصاب الأمّة الإسلاميّة بعدما أيقنت بتفوّق عدوّها عليها على هذا النحو، جعلت الأرض مفتوحة ليشنّ الغرب حرباً من نوع جديد على الأمّة الإسلاميّة، يستخدم فيها سلاحاً أمضى من أسلحة الحروب الصليبيّة. إنّها حرب حضاريّة سلاحها الأفكار ووجهات النظر وأنظمة الحياة، وميدانها الثقافة والمعرفة والمناظرات. ولمّا كان العامل المعنويّ هو العامل الأهمّ في الحروب، حتّى الفكريّة منها، كانت الأجواء تنذر منذ البداية بانتصار الغرب على المسلمين. ذلك أنّ المسلمين بسبب ما لمسوا من تخلّفهم وتفوّق عدوّهم عليهم، بدؤوا يفقدون الثقة بمفاهيمهم وأنظمتهم الإسلاميّة، ما جعل معنويّاتهم ضعيفة أمام عدوّ يتمتّع بارتفاع المعنويّات ويفتخر بحضارته وأفكاره وأنظمته"العصريّة الحديثة".
وهكذا تزاحمت التساؤلات في أذهان المسلمين: لماذا نهض الغرب؟ لماذا تخلّفنا؟ هل أخذ الغرب بأسباب القوّة وتركناها؟ هل يمكن أن تكون مفاهيمنا غير صحيحة؟ لعلّنا فهمنا الإسلام على نحو خطأ! لعلّ الغرب أخذ بمحاسن إسلامنا! ألا يجوز أن نأخذ من الغرب أسباب نهضته؟ ألم يأخذ هو منّا أسباب النهضة بعد أن كنّا روّادها؟! ألا يمكن التوفيق بين الإسلام والحضارة الغربيّة؟ ألا يجوز أن نقتبس بعض الأنظمة من الغرب؟ هل يحرّم الإسلام الانتفاع بما عند الآخرين؟

(1/300)

وأثناء تلك التساؤلات الّتي أربكت أذهان المسلمين وشوّشتها، راح الغرب يرشق سهامه الفكريّة يهاجم بها الإسلام وحضارته وأحكامه ومعالجاته وأنظمته ونمط عيشه. فأدّى ذلك بطبيعة الحال إلى أن تكون الحضارة الغربيّة في حال الهجوم، والأمّة الإسلاميّة في حال الدفاع.
وهكذا اختار المسلمون التوفيق بين الحضارة الغربيّة والإسلام، حتّى خلطوا أحكام الإسلام وأفكاره بأحكام الغرب وأفكاره وأنظمته. وإذا كانت مئات السنين مضت ولم يتأثّر المسلمون إلاّ بالقليل القليل من أفكار الحضارات والثقافات الّتي احتكّوا بها، فإنّ عشرات من السنين شنّ خلالها الغرب حربه الحضاريّة والفكريّة على المسلمين، كانت كافية لأن تجعل من ثقافتهم مزيجاً عجيباً مقيتاً من أفكار الإسلام وأفكار الحضارة الغربيّة.
إنّها حقّاً، حقبة "التواري الحضاريّ"، لأمّة جعلت حضارتها محور"النظام العالميّ"، مئاتٍ من السنين.
إلاّ أنّها –دون أدنى شكّ- كبوة. وسيعود بعدها المارد إلى حلبة الصراع، ليثبت للعالم أنّ التاريخ لمّا ينته بعد، وأنّ قطار البشريّة لم يختتم رحلتهُ عند محطّة الحضارة الغربيّة.

(1/301)
**********************
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
filali15
عضو فعال
عضو فعال
filali15



الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص Empty
مُساهمةموضوع: رد: الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص   الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص Emptyالخميس 12 يناير 2012 - 7:18

شكرا كثيرا على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكتاب : نشوء الحضارة الاسلامية/احمد القصص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تـــاريخ الحضـــارات ... 19- مفهوم الحضارة وتطور الإنسان عبر ...
» تعريف مفهوم الحضارة
» مفهوم الحضارة عند ابن خلدون
» فلسفة الأخلاق في الحضارة اليونانية
» درس : الحضارة الاغريقية في العصر الكلاسيكي : الديمقراطية الأثينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
oumelbanine guercif :: قسم التربية والتعليم :: منتدى التعليم العالي والبحث العلمي :: شعبة التاريخ-
انتقل الى: