تحياتي الى جميع رواد المنتدى الاعزاء من مشرفين واعضاء وزوار.كما اتقدم بالشكر والثناء الى كل من ساهم من قريب او بعيد في اغناء صفحات المنتدى. تشهد بعض اكاديميات المملكة خلال الموسم الدراسي الحالي دورات تكوينية لفائده هيئه التدريس وذلك قصد تمكينها من الالمام بالبيداغوجيا الجديده (بيداغوجية الادماج)على اساس ان يتم الشروع في تفعيلها داخل الفصول الدراسية ابتداء من الموسم الدراسي المقبل.
بصفتي مدرسا ازاول في احدى الاكاديميات التي كان لها قصب السبق في تطبيق بيداغوجية الادماج حيث استفدت من التكوين خلال السنه الماضية واقوم حاليا بتطبيق المقاربة على الارض.اقول لدي بعض المؤاخدات والتساؤلات بخصوص هذه التجربة.
هل ابانت البيداغوجية المتبناة عن فعالية تدكر في الحقل التربوي؟,
هل نجحت مقاربة البرامج والمناهح التعليمية ببيداغوجية الكفايات حثى يتم تبني بيداغوجية الادماج؟
تم اين التكوين بشقيه الاساسي والمستمر للفاعلين التربويين ؟المعول عليهم في تفعيل المقاربة داخل الحجرات الدراسية؟-لماذا تمت الاستعانة بالمنضرين والخبراء الاجانب وتغييب الكفاءات المحلية؟ اليس اهل مكة ادرى بشعابها؟
مما لا ريب فيه ان المنظومة التعليمية المغربية تعيش حاليا ازمة خانقة سواء على المستوى الكمي او الكيفي وذلك من خلال التقارير الدولية والوطنية .فعلى المستوى الكمي لازالت نسبة عالية من الاطفال لم يلجوا بعد ابواب المدارس خصوصا بالعالم القروي .كما ان اعدادا هائلة من الاطفال ينقطون عن الدراسة في سن مبكرة مما يؤدي الى تفشي ظاهرة الامية .
كما ان البنبة التحية جد هشة.فالمدارس المتوفرة حاليا غير كافية لاستقبال الاعداد الهائلة من الاطفال .اما عن المرافق الصحية ففي المجال القروي تكاد تكون منعدمة.
نظريا.تم تبني بيداغوجية الادماج لتمكين المتعلم من تعبئة المكتسبات السابقة الثي تلقاها بطريقة منفصلة في وضعيات جديدة ومركبة سواء في المجال الدراسي عبر المواد او في حياته اليومية وبدك تتحول الكفاية من طابعها الخاص الى الممتد عبر الزمان والمكان.غير ان الاشكال الذي يطرح امام المدرس في هذه المرحلة هو عدم تمكن المتعلم من ادماج المكتسبات في سياقات مغايرة للوضعيات الاصلية وذلك في نظري يعود للاسباب الثالية,
-عدم توفر المتعلم اصلا على مكتسبات سابقة.
-عدم قدرة المتعلم على التحويل أي تحويل الكفاية من الطابع الخاص الى الممتد.ففي مادة كالرياضيات مثلا قد يتمكن المتعلم من انجاز عملية جمع عددين صحيحين لكن عندما يذهب الى السوق للتبضع فانه يعجز عن محاسبة البائع...
-عدم مراعاة المدرس للفروق الفردية بين المتعلمين وذلك باخدها بعين الاعتبار خلال عملية التخطيط .
-عدم تكييف البرنامج الدراسي مع مستوى المتعلمين.
-ضعف وهزالة التكوين المستمر للفاعلين التربويين فالدورة التكوينية لا تتجاوز ستة ايام لان هذه المدة من المستحيل ان تعطينا المدرس الكفء والجيد اللهم الا اذا كان المدرس يعتمد على التكوين الداتي وهذه من الحالات النادرة في صفوف المدرسين.
هذا من جهة .من جهة اخرى تمت الاستعانة بخبراء اجانب لتكوين المكونين والنجاح الذي حققناه عندما استعنا بالخبير الاجنبي في المجال الرياضي سنحققه في المجال التربوي.ان الواقع السوسيو-اقتصادي والبنية التحتية المغربية ليست هي نفسها في تونس او اوربا.وعلى دكر الخبير الاوربي فاتناء زيارته لاحدى الحجرات الدراسية المتواجدة بالوسط القروي طلب من المدرس ان يشغل المكيف.
ان الساحة التربوية المغربية تزخر بالعديد من الكفاءات وهؤلاء هم ادرى بقضايا ومشاكل التربية في البلد من امتال الدكتور احمد اوزي والدريج وغيرهم...فلماذا لم تتم استشارة هؤلاء؟
ان النظريات البيداغوجية المستوردة من الغرب بسلبياتها وايجابياتها والمطبقة كما هي دون نقد وتنقيح وتمحيص تصبح عبارة عن جسم غريب في الجسد التربوي.لذلك يكون مصيرها الفشل.
لقد اصاب احد المربين القدماء كبد الحقيقة عندما قال(علم بلا وعي ما هو الا دمار للروح.)
واخيرا امل ان يكون رايي خطا وراي غيري صواب كما يقول ابن رشد ومن المعرفة ينبثق النور كما يقول الغزالي .
والسلام عليكم ورحمة الله...