لدى بعض الأفراد وفي بعض المجتمعات يُعتبر اسم الأم/الأخت/الزوجة
من الأمور الخاصة جداً والتي لا يمكن البوح بها علناً أمام الناس.
بعض المدارس تحصل بها مضاربات بين الطلاب بسبب السؤال عن اسم الأم.
في بعض بطاقات الدعوة لحفلات الزفاف لا يُذكر اسم العروس ويتم الاكتفاء بذكر كلمة (كريمته).
لدى البعض يطلقون على الزوجة اسم (الأهل) (العائلة) (العيال).
سمعت أيضاً أنّه حتى في بعض حالات العزاء يذكرون أنّ التي توفيّت هي أم فلان بنت فلان
دون التطرّق لاسمها الخاص.
هل هذه الأمور هي بمثابة انتقاص ومهانة للمرأة ؟؟؟
أم أنها وسائل تهدف للمحافظة على كرامة المرأة وعفتها
؟؟؟؟؟
هل بات اسم المرأة عيباً أم مصدر فخر واعتزاز
؟؟؟؟
*********************************
شخصيا ، عندما أصادف تلميذة بالقسم اسمها " رقية " ، أبادر بسرعة فائقة و أقول لها أمام كل التلاميذ : حتى أمي اسمها " رقية " .... وحين أجد تلميذة أخرى اسمها " خديجة " أبادرها بسرعة لأقول لها : إنه اسم زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و اسم أختي كذلك ... وحين أكتب جملة على السبورة لأشرح ، أجدني أكتب بكل تلقائية أكتب اسم " سعاد " .. وأبتسم ، و أبين للتلاميذ أن هذا الإسم يلاحقني حتى أثناء كتابة الجمل لكونه اسم زوجتي ..
أريد القول ، أني بصراحة ليس لي أي مشكل مع ذكر الخصوصيات التي تهم أقرب النساء إلي .
أما في وسطنا المغربي / العربي / الاسلامي فالحالة تختلف من فرد لآخر ، ومن منطقة جغرافية إلى أخرى ، ومن تجمع بشري إلى آخر .. والأمر أصبحت تقل حدّته مع انتشار الإعلام ، و زحف المدنية ، ورجوع نسبة الأمية ، وصرنا مثلا ، لا نسمع كلمة : لَوْليّة ، أو لمرا حاشاك .. بل صار هناك نوع من احترام المرأة في غيبتها ، و دون إحساس بمذلة أو مهانة .
هذا من جهة ، من جهة أخرى نجد أحيانا أن الظرف لا يدعو للنطق باسم الأخت أو الأم أو الزوجة .. فحتى حينما تلتقي النسوة ، تسأل إحداهن الأخرى : أين كنتِ أمس ؟؟ فتجيب : كنت عند أمي ، ولا تقول : كنت عند أمي لمياء مثلا !!
نفس الشيء بين الرجال ، نقول : أنا ذاهب عند الوالدة - وأنا مدعوّ للغذاء عند أختي - سأخرج هذه العشية مع " مولات الدار " ...وذكر الإسم في شأن هذه الحالات لن يفيد شيئا ، ولا ينتقص من كرامة الأنثى في نفوس الذكور .
بصفة عامة ، الحمد لله ، عفة المرأة و كرامتها ، و الاعتزاز بوجودها أمور صارت تفرض حضورها في أجواء الوسط الذكوري ، ولم يعد هناك أي عيب يصيب الرجل/ الذكر و هو يتحدث عن النصف الآخر من عائلته ، و يذكرهن بالاسم .بالعكس فالمرء يعتز لكونه ينتمي لعائلة و أسرة معروفة النسب و الأهل .
**********************************
المرأة لها مكانتها الخاصة في المجتمع فليسموها كما أرادوا
**********************************
أحكي لكم موقف حقيقي
في مرة و بالفصل و أثناء فرض محروس
كان تلميذا جالسا في الصف الأمامي
و و راءه فتيات
عند انتهاء المدة الزمنية المحددة
قلت ضعوا الأقلام و كالعادة يجمع الأوراق
التلاميذ الذين بالصفوف الأمامية
فاذا بي أن التلميذ المذكور سابقا لم يجمع الأوراق
نبهته بالاسراع فقال
مانجمعش من البنات
تركته و أخذت الاوراق من الفتيات و هملته
جاءني بالورقة فقلت له
ابحث يا بني على شي راجل يصححها ليك
احنى راسو و قال أستاذة سمحيلي
أنبته قائلة ان الفتاة فيها أمك و أختك
و ستكون ان شاء الله
زوجتك و ابنتك
لا تنسى
********************************
اسم المرأة ليس عيبا على الإطلاق و ترديده أو دكره للآخرين فمن باب التعريف بالشخص
فحينما أتحدث عن زوجتي لشخص يعرفها فلا أقول له مثلا : ذهبت مع زوجتي
اشتريت لزوجتي
قدمت لزوجتي
بل أكتفي بقول
ذهبت مع نعيمة
و اشتريت لنعيمة
و.....
ما لم يكن الإسم مكررا في الأسرة فأقول زوجتي للتحديد.
أما حينما أكلم شخصا لا يعرف اسمها و لا غرض له في معرفته
ربما أحسن له من باب الفهم أن أقول فقط =زوجتي= أو أم خولة مثلا
كلنا أو جلنا نعرف أسماء أمهات المؤمنين و بعضا من أسماء الصحابيات و لا أحد ينتقص من قيمتهن
بل بالعكس من رزقه الله أنثى يتبرك بتسميتها بأسمائهن رضي الله عنهن
و أقول أختي الكريمة
أنني ربما لا أدكر اسم زوجتي حينما أعرف أن المخاطب سيسيء لإسمها حين معرفته و أنه سيء السمعة
فإسم زوجتي أو اختي أو أي شخص آخر يعز علي
المهم أن لانناديها كما يفعل البعض ب: الداخلية/ الحكومة/ كوانتانامو/ .....
***********************************