رسالة للسحرة والمشعوذين المغاربة بالدارجةروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اجتنبوا السبْع الموبقات))، قالوا: يا رسول الله، ما هي؟ قال: ((الشرك بالله، والسِّحر...))، ثم ذكر البقية الأخرى[1].
وهذا يدلُّ على عِظم جريمة السِّحر؛ لأنه قرَنَه بالشرك، وعدَّه من السبع الموبقات التي نهى عنها؛ لكونها تُهلك فاعلَها في الدنيا؛ لما يترتَّب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة؛ بما يناله بسببها من العذاب الأليم.
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد))[2]، وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة))[3]، وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سأل أناس رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان، فقال: ((ليسوا بشيء))، قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدِّثون أحيانًا بالشيء يكون حقًّا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجني، فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدجاجة، فيخلطون فيها أكثرَ من مائة كذبة))[4].