ونحن نعيش التجربة الثانية على التوالي ، في ميدان ((بيداغوجيا الإدماج)) نرى أنها بيداغوجيا متمركزة بالدرجة الأساسية على المتعلم، فهو ((مايسترو العملية)) ولكن هناك عدة صعوبات تعترضه في تناول وإنجاز التعليمات، هذا ما يجعل الحديث عن الضروريات الأساسية أمر لا منا عنه، وبالمقصود بهذه الضروريات تلك العدة الديداكتيكية التي ينبغي أن تكون ملازمة للعمل التعليمي سواء أثناء تنفيذ أسابيع الإدماج، أو قبلها ، يعني أثناء إنماء الموارد والكفايات.
بالنسبة للكفايات الأساسية في اللغة العربية ، سواء الكفاية الشفاهية أو الكتابية، فالمتعلم في حاجة إلى تنويع الأسناد التي ينطلق منهان فبدل ((الكراسات الفقيرة)) يمكن توظيف الأشرطة التي تتناول الوضعيات، فهذه العملية شتعمل على ((تنشيط المتعلم)) وبالتالي سيتحول السيد المدرس من مهمة التعليم إلى مهمة التنشيط، وهذا من الأدوار الجديدة التي تتوخاها ((البيداغوجيات الحديثة/ النشيطة)) وهذا يسري كذلك على ((محطة التحقق)) بحيث يعرض كل متعلم إنجازه ـ خاصة الشفاهي ـ أمام كاميرا رقمية ، ليطلع في النهاية على إنجازاته التواصليةن ويقف على أخطائه وهفواتهن ويعمل ‘لى تطوير إنتاجه بتفاديها استقبالا.
بالنسبة للمواد التي يتم فيها الإدماج، هناك مسألة أساسية ينبغي الانتباه إليها، فهناك مواد يمكن أن تخضع لمنطق الإدماج ك((اللغة العربية)) و((اللغة الفرنسية)) فهي قابلة للأداء الشفاهي والكتابي، اما بقية المواد الأخرى فهي مواد ((تعليمية ـ تعلمية)) يطور من خلالها المتعلم معارف ومداركه ، لهذا فالإدماج سيجعل مؤهلاته جد بسيطة وربما مفقودة في غالب الأحيان، من هنا فمن الضروري أن تبقى خاضعة لمنطق الدعم والتقويم.
بالنسبة لمواد التفتح ، فالملاحظ أن إنجازها خلال فترة الإدماج، بمثابة مضيعة للوقت، بحيث الجديد فيها أن العملية تتم باتباع تعليمات، في حين كان من الضروري أن تخضع لمنطق((الإبداع)) أن نترك للمتعلم فرصة كافية ليعبر عن أفكاره وتصوراته من خلال وضعيات هدفها الأساسي هو تطوير ((التفكير الإبداعي)) أو ((الجانب الذوقي)) لديه بشكل ممنهج ومعقلن وقابل للتقييم والتقويم.
كانت هذه مجرد أفكار وجب الإشارة إليها حتى نساهم بشكل (( فعال)) في بناء منظومة تربوية تروم تخريج أجيال قادرة على كسب الرهانات التنموية والأكاديمية.