بســم اللـــــه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله،
تحية تربوية لرجال ونساء ((البناء)) في مغربنا العزيز، وبعد،
منذ حوالي ثلاث سنوات تناسل الحديث بشكل ملفت عن ((بيداغوجيا الإدماج))، بين كل الفئات التي تنتمي إلأى حقل التربية والتكوين، والحقيقة أن هذه ((السلعة البيداغوجية)) من حيث الإطار النظري ـ التصوري شيء جميل جدا، لكن الإشكال يظل مطروحا على مستوى التطبيق، حيث تكتنفه عدة قضايا عالقة، لايمكن الحسم فيها إلا بعد سنوات من الأجرأة. وهذا بطبيعة الحال، مشكل أساس وبناء في نفس الوقت.
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منذ الوهلة الأولى يصطدم رجل التعليم بمسألة المفهوم ((الإدماج)) وبالتالي ارتباطه بالحقل البيداغوجي، وقبل الخوض في القضية، ننبه إلى أن التعريفات متفاوتة بين عدة مرجعيات، ومتكاملة فيما بينها في نفس الآن، وهذا يدل على أن الباحث في ((الإدماج)) سيجد نفسه أمام ركام من التحديدات تجعله يفقد البوصلة، لهذا أقول بأن ((الإدماج)) هو مجرد آلية أو عملية ممنهجة تقوم على إدخال المعارف والمكتسبات أو الموارد المحصلة في حل وضعية معينة، تبعا لخطوات وتعليمات محددة. من خلال هذا التحديد الأولي يتضح أن مشكل ((بيداغوجيا الإدماج)) ليس نظريا وإنما تطبيقي محض، إذ كيف للتلميذ / المتعلم أن يدمج الموارد في موقف معين دون أن يكون له الزاد الكافي والموضوعي منها؟؟؟ فالمناهج المعتمدة إلى اليوم، ما تزال تفقد الحلقة المفقودة((ثراء الموارد))، في نفس الوقت المنهجيات هي الأخرى ما تزال قابعة وراء ((الحديدية)) دون فسح المجال للسيد المورد/ الأستاذ أن يبدع في أشكال التدبير الديداكتيكي والبيداغوجي، ما تزال مؤسساتنا هي الأخرى، تعتمد على الأمور الشكلية ((مذكرات وثائق....)) دون أن تتوافر لديها الوسائل والأدوات التي من شأنها أن تراكم موارد متنوعة من ((أشرطة وصور وسمعيات ...إلغ)) من شأنها أن تساهم في ((مأسسة بنك للموارد)) مايزال الكتاب المدرسي هو سيد الموقف....كيف إذن للتلميذ أن يستفيد ويفيد في غياب ما ((ينمي )) موارده ومعارفه؟؟؟ كيف للسيد المدرس أن يقترح وضعيات إدماجية ((بديلة)) وهو لا يتوفر على أدنى شروط العمل البيداغوجي، إلا ما كان من سبورة وطبشورة....؟؟؟
إذا كان مؤسس الإدماج في بلجيكا (( كزافيي روجرز)) قد وضع لبنات هذه البيداغوجيا فقد اشترط لنجاحها وتطويرها شروط أساسية منها: تأهيل المؤسسة التعليمية/ تكوين الأطر التربوية برمتها تكوينا رصينا/ هندسة مناهج ومقررات وفق تصورات ديداكتيكية وبيداغوجية واضحة ومرنة....إلغ، بل إن وضع الشرط ((الهندسي )) للمدرسة كشرط مهم ، بحيث ينبغي أن يكون تصميم المؤسسة وفق ((معمارية )) محددة قادرة على إنجاح البيداغوجي والتربوي. يمكن القول بأن تصوره البيداغوجي كان متكاملا وشموليا إلى حد ما.... لكن أين نحن من كل هذا؟؟؟ كراسات وأوراق لا غير ، وأقسام فقيرة ونريد متعلما قادرا على (( مواجهة العالم)) كما يقول ((برونير)).
فعلا أخي أين نحن من بيداغوجيا الادماج ؟؟ لا وسائل و لا ظروف هيئت لها فكيف يرتجى نجاحها لكن أقول رغم ذلك فلنقم نحن كرجال تعليم بما نستطيع ان نوفره لها : الانخراط الفعلي في برنامج اصلاح التعليم بتبني هذه البيداغوجيا الجديدة والعمل الجدي خلال الارساء و تكييف الوضعيات مع مستوى المتعلمين خلال أسابيع تعلم الادماج و سترى يا أخي العجب العجاب في انتاجات تلاميذك.
.. كيف يمكن أن نكيف مع غياب الشروط الأساسية؟؟؟
لو فقط أردنا وضع (( وضعية مكيفة أو بديلة)) نحتاج على الأقل إلى ((رسام مبدع؟؟؟)) ((آلة تصوير رقمية))، ((حاسوب ,انترنت)) لاشيء من كل ذلك؟؟؟؟