النظرية البنائية الوظيفية
ظهرت النظرية البنيوية الوظيفية في أعقاب ظهور كل من البنيوية الاجتماعية علي أيدي كل من ليفي ستراوس وكولدون ويزير وعندما نشر العالمان كتابي (أبنية القرابة) و(الطوطمية) على التوالي ,والوظيفية على أيدي كل من ماكس فيبر واميل دوركايم ووليم كراهام سمنر في مؤلفاتهم المنشورة (الدين والاقتصاد )و(تقسيم العمل في المجتمع)و(طرق الشعوب),علما بأن ظهورها كان كرد فعل للتراجع والضعف والاخفاق الذي منيت به كل من البنيوية و الوظيفية لكون كل منهما احادية الجانب. ذلك ان البنيوية تفسر المجتمع والظاهرة الاجتماعية وفقا للاجزاء والمكونات والعوامل المفردة التي يتكون منها البناء الاجتماعي بعيدا عن وظائف هذه الاجزاء والنتائج المتمخضة عن وجودها . في حين ان الوظيفية تفسر الظاهرة الاجتماعية تفسيرا يأخذ بعين الاعتبار نتائج وجودها وفعاليتها بعيدا عن بنائها والأجزاء التي تتكون منها .
إن النظرية البنيوية الوظيفية جاءت لتكمل الأعمال التي بدأت بها كل من البنيوية والوظيفية .ذلك أن النظرية البنيوية الوظيفية تعترف بأن لكل مجتمع أو مؤسسه أو منظمة بناء والبناء يتحلل إلى أجزاء وعناصر تكوينية, ولكل جزء أو عنصر وظيفة تساعد على ديمومة المجتمع او المؤسسة او المنظمة .
وقد استفاد علماء الاجتماع البنيويون الوظيفيون من الأفكار البيولوجية والعضوية التي جاء بها دارون عند دراستة للكائن الحيواني من حيث البناء والوظيفة والتطور,ذالك ان للمجتمع بناء ووظيفة وان هناك تكاملا بين الجانب البنيوي للمجتمع والجانب الوظيفي إذ أن البناء يكمل الوظيفة والوظيفة تكمل البناء. فكيف يمكن التحدث عن البناء دون ذكر وظائفه , وكيف يمكن التحدث عن وظائف الجماعات والكيانات دون تناول بنائها . يقول تالكوت بارسونز "لا بناء بدون وظائف اجتماعية ولا وظائف بدون بناء اجتماعي" . وهذا يدل على وجود علاقة متفاعلة بين البناء والوظيفة , وان هناك درجة عالية من التكامل بينهما ,اذ لانستطيع الفصل مطلقا بين البناء والوظيفة. وبناء على هذه المسلمة نستطيع توجيه الانتقاد المر إلى النظرية البنيوية والى النظرية الوظيفية . فالبنيوية ترى بأن ماهو موجود هو البناء و الأجزاء التركيبية للبناء ,بينما ترى الوظيفية بأن ماهو موجود هو الوظائف التي تفيد المجتمع وليس البناء.ان كلاما احاديا كهذا دفع بالبنيويين الوظيفيين الى الربط العلمي الغائي بين الوظيفة والبناء اذ لا بناء بدون وظيفة ولا وظيفة بدون بناء. اما علماء الاجتماع الذين درسوا البناء والوظيفة جنبا إلى جنب دون التحيز إلى ركن دون الركن الآخر فهم العلامة ابن خلدون وهربرت سبنسر وتالكوت بارسونز وروبرت ميرتون, رايت ملز وجون ريكس وغيرهم.
من المؤكد ان الاتجاه البنيوي الوظيفي قد ظهر في علم البيولوجية وفي علم النفس وفي علم الانثروبولوجيا الثقافي قبل أن يظهر في علم الاجتماع. فعلم البيولوجية يعتقد بأن الكائن العضوي الحي يتكون من اجزاء او تراكيب بنيوية, ولهذه الاجزاء او التراكيب وظائفها, و هذه الوظائف تساعد على بقاء وديمومة الكائن العضوي الحي . واستثمر علم الاجتماع فكرة البناء والوظيفة في دراستة للمجتمعات والجماعات و المؤسسات والمنظمات. فالمؤسسة او النسق الفرعي له بناء يتحلل الى عناصر بنيوية يطلق عليها الأدوار , ولكل دور وظيفة , وهذه الوظائف مكملة بعضها لبعض .ذالك ان التكامل يكون بين البنى وبين الوظائف كما تعتقد النظرية البنيوية الوظيفية.
المبادئ التي ترتكز عليها النظرية البنيوية الوظيفية
1-يتكون المجتمع او المجتمع المحلي او المؤسسة او الجماعة مهما يكن غرضها وحجمها من اجزاء ووحدات ,مختلفة بعضها عن بعض وعلى الرغم من اختلافها الا انها مترابطة ومتساندة ومتجاوبة واحدتها مع الاخرى
2-المجتمع او الجماعة او المؤسسة يمكن تحليلها تحليلا بنيويا وظيفيا الى اجزاء وعناصر اولية ,أي ان المؤسسة تتكون من اجزاء او عناصر لكل منها وظائفها الاساسية.
3- ان الاجزاء التي تحلل اليها المؤسسة او المجتمع او الظاهرة الاجتماعية انما هي اجزاء متكاملة ,فكل جزء يكمل الجزء الاخر وان أي تغيير يطرأ على احد الاجزاء لابد ان ينعكس على بقية الاجزاء وبالتالي يحدث مايسمى بعملية التغير الاجتماعي .من هنا تفسر النظرية البنيوية الوظيفية التغير الاجتماعي بتغير جزئي يطرأ على احد الوحدات او العناصر التركيبية, وهذا التغير سرعان ما يؤثر في بقية الاجزاء اذ يغيرها من طور الى طور اخر.
4-ان كل جزء من اجزاء المؤسسة او النسق له وظائف بنيوية نابعة من طبيعة الجزء . وهذه الوظائف مختلفة نتيجة اختلاف الاجزاء او الوحدات التركيبية, وعلى الرغم من اختلاف الوظائف فان هناك درجة من التكامل بينها .لذا فوظائف البنى المؤسسيه مختلفة ولكن على الرغم من الاختلاف فان هناك تكاملا واضحا بينهما. فمثلا وظيفة المدرس او الاستاذ في المؤسسة التربوية تختلف عن وظيفة الطالب . ولكن وظائف كل منهما تكمل بعضها البعض ,فالاستاذ لايستطيع اداء وظائفه التعليمية والتربوية دون ان يكون هناك طلبة كما ان الطالب لا يستطيع تلقي العلوم والمعرفه والتربية دون ان يكون هناك مدرس , لذا فالاختلاف والتفاضل في المراكز هو شي وظيفي للتماسك والتكافل الاجتماعي في المؤسسة التربوية او التعلمية.
5-الوظائف التي تؤديها الجماعة او المؤسسة او يؤديها المجتمع انما تشبع حاجات الافراد المنتمين او حاجات المؤسسات الاخرى , والحاجات التي تشبعها المؤسسات قد تكون حاجات اساسية او حاجات اجتماعية او حاجات روحية.
6-الوظائف التي تؤديها المؤسسة او الجماعة قد تكون وظائف ظاهرة او كامنة او وظائف بناءة او وظائف هدامة
7-وجود نظام قيمي او معياري تسير البنى للمجتمع او المؤسسة . فهو الذي يقسم العمل على الافراد ويحدد واجبات كل فرد وحقوقه,كما يحدد اساليب اتصاله وتفاعله مع الاخرين . اضافة الى تحديده لماهية الافعال التي يكافأ عليها الفرد او يعاقب.
8- تعتقد النظرية البنيوية الوظيفية بنظام اتصال او علاقات انسانية تمرر عن طريقه المعلومات من المراكز القيادية الى المراكز القاعدية او العكس.
9-تعتقد النظرية البنيوية الوظيفية بنظامي سلطة ومنزلة .فنظام السلطة في المجتمع او المؤسسة هو الذي يتخذ القرارات ويصدر الايعازات والاوامر الى الادوار الوسطية او القاعدية لكي توضع موضع التنفيذ. اما نظام المنزلة فهو النظام الذي يقضي بمنح الامتيازات والمكافات للمعلمين الجيدين لشدهم والاخرين من زملائهم الى العمل الذي يمارسونه , علما بأن الموازنة بين نظامي السلطة والمنزلة هي شيء ضروري لديمومة وفاعلية المؤسسة او النظام او النسق .
الاضافات التي قدمها كونت لتطوير النظرية البنيوية.
يمكن تحديد في خمس نقاط اساسية مأخوذه من كتابة(الفلسفة الوضعية) وهي:
1-درس كونت المجتمع البشري في حالته السكونية,أي دراسة اجزائه البنيوية في نقطة زمنية محددة . علما بأن المجتمع البشري يتكون من اجزاءا ونظم مختلفة بأغراضها كالنظم الاقتصادية والدينية والسياسية والعائلية.
2-تكون النظم التي يتكون منها المجتمع متكاملة ,أي يكمل بعضها للبعض الاخر
3-اذا تغير نظام اجتماعي فرعي من نظم البناء الاجتماعي فان هذا التغير لابد ان يؤثر على بقية النظم اذ يغيرها من طور الى طور اخر.
4-تهدف الدراسة السكونية للمجتمع بنظر كونت الى الوقوف على القوانين التي تحكم تماسك النظم وتضامنها . علما بأن العناصر الاساسية للمجتمع هي الفرد والعائلة والدولة.
5-لايعتبر الفرد عنصرا اجتماعيا الا اذا تفاعل مع الاخرين وتضامن معهم بشكل جماعات ومنظمات متماسكة . لذا فالفردية الخالصة لاتمثل شيئا في الحياة الاجتماعية الابعد امتزاج وتفاعل العقول بعضها مع بعض. علما بأن تفاعل العقول لا يتحقق في الوسط الفردي وانما يتحقق في الوسط الجمعي.
الاضافات التي قدمها هربرت سبنسر للنظرية البنيوية الوظيفية:
النظرية العضوية التي جاء بها هربرت سبنسر في كتابه مبادىء علم الاجتماع هي التي تفسر افكاره حول البنيوية الوظيفية .
فالنظرية البايو اجتماعية التي ابتدعها هربرت سبنسر (1820-1903) تقارن الكائن الحيواني الحي بالمجتمع من حيث الاجزاء والوظائف والتكامل بين الاجزاء والوظائف للكائنين الحيواني والاجتماعي . لقد اجرى سبنسر مماثلة بين الكائن الحيواني والمجتمع فالكائن الحيواني كجسم الانسان مثلا يتكون من اجهزة واعضاء كالجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز الدموي والجهاز العضلي والجهاز العظمي والجهاز التنفسي .......الخ. وبجانب الاجهزة العضوية للكائن الحيواني الحي هناك الاعضاء كالقلب والرئتين والمعدة واليد والرجل والعين واللسان والاذن........الخ. علما بأن سبنسر قد حلل او شرح الجهاز العظمي الى مجموعة خلايا عضوية, ولكل خلية واجباتها وحقوقها.
اما الكائن الاجتماعي الذي شبهه هربرت سبنسر بالكائن العضوي فيتكون من مجموعة مؤسسات او نظم اجتماعية فرعية كالنظام الاقتصادي والنظام السياسي والنظام الديني والنظام التربوي والنظام الاسري والقرابي ونظام العسكري . والنظام الواحد يتحلل الى ادوار كتحليل النظام الاقتصادي الى ادوار قيادية ووسطية وقاعدية وان لكل دور واجبات وحقوق اجتماعية.
البنيوية الوظيفية عند اميل دور كايم
يميل دوركايم إلى جعل مفهوم الوظيفة مفهوما نسبيا خاليا من الحتمية . فاذا لم يكن من الضروري اعتبار كل وظيفة تعبير عن حاجة الجسم فليس من الضروري ايضا أن تكون لكل حاجة وظيفة في الجسم . فما هي أسباب هذه النسبية الوظيفية لدى دوركايم ؟
ثمة ثلاثة اسباب تفسر النسبي عند دوركايم
1. يريد دوركايم ان يحتكر تأسيس العلم الجديد . لذا لن يكون بإمكانه تبني نفس التعريفات التي نجدها عند كلا من كونت و سيمون و سبنسر . ولايجب ان ننسى ايضا أن دوركايم يعتبر الكونتية ( أ. كونت ) ضربا من ضروب الفلسفة المجردة في حين انه يدعي لنفسه تأسيس العلم الجديد .
2. رغب دوركايم ان يتميز في اطروحاته عن كونت مبينا ان علم الاجتماع لا يقوم على مبدأ الحتمية ولايستند اليها .
3. اراد دوركايم ان يتخلص من هذه المرجعيات غير الاجتماعية وان تكون للظاهرة الاجتماعية مرجعيتها المحضة وليست المرجعية البيولوجية او الطبيعية.
اسهامات دوركايم في تأسيس البنيوية الوظيفية
-ان اهتمام دوركايم بالوقائع الاجتماعية جعله يهتم ايضا بالاجزاء المكونه للنسق الاجتماعي من جهة وعلاقات الاجزاء ببعضها البعض ومن ثم تأثيرها على المجتمع . ففي حديثه عن الوقائع الاجتماعية وجد نفسه مضطرا لإعطاها اهمية كونها تندرج في اطار في بنى ومؤسسات سعى دوركايم إلى البحث عنها .
-اعتنى دوركايم كثيرا بالبنى والوظائف وعلاقاتها بحاجيات المجتمع . وهذا يعني اهتمامه بالبنية والوظيفة كعنصرين هامين في التحليل السوسيولوجي .
-من أهم الامور التي قام بها دوركايم تمييزه بين مفهومين هما " السبب الاجتماعي " و " الوظيفة الاجتماعية "
اذ ان دراسة " السبب الاجتماعي " سيعني الاهتمام بمبرارات وجود البنية . اما دراسة " الوظيفة الاجتماعية " فستعني الاهتمام بحاجيات المجتمع الكبيرة وكيفية تلبيتها من طرف بنية معينة .
مثال :
اذا درسنا سبب ظهور الاسرة النووية فسنفكر ما اذا كان التصنيع وانتقال الناس من حال إلى حال هو السبب في ذلك ، كما سنتساءل عن وظيفة الاسرة النووية كبنية جديدة في المجتمع الصناعي .
-رفض دوركايم رفضا قاطعا فكرة اسطورية الدين ، واكد في المقابل على انه ظاهرة عالمية وبالتالي لابد وان تكون له وظيفة في المجتمعات البشرية . فمن بين وظائف الدين عند دوركايم وابن خلدون العمل على توحيد الناس وخلق روح التضامن الاجتماعي بينهم عن طريق القيم الثقافية والاعتقادات الدينية التي يدعو اليها هذا الدين او ذاك .
مثال : وظيفة الشعائر الدينية
يقدم دوركايم في كتابه " الاشكال الاولية للحياة الدينية " نموذجا للمعنى الاجتماعي للشعائر الدينية او الحفلات المراسمية . ففي نظره تحقق الشعلئر الدينية التماسك الاجتماعي من خلال أدائها لاربع وظائف :
- مراسم الحفل ، وهذه تهيئ الفرد للحياة الاجتماعية من خلال فرض الطاعة عليه
- إن وظيفة الشعائر الدينية تتمثل في كونها تقوي من تماسك المجتمع وترابط العلاقات بين الافراد والمجموعات - تجدد الشعائر الدينية لدى ممارستها التزام الفرد لتقاليد المجتمع .
- يشعر الفرد بالراحة والحماس الاجتماعي اثناء مشاركته بالحفل الديني.
عبر هذه الحالات الاربع فإن الشعائر الدينية تساهم بتلبية الحاجات الدينية للفرد ، ومن ثم يتضح من التفكير السوسيولوجي الدوركايمي ان كل وحدة اجتماعية في المجتمع لها علاقة بالمجتمع الكبير وفي كل الوحدات الموجودة فيه ويعتقد دوركايم ان الانسجام في المجتمع يصبح واقعا مجسما عندما تسود هذه الحالة الطبيعية . أي عند قيام هذه الوحدات الاربع بوظائفها في المجتمع ككل .
مفهوم الوظيفة عند دوركايم يعرفها كما يلي :
" تتمثل وظيفة العناصر الاجتماعية في مساهمتها في الحفاظ على مجرى الحياة في المجتمع " .
فالثقافة هي التي تمثل جانبا من العناصر الاجتماعية فتشمل اللغة ، العادات ، والتقاليد ، والعقائد الدينية ، القيم الثقافية ، وكل هذه العناصر تمثل مؤسسات اجتماعية لها وظيفتها ولايمكن الاستغناء عنها لاهميتها في مجرى الحياة الاجتماعية ولكونها تشكل العناصر البنيوية في المجتمع .
ومن ملامح الوظيفية النظرية انها تنظر إلى المجتمع كنسق اجتماعي أي وحدات اجتماعية مختلفة نسبيا تساهم في وظائف مختلفة لدفع المجتمع وتقدمه
وحسب دوركايم فـ" ان الانسجام من ملامح الرؤية الوظيفية " لا بل انها تنظر إلى المجتمع على اساس انه مستقر وليس هناك ما يعكر صفوه من صراعات ونزاعات بما ان اجزاءه تتكامل في القصد والهدف .
المعذرة. هذا للافادة فقط فلم اعد اتذكر المرجع الذي اخذت منه هذا النص. معذرة للموقع او للكاتب.
استفاد علماء الاجتماع البنيويون الوظيفيون من الأفكار البيولوجية والعضوية التي جاء بها دارون عند دراستة للكائن الحيواني من حيث البناء والوظيفة والتطور,ذالك ان للمجتمع بناء ووظيفة وان هناك تكاملا بين الجانب البنيوي للمجتمع والجانب الوظيفي إذ أن البناء يكمل الوظيفة والوظيفة تكمل البناء. فكيف يمكن التحدث عن البناء دون ذكر وظائفه , وكيف يمكن التحدث عن وظائف الجماعات والكيانات دون تناول بنائها . يقول تالكوت بارسونز "لا بناء بدون وظائف اجتماعية ولا وظائف بدون بناء اجتماعي" . وهذا يدل على وجود علاقة متفاعلة بين البناء والوظيفة , وان هناك درجة عالية من التكامل بينهما ,اذ لانستطيع الفصل مطلقا بين البناء والوظيفة. وبناء على هذه المسلمة نستطيع توجيه الانتقاد المر إلى النظرية البنيوية والى النظرية الوظيفية . فالبنيوية ترى بأن ماهو موجود هو البناء و الأجزاء التركيبية للبناء ,بينما ترى الوظيفية بأن ماهو موجود هو الوظائف التي تفيد المجتمع وليس البناء.ان كلاما احاديا كهذا دفع بالبنيويين الوظيفيين الى الربط العلمي الغائي بين الوظيفة والبناء اذ لا بناء بدون وظيفة ولا وظيفة بدون بناء. اما علماء الاجتماع الذين درسوا البناء والوظيفة جنبا إلى جنب دون التحيز إلى ركن دون الركن الآخر فهم العلامة ابن خلدون وهربرت سبنسر وتالكوت بارسونز وروبرت ميرتون, رايت ملز وجون ريكس وغيرهم.
من المؤكد ان الاتجاه البنيوي الوظيفي قد ظهر في علم البيولوجية وفي علم النفس وفي علم الانثروبولوجيا الثقافي قبل أن يظهر في علم الاجتماع. فعلم البيولوجية يعتقد بأن الكائن العضوي الحي يتكون من اجزاء او تراكيب بنيوية, ولهذه الاجزاء او التراكيب وظائفها, و هذه الوظائف تساعد على بقاء وديمومة الكائن العضوي الحي . واستثمر علم الاجتماع فكرة البناء والوظيفة في دراستة للمجتمعات والجماعات و المؤسسات والمنظمات. فالمؤسسة او النسق الفرعي له بناء يتحلل الى عناصر بنيوية يطلق عليها الأدوار , ولكل دور وظيفة , وهذه الوظائف مكملة بعضها لبعض .ذالك ان التكامل يكون بين البنى وبين الوظائف كما تعتقد النظرية البنيوية الوظيفية.
المبادئ التي ترتكز عليها النظرية البنيوية الوظيفية
اذا درسنا سبب ظهور الاسرة النووية فسنفكر ما اذا كان التصنيع وانتقال الناس من حال إلى حال هو السبب في ذلك ، كما سنتساءل عن وظيفة الاسرة النووية كبنية جديدة في المجتمع الصناعي .
-رفض دوركايم رفضا قاطعا فكرة اسطورية الدين ، واكد في المقابل على انه ظاهرة عالمية وبالتالي لابد وان تكون له وظيفة في المجتمعات البشرية . فمن بين وظائف الدين عند دوركايم وابن خلدون العمل على توحيد الناس وخلق روح التضامن الاجتماعي بينهم عن طريق القيم الثقافية والاعتقادات الدينية التي يدعو اليها هذا الدين او ذاك .
مثال : وظيفة الشعائر الدينية