السلام عليكم ورحمة الله،
بداية تقبلوا مني تبريكات العيد السعيد،متوجهين إلى الباري تعالى أن يتقبل مسعاكم وطاعتكم في شهر الله الفضيل( رمضان الأبرك).
اسمحوا
لي أن نفتح اليوم ملفا خطيرا ومهما في حياة المسلم الذي يسلك إلى الله
تعالى ويرجو رحمته ولقاءه، هذا الملف كتب عنه وسيكتب عنه دوما، لأنه أصل من
أصول الوصول إلى الله ورحمته الواسعة، إنه" القلب"
فأما عن تسميته بالقلب، فلابد من الانطلاق إلى السنة الطاهرة، ولنتأمل قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما سمي القلب من تقلبه، إنما كثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهرا لبطن"رواه الطبراني في صحيح الجامع.
فالتسمية دليل
قاطع على سرعة تقلبه وتحوله، وهو أسرع انقلابا من القدر إذا تعرضت للغليان
الشديد،فهذا العضو الحساس والمرهف، يتقلب كلما تعرض لهزةمن هزات الدنيا
وملذاتها، أو تعرضه لغزوة من غزوات الشيطان المتلاحق... ولننظر إلى دعائه
عليه أفضل الصلاة والسلام:" اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"رواه مسلم، حديث صحيح.
ولشدة
تقلباته فالمطلوب منا جميعا الإكثار من هذا الدعاء في هذا الزمن الذي
تتناسل فيه الفتن والأهواء من كل ناحية، طلبا للثبات والرسوخ على الهدى.
ولايسعني إلا أن أختم بما جاءفي كتاب:إغاثة اللهفان.
( ولما
كانالبدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح من يسير الحر والبرد والحركة ونحو
ذلك،فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة، حيث
لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه، والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك
وهو يدفعه بقوته وصحته.)
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم.
والحمد لله رب
العالميـــن